تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


من أجل مصالح أميركا

عن: لوغراندسوار
شؤون سياسية
الإثنين 1-9-2014
ترجمة: سراب الأسمر

جاء إعلان الرئيس الأميركي أوباما السماح بضرب تنظيم داعش في العراق بعد نشر التحليل الذي أقره أنطوني كوردسمان من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، والذي دعا إلى تصعيد العملية العسكرية الأميركية في العراق- فهذا المركز يحدد السياسة الخارجية الأميركية.

يتشارك كورد سمان وأمثاله في مؤامرات مستمرة تعاكس رغبات ومصالح الشعب الأميركي، ويقوم الرئيس بتنفيذ هذه المؤامرات حيث يكون خلف قرار إطلاق الحروب وإسقاط الحكومات، وتقوم وسائل الإعلام المرتبطة بالحزبين الرئيسيين في الكونغرس بتشويه الحقائق حسب ما يتفق مع مصالح التسليح والحرب.‏‏

أظهرت استطلاعات الرأي أن 71٪ من الشعب الأميركي ينظر إلى الحرب في العراق 2003- 2011 بعداء، ويدرك أن لا أهمية لرأيه في السياسات والقرارات الرئيسية في واشنطن.‏‏

لم يقدم الكونغرس أي تفسير، حتى ولو شكلياً حول كيف ولماذا تحارب العراق تنظيم القاعدة لم يكن له وجود على أرض العراق قبل الغزو الأميركي عام 2003، فلا يوجد أي مبرر للفوضى الرهيبة التي يعيشها العراقيون، ومقتل أكثر من مليون شخص ولا للتمويلات الكبيرة التي تصل إلى مئات مليارات الدولارات لتمويل المذابح.‏‏

لماذا يصمت السياسيون ووسائل الإعلام عن دعم السي آي إيه لداعش وقوات مماثلة ذات صلة بتنظيم القاعدة؟‏‏

كشف خطاب أوباما الذي أعلن فيه عن قصفه للعراق احتقاره لرأي الشعب الأميركي، مستخدماً في ذلك حججاً مبتذلة لاستئناف القصف، فقط الناس البسطاء من الأميركيين صدقوا أنه يهتم لأمر المدنيين الأبرياء، وبشكل خاص بعد مرور شهر على بدء قصف غزة بصواريخ قدمتها أميركا (لإسرائيل).‏‏

استخدم أوباما صيغة أخرى لتبرير عدوانه العسكري غير المحدود، وهو أن حياة المواطنين الأميركيين في أربيل وسفارتها في بغداد مهددة بالخطر.‏‏

لدى حكومة واشنطن قواعد في جميع المدن الرئيسية في العالم، ففي حال حدوث أي صراع عسكري محلي تعمل على إخلاء المناطق وليس الدفاع عنها، لأنه بحال تصرفت خلاف ذلك هذا يعني تدخلاً عسكرياً أميركياً في جميع الصراعات على الأرض.‏‏

صرح مسؤولون عسكريون لوكالة الصحافة ماكلاتشي، على الأرجح توجد منطقة رمادية في الحرب الأميركية الجديدة على العراق، وترمي الأهداف إلى أبعد من التدخل المحدود وآخر مهمة «محدودة» قررتها أميركا في ليبيا انتهت بقلب نظام الدولة ومقتل العقيد معمر القذافي.‏‏

اعترف أوباما في خطابه أن تجديد العمليات العسكرية في العراق لم يحظ بشعبية، ولا سيما بين صفوف من صوت له عام 2008 حين قدم نفسه معارضاً للحرب التي شنها بوش وقال إنه بإمكان أميركا أن تجعل العالم أكثر أماناً وازدهاراً»، بيان لا ينطبق على العراق، هذا البلد الذي دمره القصف الأميركي والحصار الاقتصادي على مدى ثلاثة عقود.‏‏

وقال البيت الأبيض إنه قد يرسل للكونغرس مذكرة رسمية كجزء من قرار حول بدء العمليات القتالية في العراق.‏‏

لكن مستشاري أوباما قالوا بعدم الحاجة لتصريح الكونغرس لأن أوباما يتمتع بصلاحيات قانونية لطلب استخدام القوة لحماية القوات الأميركية في العراق، والتي أرسلت قبل شهرين تقريباً لتبرير عمليات عسكرية أميركية جديدة.‏‏

في بداية هذا العام أشار مستشارون من البيت الأبيض إلى تمتع الرئيس الأميركي- بصفته قائداً للجيش- القيام بأي عمل عسكري في العالم دون حاجته لإذن من الكونغرس، فتجدد القصف في العراق يقدم تأكيداً على وجود هذه السلطات غير المشروطة وشبه الدكتاتورية، وقال أوباما إن حرب العراق ستستمر لأشهر، ما لم يكن أكثر، وهذا يعني التزاماً مفتوحاً من الموارد العسكرية والمالية للحكومة الأميركية، كما ستطرح مئات مليارات الدولارات في أتون الحرب لضمان مصالح أميركا الامبريالية في الموارد النفطية الهائلة بالمنطقة.‏‏

لكن من سيدفع الثمن؟ الشعب العراقي، بموته ودماره، والشعب الأميركي الذي يتساءل عن عدم توافر المال، فرص العمل، زيادة الأجور وغيرها.‏‏

فتجديد التدخل في العراق ما هو إلا جزء من أجندة إمبريالية كبيرة. وما يسمى محور أوباما نحو آسيا لا يعني أن الامبريالية الأميركية تخلت عن مصالحها في مناطق غنية بالنفط بالشرق الأوسط من أجل مواجهة الصين، بل يعني أن واشنطن أضافت إلى قائمة اعتداءاتها الشرق الأقصى، الشرق الأوسط، آسيا الوسطى، إلى أوكرانيا وليبيا وغيرها من المناطق، فالسيطرة التي تمارسها الولايات المتحدة على الحياة السياسية والاقتصادية من قبل الـ سي آي إيه، البنتاغون ومراكز البحوث بالتعاون مع أوليغارشية مالية أميركية تشكل خطراً مميتاً على مستقبل الإنسانية.‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية