قبلك وقد كانت قبلته تعني الوداع... عانقك رغم أن عناقه لا يعني سوى الرحيل.
فإلى من كانت لي روحه وطناً بسعة الكون.
إلى من علمني كيف تكون الكلمات.
ملهمي الوحيد...
تترجم الدموع كلماتي كل ليلة إذا ما أيقظ الليل شتى ظنوني، وعاندتني ريح المحال، إذا ما الوحشة هشمت ما تبقى من كبدي، إذا ما أضناني النوى...
ها أنذا أتوه بين جنبات قدر محتوم وقدر مجهول...
لتقتلني ملامحك كل لحظة بين موج يغيب وموج ناهض تحت عتمة السهر.
تلاحقني عيناك التي فارقتني كما يهاجر الدمع المحاجر.
كنت لي مهداً لكنه اختار أن يكون لك ضريحاً ومنفى.
اختبأ موتك تحت الوسادة، وقد كان أنانياً بامتياز، قدر لي أن أكون مطراً يضيع في عطش الرمال وحده يهيم الرمال على الرمال...
فيا من لم يكن أعظم ما لدَّي بل لأنه ليس هنالك من هو أعظم منه.
ترى من لي عقب عينيك
ترى هل أنستك عنكبوت الذات من أكون؟
هل أعاروك اسماً جديداً وألبسوك ثوباً ياسمينياً جديداً؟ ترى هل سطروا على لسانك كلاماً جديداً؟
قل لي يا أيها الغريب... يا أيها الغارق في ذاكرة التراب:
إن داهمني برد الوحشة وحيدة في الدروب التي قد لا تصل، إن تعبت، سأسند رأسي على أي حجر؟
أي ذراع ستمد لي في بئر الردى؟
أي كلام سأقوله عنك وقد سافرت أبجديتي جمعاء؟
من سيرتب ل دك نابضاً بين يدي ودفئه الهامس مؤنسي في غياب الجسد.
تأخرت الأيام عن حلمنا الوردي، وذبلت زهرتك بموعد لم يحدد ولم يعلمه أحد.
لكن... من يدري... ما زال في قلبي بقايا أمنية... أن يجمع الحلم هشيم شملنا فأنا في بعدك «أحترق»