تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


داعش.. صناعة أميركية بامتياز

عن موقع : WSWS
شؤون سياسية
الإثنين 1-9-2014
ترجمة : وصال صالح

لن تصلح الولايات المتحدة الاميركية ما أفسدته على مدى عقود من انتهاك حريات الشعوب و ارتكاب الجرائم المروعة بحقهاو عليها أن تدرك أنها عبر شن ضربات جوية ضد الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام

« داعش » التي هي «صناعة أميركية بحتة و مختومة بختمها » سيفاقم الكارثة التي و أن اجتياح هذا التنظيم الذي يعد احد فروع القاعدة للعديد من المدن العراقية ، هو نتيجة ليس «لفشل السياسة » و لكن للقرارات الإجرامية التي تعود إلى ما يقرب من ربع قرن من الزمن .‏

لقد أعقب حرب الخليج الأولى عام 1991أكثر من عقد من العقوبات الوحشية والضربات الجوية التي أودت بحياة حوالي مليون عراقي ، لتحاك بعد ذلك المؤامرات من وراء ظهر الشعب الأميركي و عبر استخدام الأكاذيب العلنية ، كذريعة لشن حرب العراق عام 2003 ، غير انه من غير الممكن البحث في ما يجري اليوم و مناقشة الوضع الحالي دون ذكر الأسماء التي ساهمت و شاركت في حياكة خيوط المؤامرة و تلفيق تلك الأكاذيب وهم – بوش و تشيني وولفويتز و رايس و باول هؤلاء هم من تامروا على الشعب الأميركي و كذبوا عمدا عليه و على العالم لتسويغ حرب من أجل النفط و الهيمنة الإمبريالية الأميركية ، و الجميع يدرك الان بأن مزاعم أسلحة الدمار الشامل العراقية كانت من نسج الخيال و كذبة وقحة و قذرة أسفرت عن إزهاق أرواح مئات الالاف ، أما الكذبة الكبيرة الأخرى هي مزاعم علاقة الرئيس العراقي صدام حسين بتنظيم القاعدة لكن قبل الغزو الأميركي للعراق و احتلاله لم يكن هناك قاعدة في البلاد ، و كان النظام العراقي معاديا للجماعات الإسلامية ، غير أن الإطاحة بصدام حسين جعلت من العراق ملاذا آمنا و تربة خصبة لتفريخ الإرهابيين و توزيعهم إلى دول الجوار .‏

إن مؤلفي هذه الكذبة ، هم أنفسهم من صاغ المصطلحات المرعبة و المثيرة للاشمئزاز التي رافقت الحرب على العراق وهذه المصطلحات تدينهم ومن بينها «الصدمة و الترويع» و أدخلوا مفردات أخرى في العالم مثل – أبو غريب – الفلوجة – الفوسفور الأبيض – تسليم المعتقلين – السجون السرية الطائرة - الإيهام بالغرق و غوانتانامو ، لقد قتل الالاف من الجنود الأميركيين على مدى ثمانية أعوام من الحرب و الاحتلال و عانى أكثر من عشرات الالاف من أضرار نفسية وجسدية بينما أهدرت مليارات الدولارات في حين دمرت حرب العراق مستويات معيشة العاملين في الولايات المتحدة الاميركية من خلال ارتفاع معدل البطالة الناجم عن تسريح العمال و خفض الاجور و اندلاع النيران في البرامج الاجتماعية .‏

مئات الالاف من العراقيين ذبحوا ، بينما تحول الملايين إلى لاجئين في دول الجوار و كان لسورية الحصة الأكبر من تلك الكارثة ، لقد تحول العراق بأكمله تقريبا إلى ركام و تم تأجيج نار الفتنة الطائفية في المجتمع العراقي المنسجم مع ذاته و كل ذلك تم وفق مقولة او استراتيجية – فرق تسد - .‏

لقد فاز الرئيس الاميركي بالانتخابات الاميركية عبر تقديم نفسه كمعارض لحرب العراق و نفذ الجدول الزمني لسحب القوات الاميركية من العراق الذي اقترحه سلفه جورج بوش و عندما رأى انه لم تتم محاسبة مجرمي الحرب و المتامرين في عهد بوش قرر من مكتبه مواصلة الحرب ، أوباما متواطئ مثله مثل هيلاري كلينتون بزرع الجماعات المرتبطة بالقاعدة مثل داعش و استخدموهم كقوات بالوكالة في حروبهم لتغيير الانظمة في ليبيا و سورية و النتيجة كانت 50000 ضحية في ليبيا و قتل العقيد معمر القذافي وإغراق البلاد بالفوضى و القتال الدامي بين الميليشيات المتناحرة وانهيار صناعة النفط.‏

واشنطن هي من أججت النيران في سورية عبر ذراعها داعش التي أسفرت مقتل 100000 ضحية و تحويل الملايين إلى لاجئين ، والان واشنطن تقصف العراق ، هي تقصف نفس الجماعات الارهابية التي أسستها و مولتها و سلحتها في سورية ، إن محاولة الرئيس الاميركي إعلان بدء الحرب الجوية في العراق كجهد إنساني لإنقاذ المحاصرين من اليزيديين ، تفوح منها رائحة النفاق و هي مجرد ذر للرماد في العيون، وما يزيد الطين بلة هو إعطاء أوباما الضوء الأخضر و إطلاق يد إسرائيل و تقديم الدعم الكامل للقتل الجماعي الإسرائيلي للمدنيين في غزة ، إن مزاعم الرئيس بأنه سينفذ فقط حملة « محدودة» و « موجهة » و عدم إرساله « قوات قتالية » للعودة إلى العراق هي مجرد كذبة أخرى سمجة ، السكرتير الصحفي للبنتاغون رير ادام ردد ما قاله وزير الخارجية جون كيري مؤخرا بأن الولايات المتحدة الأميركية ستواصل اتخاذ اجراءات مباشرة ضد داعش عندما يهددون موظفينا و منشاتنا ، بينما قال مسؤول اخر « إذا ما توقفوا سنتوقف ، وإذا ما هاجموا سنضرب بالمطرقة » و حسبما قال مسؤولون اخرون فإن الحملة قد تستمر أسابيع .‏

إنهم نفس الاشخاص الذين أشعلوا فتيل النار في الشرق الأوسط يحضرون لكارثة مشابهة في اوكرانيا و يضعون الخطط لحرب ضد روسيا و الصين و كلاهما قوى نووية.، وكما هو الحال دائما مع وسائل الاعلام الاميركية التي تعمل جهارا على ضخ الدعاية الحكومية تحت ستار « الاخبار « وفي كل تغطية تسعى لتبرير حملة قصف متجدد، لا يجرؤ واحد من بين المعلقين و كتاب الاعمدة على طرح مجرد سؤال فيما إذا كانت الحكومة الاميركية أو الدببة العسكريين يتحملون مسؤولية الكارثة في العراق .‏

كل هذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن العمليات العسكرية الاميركية في الخارج تسير جنبا إلى جنب إلى جانب انهيار الديمقراطية في الداخل ، ما من أحد من هؤلاء المسؤولين عن هذه الجرائم قدم للمحاكمة أو جرى مساءلته أمام الشعب الاميركي ، هم جزء من الاوليغارشية و هم من مليارديريات الشركات ، و رؤساء المخابرات و القادة العسكريين الذين يحكمون أميركا ، لذلك على الشعب الاميركي محاكمة هؤلاء و نزع سلاح دعاة الحرب و تقديم مجرمي الحرب للعدالة و إلا فإن البديل هو الحرب الواحدة تلو الأخرى و مما قد يؤدي حتما إلى حرب عالمية جديدة ، وهذه المرة بالأسلحة النووية، لذلك يجب الإطاحة بالرأسمالية ورساء دعائم الاشتراكية .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية