|
|
مكتبات الأطفال .. السبيل نحو تنشئة جيل واعٍ ومثقّف مجتمع وتمثل مكتبة الطفل إحدى أهم الوسائل التي عن طريقها يتم تربية وتنشئة الطفل تربويا ومعرفيا وعقليا ووطنيا .. فإذا أسسنا بناءه على أساس العلم والمعرفة فإن ذلك سيؤدي في نهاية المطاف إلى نهوض المجتمع والإنسان فالمعرفة والعلم كانت ولا تزال السبيل الوحيد للأمم للتقدم والنهوض والتطور. الطفولة أهم مراحل البناء الفكري .. السيدة لينا « أمينة مكتبة « قالت : إن مرحلة الطفولة تعد من أهم مراحل البناء الفكري وأفضلها عمريا لتعليم واكتساب المهارات العلمية والمعرفية، وهو الأمر الذي يفرض علينا كتربويين الاهتمام بالطفل في هذه المرحلة العمرية من خلال تنمية معارفه وقدراته العقلية والعلمية، ولعل المكتبة هي الوسيلة الأبرز لتحقيق هذا المطلب لأنها تقوم بتغذية وتنمية فكر وعقل وشخصية الطفل . بدورها أكدت السيدة ردينة أن إنشاء المكتبات وتوسيعها ونشرها في مختلف مدن ومحافظات سورية يعد خطوة هامة تشكر عليها وزارة الثقافة لما لها من فائدة في بناء وتشكيل شخصية الطفل وتوسيع مداركه وتنمية قدراته العقلية لان الطفل من خلالها يتعلم الكثير من آداب السلوك ناهيك عن تقمص الأدوار الخيرة والطيبة الموجودة في القصة التي نزرعها بداخله . أما السيدة اميمة (ربة منزل ) فقد بينت أن مكتبات الأطفال تعتبر من أهم القنوات الفاعلة في نمو الطفل المعرفي كونها تسهم في تعلمه المهارات اللغوية و السلوكيات الاجتماعية الصحيحة من قيم ومبادئ وطنية وأخلاقية، مضيفة أنها تأتي بابنها إلى المكتبة كل أسبوع لقراءة القصص مع أقرانه وتعلم المزيد من السلوكيات الاجتماعية الصحيحة، وفي نهاية النشاط تقوم على مساعدة ابنها في اختيار مجموعة من القصص لكي يأخذها معه إلى المنزل للقراءة، مضيفة أن هذه العادة تزرع في نفس الطفل عادة القراءة منذ الصغر وتلازمه حتى الكبر . من جهتها قالت أم إيهاب إن فكرة وجود المكتبات مهمة جدا بالنسبة للطفل وخاصة في هذا الوقت، حيث تتيح لهم المكتبات قراءة ما يريدون من قصص لا يستطيع الأهل اقتناءها أو شراءها في أي وقت بسبب غلاءها وارتفاع أسعارها في ظل ارتفاع الأسعار كما أن هذه القصص لها فائدة في القضاء على الملل وأوقات الفراغ والروتين عند الطفل . المكان الأمثل ويؤكد الباحثون التربويون أن مكتبة الأطفال تعتبر المكان الأمثل الذي يتيح للأطفال نهل العلم منذ نعومة أظفارهم حيث قدرتهم على استيعاب وتخزين المعلومات تكون في أعلى مستوياتها، وهذا ما يستلزم الاهتمام بالطفل وتوجيهه وجهة تربوية ونفسية واجتماعية سليمة عن طريق توفير الحاجات اللازمة له لإشباع حاجاته وميوله ورغباته، أضف إلى ذلك أن الطفولة إذا ما أحسن استغلالها فسوف تكون ثروة وطنية مهمة، على اعتبار أن طفل اليوم هو رجل المستقبل ويمكن تلخيص أهداف مكتبة الطفل العامة في هدف أساسي ورئيس هو تنمية الطفل فكرياً وثقافياً واجتماعياً، بالإضافة إلى تنمية حب القراءة لديه ومساعدته في القضاء على معوقات القراءة لديه، وتنمية مهاراته وقدراته ومواهبه، وزرع روح التعاون والوئام والاحترام بين الطفل وأصدقائه في المكتبة والمجتمع الخارجي، وتهيئة الجو المناسب في المكتبة ، كما أن مكتبات الأطفال تسعى لتحقيق عدد من الأهداف التربوية والتعليمية والتثقيفية تتمثل في استثمار أوقات الفراغ عند الأطفال بما يفيدهم ويشجعهم ويعودهم على القراءة منذ الصغر، بالإضافة إلى تكوين شخصية الطفل وتوجيه سلوكه من خلال تواصله مع الآخرين، مع ملاحظة أن تحقيق تلك الأهداف بشكل فعال سيؤدي إلى تنمية مهارات الأطفال وتوسيع ثقافتهم وقدراتهم الفكرية ويجعلهم أقدر على استخدام المكتبات بأنواعها المختلفة مستقبلاً. ومن الأهداف المهمة للمكتبة تنشئة جيل واع مثقف ومسلح بشتى صنوف العلم والمعرفة، وتوفير مصادر معلومات مناسبة لأعمار وقدرات وميول الأطفال، وتطوير قدرات الطفل العقلية ومهاراته اللغوية والفنية والعلمية والاجتماعية، ومساعدة الطفل على تكوين عادات وسلوكيات اجتماعية سليمة، بالإضافة إلى غرس حب القراءة في نفوس الأطفال، وتوعيتهم بأهمية دورهم في المجتمع لجهة أنهم عماد المستقبل وثروته الوطنية . كيف نحبب الطفل بالقراءة .. يمكن زرع عادة القراءة لدى الأطفال من خلال تشجيعهم على القراءة والثناء عليهم ، وتقديم الحوافز المادية والمعنوية لهم ، واستخدام أسلوب الحوار والمناقشة في القصة التي قام بقراءتها ، واختيار العنوان والغلاف الخارجي للكتاب أو القصة التي تساعد على شد انتباه الطفل للقراءة ، مع الانتباه إلى أن تحتوي القصة على مجموعة من الصور التي تجذب انتباه الطفل لقراءتها كاملة . دور الأسرة .. وتعد الأسرة من أهم الأمور الداعمة والمشجعة للطفل على القراءة وارتياد المكتبات من خلال تشجعيهم على القراءة والمطالعة وتسهيل وتوفير كل الأمور الموصلة لهذا الطريق، ولعل من أولويات ذلك هي أن تضع الأسرة على قائمة أولويات الطفل الترفيهية زيارة المكتبة، بالإضافة إلى الانتباه إلى عدم إجبار الأطفال على قراءة كتب معينة بل إعطاؤهم حرية اختيار الكتاب أو القصة التي يرغبون قراءتها مع الحرص على المساعدة في اختيار الكتاب الأنسب لعمر الطفل ومبادئه وقيمه.
|
|||||||||||||||||||||||||
