تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


من نبض الحدث.. آخر إصدارات الغرب.. السياسة بالتهريج أو التهريج بالسياسة

الصفحة الاولى
الإثنين 1-9-2014
كتب: خالد الأشهب

يبدو المشهد السياسي هزلياً أكثر مما يراد له ذلك في دوائر صانعيه والمخططين له، حيث تتوارد النكات والطرائف السمجة كما لو أنها فسحة للتنفيس عن النفس..

وأي نفس تلك التي تجهد في الخروج من جلدها في هذا الزمن الضائع، فلا هي تنجح في الخروج ولا هي تبقى حيث هي وحيث تختلط السياسة بالتهريج فلا يكاد المراقب يميز بين هذه وذاك.. إذ السياسة حين ترتطم بالحائط يصير جلها تهريجاً، وإذ السياسيون يسقطون بين الحبال المشدودة كخرق بالية تسقط سقوطاً حراً!!‏

ماذا يريد فرانسوا هولاند من سورية ؟‏

ثمة سعار سياسي فرنسي غير مفهوم حقاً أو مبرر تجاه سورية يشترك فيه على السواء مشوهو الديغولية من أمثال ساركوزي ومنافقو الاشتراكية من أمثال هولاند، رغم أن جل الفرنسيين لا يزالوا يجدون في ساركوزي وهولاند معاً نموذجين رديئين ومستنسخين جينيين مشوهين لما ينبغي أن تكون عليه كرسي الإليزيه التي صنعت جزءاً من تاريخ العالم.‏

لماذا يتوهم هولاند الخروج من الملف السوري بأفضل مما خرج به ساركوزي من الملف الليبي ولماذا يدفع هولاند ومن قبله ساركوزي باريس نحو مجرد ترديد صدى الزعيق السعودي والخليجي تجاه سورية؟ لاحظوا كيف تتضاءل فرنسا من الداخل وتخوي سياسياً.. وحتى أخلاقياً أمام كل مشروع جديد لصفقة سلاح إلى محمية خليجية... وفي إعادة باتت مملة لمسرحية «حكاية الرجل الذي صار كلبا» للكاتب الأرجنتيني أوزفالد دراكون!!‏

«بالذبح جئناكم»! هكذا يخاطب دواعش السعودية في سورية والعراق آل سعودهم في الجزيرة.. وكما لو أن هذا الآل لا يعرف شيئاً عن الذبح، مع أنهم « فلاسفة « الذبح وقطع الرؤوس والأطراف، لينهض ملك الرمل من رقاده ناصحاً أميركا والغرب بالمعالجة السريعة لداعش قبل أن يصل قطع الرؤوس إليهم في غضون شهرين، وإلا... سيقطع داعش رأسه هو!‏

الهزلية الثالثة هي الاكتشاف الإعجازي الذي خرج به الاتحاد الأوروبي أمس بأن الحرب الدائرة في سورية هي وراء تنامي داعش وامتداده.. لا أجهزة المخابرات الأميركية والبريطانية والإسرائيلية المزودة بقرار سياسي، ولا الحدود التركية الأردنية اللبنانية المفتوحة على مصاريع مئات كيلومتراتها ولا المال الحرام القطري السعودي والخليجي ولا الدواعش الوهابيين والدعاة السعوديين النافرين من كل حدب وصوب.. لا أحد من هؤلاء وراء داعش وسببها، بل الحرب في سورية وليس الحرب الإرهابية عليها!‏

رابع الهزليات أن التليغراف البريطانية تسجل سبقاً غير مسبوق باكتشافها أيضاً أن داعش يخطط لاستخدام وباء الطاعون في حربه على سورية والعراق!!؟ فماذا يكون داعش إذاً إن لم يكن الطاعون نفسه؟‏

آخر الهزليات وأمها أن الشيزوفرينيا داهمت رموز « المعارضة « وأجنحتها المتكسرة.. ويقول الخبر أن بعضها بدأ « يتحفظ « على البعض الآخر بسبب « تقلباته السياسية «!.. إذاً، فماذا عن طاعون الانقلابات والعمالات والخيانات والسرقات والولاءات والتحالفات والوضاعات والانحطاطات التي تعصف بهذه المعارضة منذ دهر من السنين؟‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية