تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


مغالطات الحرب الأميركية على الإرهاب

شؤون سياسية
الإثنين 1-9-2014
منير الموسى

عمليات الجيش السوري لا تفرق بين الإرهابيين سواء في داعش أو النصرة اللتين تضمان آلافاً من المرتزقة الأجانب الذين جمعهم حلف الأطلسي من كل دول العالم وأدخلوا إلى سورية عبر تركيا والأردن وأول المغالطات التي يسوقها حلف الغرب الاستعماري

أن الإرهاب انتشر من سورية إلى لبنان والعراق، فقاعدة انجرليك في تركيا كانت ولا تزال مهد الجماعات الإرهابية، وقد كشفت وكالة وورد نيت دايلي في وقت سابق أن أعضاء من داعش تلقوا تدريبات عام 2012 في قاعدة الصفاوي في الأردن التي آوت فيما بعد مناورات الأسد المتأهب الأطلسية، كما أن إسرائيل تسلح وتدرب وتعالج في مشافيها عناصر من داعش والنصرة وتسربهم عبر حدود الجولان لمهاجمة وحدات الجيش العربي السوري وآخر انتهاكات الإرهابيين الذين تتعامل معهم إسرائيل خطف 44 من قوات الطوارئ الدولية في الجولان، وباعتراف إدارة الهجرة الأميركية أن الكيان الصهيوني يؤوي إرهابيين. ومن المغالطات اتهام سورية بأنها السبب في انتشار الجماعات الإرهابية في المنطقة، فقد حذرت سورية مرارا وتكرارا أن حرباً إرهابية تجري ضد السوريين و ما زالت تحذر من آثار هذه الحرب على دول أخرى في المنطقة. وفي الواقع، ممارسات داعش في العراق أسفرت عن سقوط آلاف القتلى والجرحى بسبب دعم الإرهاب من بعض الدول بالمال والسلاح وعلى رأسها إسرائيل التي لا هم لها سوى قتل الشعب العربي أينما كان.‏

الإعلام الغربي والساسة الغربيون يتعاملون بذرائعية وبراغماتية فاضحتين، لأن قولهم إنهم تأخروا « قليلاُ» في محاربة الإرهاب في سورية وإنهم الآن سيحاربونه قبل أن يتأخر الوقت يعد أكبر تضليل وأكبر مغالطة يسوقونها لشعوبهم، فهم لم يألوا جهداً في نشر الإرهاب على كامل مساحة المنطقة وحتى هذه اللحظة يخرجون كل فنون الجنون لديهم من أجل إسقاط سورية وتفتيتها لمنع وصل خطوط النفط والغاز من سورية إلى العراق إلى إيران إلى أفغانستان إلى كشمير ثم إلى الصين إضافة إلى منع الصين من مدّ خط حديدي بالعكس وصولاً إلى الشواطئ السورية على المتوسط، وإذا تابعنا المناطق التي تزج بها عناصر داعش بالآلاف ليموتوا على يد الجيش العربي السوري وقوات الدفاع الوطني فهي في سورية مناطق الشمال والجزيرة، وفي العراق في شمال العراق في محافظة صلاح الدين، ويحلم الأطلسي بأن تخترق داعش شمال إيران إضافة إلى اقتطاع الشمال الأفغاني وضم كشمير إلى داعش لإقامة دولة تمنع مشاريع الدول الصاعدة «بريكس» كلها»، فكيف لهذا الغرب أن يقنع أحداً بأنه لديه النية الصادقة بمحاربة الإرهاب إذا كان في حالة صدمة بسبب الصعوبات التي يواجهها في الحصول على حيوية لاقتصاده الذي يصطدم بالدول ذات السيادة، ولذلك الولايات المتحدة تريد السيطرة على الموارد الطبيعية وهذا من الأولويات الإستراتيجية الأميركية الوطنية.‏

الإرهاب الأطلسي الصهيوني التركي يهدد أمن دول المنطقة ويتطلب نهجا بالإجماع لمحاربته ويكون ذلك بوقف دعمه وتجفيف منابعه مع محاسبة دولية جدية لكل من ساهم في تمويله ودعمه بالخبراء وبغرف العمليات وتستطيع الشعوب أن تحاسب مسؤوليها الذين ساهموا في نشره وارتكاب المجازر الإرهابية، وأي متتبع لما يرشح عن أي من مسؤولي الغرب سيدرك حجم السياسات المتناقضة نحو الإرهاب من خلال اعتماد نهج انتقائي، وخاصة الولايات المتحدة، التي فرضت على دول المنطقة مشكلة أمنية. والآن بدأت جهات غربية تتنصل من دعمها لإرهاب داعش باتهام لترمي الوزر على بندر بن سلطان ليكون كبش الفداء إن انتصر محور المقاومة على إرهابهم ليسوى بابن لادن بينما يخاطب الأميركيون المدعو أبو بكر البغدادي زعيم داعش بل يغازلونه باسمه العربي للإفراج عن رهينة أميركية ويضيفون عليه لقب القرشي الحسيني علماً أن الجانب الإيراني كان أول من كشف الهوية الحقيقية لهذا البغدادي المزيف وهو شمعون إيليوت الذي لا هدف له سوى بث الفتنة بين المسلمين وفقاً لتقارير عدة وردت، وتبني سياسات إسرائيل في المنطقة وحمايتها من محور المقاومة ، ليتضح أن اندفاع الإرهاب في سورية والعراق ولبنان هو مشروع مدروس لضمان امن إسرائيل أيضاً، والتي تمنى بالهزيمة تلو الهزيمة في المنطقة.‏

واشنطن التي تزعم أنها تحارب الإرهاب كذباً ورياء لا تشجع فقط القيادة السعودية في دعم المجموعات المسلحة بل تستفيد إلى أقصى حد من الفكر الوهابي إضافة إلى دبلوماسية الشيكات من المغرب إلى اندونيسيا لشراء المرتزقة والحلفاء، وهي بعد فشل بن لادن والإخوان المسلمين صنعت داعش كما لعبت من قبل من خلال الإسلام السياسي ضد مصر وسورية وضد الاتحاد السوفييتي السابق، وهي اليوم تريد محاربة الإرهاب دون إستراتيجية واضحة بل تريد إدارة أوباما تعزيز موقف ما تسميه معارضة سورية ضد الدولة السورية، مع أن البحث عما يسمى معارضة سورية مسلحة في سورية كمن يبحث عن إبرة في كومة قش.‏

فمحاربة الإرهاب تحتاج إلى حلف دولي من الدول المتضررة من نشر الإرهاب الأطلسي في العالم بناء على إستراتيجية دقيقة تجفف منابع الإرهاب وتمويله وتردع دول الغرب عن التمادي في البحث عن مصادر جديدة للنهب على حساب دماء الشعوب.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية