وهو ما أكدته قناة بي بي سي نيوز البريطانية التي حذرت من أن التنظيم بات يعتمد على العديد من مصادر التمويل فأصبح منيعا من أي عقوبات وأكثر رعبا ووصل إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي واستغنى عن تمويل الحكومات له.
وأكد دنكن ويلدون أحد مراسلي القناة في تقرير أعده حول بدايات هذا التنظيم الإرهابي وكيفية تمويله أن التنظيم كان يعتمد على التبرعات كغيره من التنظيمات الإرهابية ففي أواخر عام 2012 وصله ملايين الدولارات من أثرياء في السعودية وقطر والكويت مشيرا إلى أن الكثير من هذه الاموال تدفقت من الكويت التي توجد فيها بنوك مصرفية سيئة السمعة.
وأوضح ويلدون أن واردات التنظيم الإرهابي في المنطقة أصبحت تقدر بـ 40 مليون دولار شهريا أو أكثر وأن إرهابيين يعتمدون على الابتزاز من أعمال حماية مثل تلك التي تمارسها المافيات وتقدر الاموال التي يتم الحصول عليها بهذه الطريقة بـ 8 ملايين دولار شهريا وترتفع بشكل مطرد مؤكدا وجود تقارير تفيد بأن التنظيم الإرهابي يعمل في مجال الاتجار بالبشر ويبيع النساء والفتيات والرهائن ايضا مشيرا إلى ان تنظيم «داعش» الإرهابي كان طلب 132 مليون دولار كفدية مقابل اطلاق الصحفي الامريكي جيمس فولي بينما تقوم عدة دول أوروبية بالدفع فورا لضمان الافراج عن رهائنها وتقدر المبالغ لقاء ذلك بما يقارب الـ 5 ملايين دولار.
كما أشار ويلدون إلى أن النفط المسروق الذي يمثل أكبر مصدر تمويل لتنظيم «داعش» الإرهابي يتم نقله إلى دول عديدة بينها تركيا والاردن ويباع البرميل الواحد في السوق السوداء بمبلغ يتراوح بين 50 و 60 دولارا ولاستخراج النفط يستخدم التنظيم معداته الخاصة ويبيعه في محطات تقع في المناطق التي يسيطر عليها وتقدر العائدات بمليون إلى ثلاثة ملايين دولار يوميا.
يذكر أن الادارات الامريكية المتعاقبة عملت جاهدة ومنذ سنوات طويلة على صنع ما يسمى العدو المثالي لها لتمنح نفسها حرية التذرع بوجود تهديد مباشر لمصالحها وأمنها القومي وايجاد ثغرة في القانون الدولي تتيح لها التدخل في الشؤون الداخلية للدول ذات السيادة وفرض املاءاتها وشروطها عليها وهو ذاته ما فعلته في أفغانستان عندما اوجدت شخصية أسامة بن لادن وجعلته العدو رقم واحد لها ولاحقا من خلال غزوها للعراق والتبجح بوجود اسلحة دمار شامل فيه ثبت لاحقا عدم وجودها وحاليا في المنطقة من خلال تصنيع تنظيم «داعش» الإرهابي الذي لم يعد يشكل تهديدا لدول المنطقة فحسب بل أصبح يهدد العالم كله.