تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


«كـــم أضــــاءت العروبــــــة من فـــــرص»..

ثقافة
الإثنين 1-9-2014
هفاف ميهوب

ويلٌ لأمَّةٍ لا وطن لها ولا تملكُ عنان نفسها.. ويلٌ لأمَّةٍ لاينبتُ فيها رأس إلا وهو مشدودٌ بناصيتهِ إلى أذيالِ الغرب».

لم يكن الأديب والشاعر والمفكر اللبناني «فليكس فارس» الذي قال هذه الكلمات، وحده من عشقَ وطنه حدَّ سعيه جاهداً لتوحيدِ أبنائه، وسواء ممن كانوا في المهجر أو حتى، أولئك القابعين فيه، والذين أراد لهم التمسك بإنسانيتهم ووجدانهم والأهم عروبتهم. العروبة التي أكَّد لهم بأنهم من دونها أمة بائدة لا خالدة..‏

نعم، لم يكن هذا الأديب، وحده من فعل ذلك، فهناك كُثر من الأدباء والشعراء والمفكرين، الذين دعوا أبناء شعبهم ووطنهم، للتمسك بالعروبةِ، وعبرَ الخطب العديدة والقصائد والمقالات. تلك التي استوقفتني إحداها وعنوانها «كم أضاءت العروبة من فرص»، وهي للأديب المهجري السوري «الياس قنصل» الذي نقتطف مما قاله فيها: «لقد أتت على بلدان العرب فرصٌ عديدة من الحضارة والازدهار، وكان في وسعهم أن يغتنموها ليصلوا إلى الأهدافِ التي وضعوها نصب أعينهم لكنهم- ولسوءِ الحظ- أضاعوها أو أضاعوا أغلبها، ولم يعرفوا كيف ينتهزوها فتنصاعُ لرغباتهم القومية».‏

إنها الحقيقة التي أعلنها «قنصل» في أكثر من مكان ومقالة، معتبراً أنه العرب أضاعوا هكذا فرص، لا لنقصٍ في الذكاءِ وإنما، لأنهم انشغلوا عنها بالخلافات والاختلافات التي كانت من الأسباب الرئيسية، للتخلف الذي سنبقى نحصدُ نتائجهُ الوخيمة.‏

إذً، هي الخلافات والاختلافات التي جعلت العرب يضيِّعوا الفرض التي أضاءتها لهم العروبة، والتي آلمتهُ مثلما آلمت كل متمسِّكٍ بالوطن ومخلص لأبنائه، ولأنه هذه الخلافات وعلى حدِّ تعبيره: «كانت من التفاهةِ، بحيثُ يباحُ لنا التأكيد على أن الذين أضرموا نيرانها وأعدّوا وقودها، كانوا أعداء ألدَّاء للعروبة. أعداءٌ ما أكثر ما كان كيدهم كبيراً أمام مجهودِ فئة من العرب الذين دعوا للتمسكِ بها والدفاع عنها».‏

بيدَ أنه المهجر. ذاك الذي تمادى الشعراء والأدباء العرب فيه، وإلى أن اقتلعتهم الغربة من أوطانهم وألقت بهم في متاهاتٍ بعيدة. أيضاً، إلى أن نضج إبداعهم فسعوا متألمين بطريقة حوَّلت همّهم الشخصي إلى وطني- قومي. سعوا، إلى جمع شمل العرب وحثّهم على النضال بطريقةٍ جعلتهُ عقيدة آمنَ بها أغلبهم ومنهم، الشاعر «زكي قنصل» الشقيق الأصغر لـ «الياس قنصل»، والذي أوردناه مثالاً كي لا نذهب بعيداً في حديثنا عن الألم الذي عاشه هذان الشاعران المهجريان الممتلئان حميةً للوطن والعروبة. تلك التي نختمُ بما قاله «زكي قنصل» عنها في قصيدٍة منها:‏

دارُ العــروبةِ أنَّى يُمِّمتْ قــدمي... داري وسُــكَّانها أهلي ومُسـتندي‏

إن كنتِ تبغينَ في العلياءِ منزلة... يا أمَّتي اتَّحدي.. يا أمَّتي اتَّحدي‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية