أي فعالية أو نشاط يخص الشباب من هذه الفعاليات، كان معرض تخرج مجموعة من كلية الفنون الجميلة في المركز الثقافي الفرنسي، والذي ضمت لوحاته نتاجات متنوعة وواسعة لم تقتصر على لوحات التخرج فقط بل شملت العديد من إبداعات سابقة، فظهر الإبداع الشبابي المتعدد الأوجه والمعاني، والذي تمكن من إعطاء صورة نجاح وتفاعل هؤلاء الشباب في أكثر من منحى حياتي منه وثقافي ومستقبلي..
أما آراء هؤلاء الشباب فقد أكدت أنهم ساعون دوماً إلى الحضور، والتميز والبداية كانت مع الشاب (وسام الشهابي) فقال: هذه المعارض أنشطة خاصة تعني الكثير بالنسبة لنا وقد حرصنا على المشاركة في المعرض، رغم الظروف والأزمة، لأنه علينا أن نستمر بأعمالنا مسلحين بالإرادة، كي يقوم كل مواطن بواجباته ويعبر كل منا بطريقته ومجاله، أما لوحاتي ضمن المعرض تهتم على الأكثر بعالم التجريد وأسلوبه والإبداع عبر مفرداته، وأحاول أن يكون لعملي مفاتيح خاصة لبلورة بصمتي والتي أرغب أن تظهر في أعمالي، كي أتمكن من التعبير بطريقتي، خصوصاً أن الفن مساحة تتيح لي أن أعبر عن نفسي، عن ذاتي عن محيطي، وبما أشعر به تجاه كل الأشياء ، كي أعيد إنتاجها بشكل إبداعي وضمن طريقي، ذلك حملت لوحاتي ورغم أنها تجريدية حالات ترتبط بقضايا اجتماعية، وما يتعلق بالعلاقات الإنسانية وتعقيداتها الحياتية التي نشهدها وكيف تؤثر على مجتمعنا بأشكال عدة هذا عدا عن كون اللوحة تحمل متعة الألوان والريشة، وإن كانت متعة شخصية بحتة، إلا أنني أحملها ما أحمل تجاه المجتمع وأترجم عبرها ما وجدته في الواقع لأقدم ما رأيته بطريقة فنية قد تشارك فيها الألوان وكيفية طرحها على سطح اللوحة أو درجاتها، وكلها تملك معاني وتعبيرات بليغة ويمكنني التأكيد بكل ثقة على أن كافة الأشكال التي طرحتها، هي عبارة عن تفاعل وتأثر مع المحيط، دون أن ننسى أهمية البحث لدى الشاب، حتى يتمكن من أسلوب التعبير ذاك، وما أود قوله: أرغب أن يكون هناك اهتمام أكبر بالفنون بشكل عام، وأتمنى كخريج كلية فنون جميلة أن يكون معرض تخرجي في كليتي، وأن يحضر التواصل مابينها وبين صالات العرض، حتى تؤّمن المعارض الدائمة لطلابها، وهذه مسؤولية الكلية.
أما الشاب (فادي الحموي) قال: نتمنى أن تستقبلنا معارض نشعر أنها تنتظرنا وأشارك في هذا المعرض والذي ندرك جميعنا أنه أقيم بجهود شخصية بلوحة كبيرة إذ عملت عليها كما هي عادتي في إنجاز أي لوحة فأبحث في عوالم تخصها في الخيال والحقيقة ثم المفردات التي تعبر عنها، ومضمون لوحاتي تدور على الدوام ضمن المشكلات الاجتماعية، وهذه اللوحة كانت حول موضوع الزواج وبعنوان (عرف عربي بحت) حيث عبرت بها عن غياب القرار عند تلك المرأة وكيف هو مرتبط بالمجتمع وتابع لفكرة أساسية هي المادة أو المستوى الاجتماعي وغيره مما يرضى به الأهل والمجتمع وليس الفتاة، فاللوحة قطعتان تشكلان زاوية قائمة، إذ أسعى دوماً أن تحمل لوحتي غاية ما، وليس مجرد عمل بصري بل أشتغل على أفكار ومفاهيم ومشكلات وحلول، لأنه على الفنان أن يكون ملتصقاً بالواقع بامتياز ويحاول تطويره بانتقاده وطرح الأسئلة، لأن الفن له وظيفة تغييرية وليس مجرد حالة بصرية جمالية مجردة، وهناك ضرورة أن تتكلم عبر الفن وهذه مسؤولية شبابية وفنية، ويمكنني أن أذكر هنا أن لوحات بيكاسو قد أثرت في أحد الحروب، فالفن وسيلة تعبيرية ومؤثرة وعلينا أن نعبر عن مواقفنا عبر مفردات الفن ونقوم بمهمتنا حتى يبقى بلدنا بخير.
أما الفنانة الشابة (وطفاء وهب) قالت: شاركت بلوحة بعنوان (كاريزما) ولوحة (أنوثة) وقد تمكنت من تصوير حالات نفسية وإنسانية، واستخدمت مواد معينة للتعبير عنها، كأن أعطي الإنسان المقيد صورة (شرنقة) فالمدرسة الفنية التي أتبعها هي تداخل مابين التجريبي والتعبيري إذ أحاول أن أبدع بآلية أرضى فيها عن نفسي، وأفرغ فيها همومي وهموم الواقع أما طموحاتي في الفن، أن أحقق بصمتي الخاصة وحضوري خصوصاً أنني دخلت هذا المجال بعد معاناة طويلة، ومجتمعنا لم يزل لايعطي الثقة الكاملة لنجاح الفنان ما يتطلب مني أن أعمل بثقة كي أطور نفسي وأفرض وجودي صحيح أننا نعاني كشباب في مجال الفن لكن علينا أن نثبت أنفسنا ونجيد التواصل مع الناس، أما إهمال الفنون حالة علينا تجاوزها وهي مسؤولية اجتماعية وثقافية وتعليمية وتبدأ من اعتبار مادة الفنون ثانوية فتلغى لمصلحة أي مادة أخرى ، رغم أن الفن وسيلة تربوية وثقافية والفن أولاً وآخيراً يحرك المشاعر وهو رياضة ذهنية وينمي الذائقة وغيرها الكثير من الجوانب الإيجابية، من هنا على المجتمع أن يقدم التوعية اللازمة إن كان عن طريق الإعلام أو المؤسسات التعليمية وغيرها.
ثم دعم الفنان ومساعدته أما المعارض فهي ضرورة له لأنها تعطيه الخبرات الكثيرة وقد يعطيه الجمهور آراء تكون أكثر أهمية من الناقد الفني.