تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


ميزانية في ورطة

عين المجتمع
الإثنين 1-9-2014
منال السمّاك

ميزانية أسرية أضحت في ورطة .. و ما كان سهل المنال بات كالنجم لا يطوله ذوو الأيدي القصيرة، المتطلبات كثيرة جداً .. بينما الجيوب تئن محبطة يائسة من ثقب أوزوني يهدد غلافاً أسرياً صامداً في وجه تقلبات اقتصادية عاصفة و انخفاض ضميري حاد

و أعاصير مزاجية لأسعار بات إيقاعها جنونياً .. على أنغامها النشاز يرقص المذبوحون طفراً متحسرين على أيام الليرات .. و لو امتلكت جيوبنا إحساسا بشرياً لأطرقت خجلاً من عجزها عن تلبية حاجاتنا الضرورية .. و لو حازت لساناً لنطقت اعتذاراً أمام إحراج رب أسرة تجاه تساؤلات الأولاد : لماذا التقصير في جلب المستلزمات البيتية ؟‏

في زمن وباء الغلاء يقام حفل تأبيني للراتب الشهري في الأيام الأولى لولادته .. يشارك به الكثيرون من أصحاب الدخل المهدود .. و من انضووا تحت لواء المتعيشون على أبواب رزق يومية .. و لإيجاد سبل الخروج من ورطة موسم تحضير مؤونة شتوية و الاستعداد لبدء عام دراسي ، يتنافس المتنافسون للخروج بأقل الخسائر المادية من ديون و سلفة على الراتب أو قروض مصرفية .. كما يتبارى المتبارون للظفر بأول دور في جمعية تلم المحبطين مالياً ..‏

ربما يجد البعض نفسه مجبوراً على التخلي عن إحياء طقوس سنوية متوارثة في إعداد مؤونة شتوية .. ليدخل المكدوس والبامية و الملوخية في ذاكرة التقاليد الشعبية المنسية ، و في حكايات كان يا ما كان أيام ليست من زمان .. لتتراجع كل الضروريات أمام مشروع رابح و هو استثمار الأبناء جيل الغد .. فرغم الغلاء الذي أصاب الألبسة و الحقائب و القرطاسية المدرسية لا يمكن إشهار الإفلاس و لو كان الحل بالاقتراض ..‏

و لا يملك الراضخون تحت وطأة الأسعار الجائرة من الآباء و الأمهات ، إلا التحسر على أيامهم عندما كانوا في الصفوف المدرسية ، حيث كان شراء المريول أو بدلة الفتوة ليس بكارثة عائلية لمن كان لديه العديد من التلاميذ ، و اقتناء الدفاتر والقرطاسية و الحقيبة ليس بالحدث الذي يطيح بالميزانية الأسرية .. كل موسم و ميزانيتكم بخير .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية