في الملتقى الوطني للأدباء الشباب (المسابقة الأدبية المركزية) عن مواهبهم الأدبية النابعة من نفوس مرهفة، والمنبثقة من أعماقهم ومكنوناتهم المفعمة بحب الوطن والتجذر فيه والانتماء لأرضه الطيبة.
التقى الأدباء الشباب في المسابقة الأدبية المركزية التي أقامها اتحاد شبيبة الثورة مكتب الإعداد وتنمية المهارات الشبابية في المعهد النقابي بدمشق بمشاركة 200 شاب وشابة من فروع الشبيبة كافة.
خلال حضورنا أعمال الملتقى جمعنا هذه الآراء والانطباعات في هذا الريبورتاج:
الياس شحود عضو قيادة الاتحاد رئيس مكتب الإعداد وتنمية المهارات الشبابية: الملتقى الوطني للأدباء الشباب يكتسب أهمية خاصة، فإقامته الآن تأكيد على أن سورية بخير، وأن الحياة يجب أن تستمر بشكل طبيعي، فالمنظمة تنفذ خططها وبرامجها، ويلبي الشباب الدعوات الموجهة لهم للمشاركة، ومشاركة الشباب في المسابقة الأدبية المركزية كانت متميزة، عدد الحضور جيد قياساً للظروف والوضع الذي تعيشه بعض المناطق وبؤر التوتر، وقياساً لما يحاول الإعلام الخارجي أن يصوره، بأن الحياة قاتمة في سورية، بينما يقبل الشباب على المشاركة في نشاطاتنا بفاعلية.
--------------------------------------------------
لجان التحكيم من الوسط الأدبي
تشكلت لجان التحكيم من أسماء أدبية معروفة، البعض أعضاء مكتب تنفيذي في اتحاد الكتاب العرب، ورؤساء وأعضاء فروع في الاتحاد أيضاً، والجميع أعضاء في الاتحاد، مما يتيح فرصة لتواصل الشباب مع تجارب أدبية وثقافية متميزة.
في مجال الشعر:د نزار بني المرجة، أ. محمد حمدان، أـ جهاد الأحمدية، وفي مجال القصة: أ.غسان ونوس، أ. محسن يوسف، أ. حمدي البصيري، وفي مجال المقالة بسام عمر، عبد بركو، محمد الحفري، وفي مجال النص المسرحي: يوسف المقبل، اسماعيل خلف، فاديا غيبور.
الشاعر جهاد الأحمدية عضو لجنة تحكيم الشعر: المستويات كانت متفاوتة من حيث شكل الشعر المستخدم ومن حيث مستوى القصيدة فهناك من كتب الشعر النثري الذي اختلط مع الخاطرة في كثير من الأحيان، وهناك شعر التفعيلة الذي غطى حيزاً كبيراً من المشاركات وهناك الشعر العمودي أو الكلاسيكي الذي أيضاً أثبت حضوراً، كأن هذا الشعر قد بدأ يستعيد أولويته وأفضليته في اهتمامات هذا الجيل، على الرغم من صعوبة الخوض في بحوره، وقد لفت انتباهي هذا الاقبال من الشباب على كتابة هذا النمط من الشعر ومعظمهم قد أبدع فيه وأجاد وجدد بحيث لم نشعر أننا نتعامل مع قالب شعري قديم.
------------------------------------------------
مواهب تستحق الاهتمام والمتابعة
الشاعر الأديب غسان ونوس عضو لجنة تحكيم القصة القصيرة: استمتعت بتقويم نتاجات أدبية لشبان موهوبين وشابات موهوبات، ورغم ما يقال عن انشغال الشباب بأشياء كثيرة غير مفيدة في الغالب، فإن هناك مواهب تستحق منا الاهتمام أكثر وتستحق منا أن نعطيها من وقتنا ومن خبرتنا وملاحظة وجدتها في أكثر من مسابقة أو مهرجان أدبي بأن الإناث الموهوبات يشكلن نسبة أكبر من مواهب الشباب ولهذا أسبابه، ويفترض أن تكون له قراءته ودراسته، المشكلة الأساس في أدب الشباب تكمن في اللغة العربية وعدم الاعتناء بها بما يكفي، ولاشك أن هناك نقصاً في المنابر التي يمكن أن يظهر عليها الشباب وهذه مسؤوليتنا أيضاً كأدباء ومؤسسات ثقافية ومسؤولين ثقافيين.
الأديب غازي التدمري عضو لجنة تحكيم الخاطرة: هذه المسابقات الوطنية للأدباء الشباب التي تقيمها منظمة اتحاد شبيبة الثورة تشكل جزءاً من مشروعها الوطني التربوي الثقافي الذي تركز فيه على الشباب وتعمل على تنمية مهاراتهم وقدراتهم ومواهبهم تندرج هذه المسابقات ضمن هذا المشروع وتحرص المنظمة على إقامتها سنوياً وبشكل دوري وعلى مستويات عدة فرعية ومركزية ولجميع الشرائح العمرية لمرحلة الشباب وتمتد من /13/ حتى /35/ سنة ما يعمم الفائدة ويعمق أهمية هذه المسابقات، ويتبعها دورة أجناس أدبية تساهم في تعريف الشباب بالخطوط الفاصلة بين الأجناس الأدبية، فما يحدث غالباً هو وقوع الأدباء الشباب في مطب الخلط بين جنس أدبي وآخر فثمة تماهٍ بين الخاطرة والقصة القصيرة على سبيل المثال، رغم الظروف التي تمر بها البلاد، إن مجيئهم لدمشق من محافظاتهم المختلفة هو دليل على إحساسهم ووعيهم التربوي والثقافي والقومي، ويجب أن نضع شبابنا أمام مسؤولياتهم، فمن وجهة نظري شبابنا قادر أن يدرك ويحلل حقيقة ما يجري وينتصر للحق.
الفنان يوسف المقبل عضو لجنة تحكيم النص المسرحي: أعتقد أن الكتابة للمسرح هي من أصعب أنواع الأدب، أنا كمسرحي لا أصنفها ضمن الأدب فقط، لأن أي نص مسرحي يجب أن تتضافر فيه جهود جماعية ليصبح عرضاً مسرحياً، وبرأيي أي نص غير مؤهل لتحويله لعرض هو نص فاقد للشرعية ومجرد تفكير الشباب بكتابة نص مسرحي عمل بطولي، فالعديد من كتاب النص المسرحي في سورية والوطن العربي كل عشر سنوات يؤلفون نصاً مسرحياً والبعض توقف عن الكتابة بسبب الهجمة الدرامية، وفيما يتعلق بالمسابقة استمعنا لنصوص متفاوتة المستويات من الشباب والفائدة تتأتى من قراءة الشاب لنصه أمام أقرانه، البعض طرح أفكاراً مهمة، والمسرح يشاهد ولا يقرأ، ومشروعية النص المسرحي هي في وصوله لخشبة المسرح، وما لاحظناه عند الشباب أن نصوصهم بقيت في إطار الوعظ، ولا بد أن يقرؤوا أكثر لكبار الكتاب المسرحيين، وأن يشاهدوا الكثير من العروض المسرحية، وإن مجرد طباعة الشبيبة لنتاجات الأدباء الشباب الفائزين هو بحد ذاته مكسب لهم ليطلعوا فيما بعد على بداياتهم، فمثلاً في الثمانينات شارك الأديب حسن حميد والمخرج حاتم علي في هكذا مسابقات وقد حققا مراكز ولكن لم تؤرشف حينها ومن المفيد الاطلاع على البدايات عقب نضوج التجربة، ومن وجهة نظري لابد من إقامة ورشات عمل وملتقيات حوارية تتيح لهم الاحتكاك مع مختصين وأدباء كبار ليتقنوا ويتعلموا فن الكتابة بشكل صحيح.
---------------------------------------------
المشاركون: المسابقة حفزتنا
عبر الأدباء الشباب عن سعادتهم بالمشاركة بغض النظر عن الفوز وتحقيق المراكز، يقول نزار درميني /شعر/: هذه أول مشاركة لي وهدفي الاطلاع على تجارب الآخرين، وكنت أتمنى لو قدم الشعراء أعضاء لجان التحكيم رأيهم مباشرة في القصائد المشاركة عقب الإلقاء، بينما يؤكد علي عمار /شعر/: إن مشاركته كانت بهدف الحصول على المركز الأول على مستوى القطر والمشاركة زودته بالخبرة من خلال الاستماع لتجارب الآخرين، ويتدخل عبد الرزاق العلوي ليعبر عن دور منظمة اتحاد شبيبة الثورة في تنمية المهارات الشبابية وصقل المواهب الأدبية لترفد الساحة الثقافية بأقلام متميزة، وتقول سوسن سليمان /خاطرة/: نشكر اتحاد شبيبة الثورة لأنه يتيح للمواهب الشابة السير في طريق الأدب الوعر بالطريقة الصحيحة لا بالطريقة العشوائية. أما ميرنا العجوز /قصة قصيرة/ فتقول: بأنها شاركت لتطوير قدراتها الكتابية ومنح خيالها مجالاً أوسع للاكتشاف والتعبير.
من جهتها تقول حنين هواري /خاطرة/: أكد هذا الملتقى الوطني للأدباء الشباب صمودهم ووقوفهم شامخين رغم كل التحديات والظروف التي قد تؤثر سلباً على عقولهم وأفكارهم، بل أكدوا على أن مشاعرهم ما زالت تنبض وتزهر بالكلمات الرائعة والنادرة، وتشير هبة شعبان /شعر/ إلى أهمية ملاحظات لجان التحكيم الذين لهم بصمات مؤثرة في الساحة الأدبية، وتقر بشرى فرحان /قصة قصيرة/ بنزاهة لجان التحكيم في انتقاء النصوص الأدبية الفائزة، ويتمنى من جهته داوود الفريح تطوير المسابقات الأدبية المركزية ورفد لجان التحكيم بأسماء جديدة للابتعاد بالمسابقات عن إطار الرتابة والروتين، ويقول حسين حمود مقالة بأن إتاحة الفرصة للمشاركين في التعليق على مقالات أقرانهم أمر مفيد للغاية، ويوافقه الرأي مناع الحسن /مقالة/: بأن اللقاءات الحوارية تتيح فرصة التعارف والتفاعل بين الشباب، وتقول رهف فارس /نص مسرحي/: بأن لجنة التحكيم كانت متفهمة وقدمت ملاحظات قيمة ومفيدة للجميع خاصة وأن النص المسرحي ليس كباقي الأجناس الأدبية بل المسرح لحم ودم وخشبة إضافة للحوار المسرحي، ويطرح مثنى إبراهيم /نص مسرحي/ تجربته في أنه شارك بنص مسرحي سيقوم بتحويله لعرض مسرحي مع مجموعة من زملائه الشباب، وقد استفاد من إطراء لجنة التحكيم وملاحظاتها في الوقت ذاته، وأن المشاركة في المسابقة الأدبية المركزية حفزته للانتقال بنصوصه من مرحلة الكتابة إلى التنفيذ، وإلى تطوير مهاراته في التأليف المسرحي من خلال القراءة والاطلاع على تجارب كبار المسرحيين ومتابعة العروض المسرحية.