وباتت الدول التي دعمت الجماعات الارهابية المسلحة ورعتها مجبرة على التعاطي مع الدولة السورية لأن الجماعات الارهابية التي دعمتها هذه الدول لم تستطع الصمود أمام تقدّم الجيش العربي السوري، واصبح واضحاً ان ما تبقّى من هذه الجماعات الارهابية لا يتعدّى كونها وسيلة ضغط تمارسه بعض الدول المأزومة حالياً للحصول على مكاسب سياسية ومن بين هذه الدول تركيا التي لا تدّخر جهداً في إطلاق تصريحات خلبية تظن انها من خلالها قادرة على الحصول على ما تريد.
وحسب مراقبين فإن الافلاس ملحوظ لدى النظام التركي من خلال تسويقه لتهديدات يتعرض لها الامن التركي المزعوم من وجود ميليشيا قسد لتسويغ شن عدوان على الجزيرة السورية وبالتالي تبرير مساعيها لاقامة المنطقة الامنة المزعومة ، فضلاً عن تهديدها أوروبا بأنها ستفتح أبوابها أمام اللاجئين لكي يتّجهوا نحو حدودها، وكل هذا بهدف الحصول على بعض المكاسب السياسية.
ووفقاً للمراقبين فبالرغم من يقين النظام التركي وحليفه الاميركي بأن الأزمة في سورية باتت في خواتيمها، الا انهم مايزالون يعولون على سراب « المنطقة الآمنة « المزعومة ، حيث إن أردوغان المأزوم يعلم أن إنشاء مثل هذه المنطقة المزعومة يعدّ أمراً محفوفاً بالمخاطر والخوض في غمار هذا الموضوع يكلف الجانب التركي الكثير الكثير، لكنه حتى اللحظة ما يزال يتمسك بقشة « المنطقة الآمنة « ويراهن على سراب ، فمن جهة الجيش العربي السوري يتقدّم نحو إدلب وهو يعلم أن تحرير هذه المدينة أصبح قاب قوسين أو ادنى، وأن الجماعات الارهابية المسلحة التي يدعمها لن تستطيع إيقاف تقدّم الجيش العربي السوري، خاصة أن حلفاء دمشق يقفون إلى جوارها في عملية تحرير إدلب، ومن جهة أخرى أمريكا التي مازالت تناور بهذا الملف وتبحث عن مصالحها الاستعمارية بمفردها لا تريد أن يقضي اردوغان على اداتها الارهابية « قسد «لكونها حليفة واشنطن الرئيسية في سورية وورقتها الأخيرة.
ولفت المراقبون انه في حال حرّر الجيش العربي السوري محافظة إدلب بالكامل سيكون أردوغان في ورطة حقيقية، وسيصبح الحديث عن « المنطقة الآمنة « المزعومة دون جدوى ، لذلك يستمر اليوم بتهديد الاوروبي بملف اللاجئين لكسب تأييد اوروبي لمشروعه المفلس .
وبحسب رؤية المراقبين فان التصريحات الروسية المتكررة بان الوضع في سورية أخذ يعود إلى مسار التعافي ، وبقيت هناك فقط بؤر توتر معينة في ادلب والجزيرة السورية خير دليل على قرب تعافي سورية بالكامل من الارهاب .
هذه التطورات التي تسلط الضوء على خيبات اردوغان وافلاسه في تحقيق اوهامه على الارض السورية جاءت بالتوازي مع كشف مصادر مقربة من الارهابيين انه بعد الهزائم المدوية التي مني بها الارهابيون في ريفي حماه وادلب من جراء العملية العسكرية للجيش العربي السوري عن وجود انشقاقات وانقسامات كبيرة داخل صفوف تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي في إدلب.
وأكدت المصادر وجود توترات وانقسامات كبيرة لم تظهر إلى العلن بعد، ضمن صفوف التنظيم الارهابي لافتة إلى أن الخلافات بين ما تسمى «حكومة الإنقاذ» التابعة للتنظيم وما يسمى «مجلس الشورى».
في وقت يعيش فيه الارهابيون متعددو الجنسيات، حالة من الرعب بعد أن أقدمت الدولة السورية على فتح معبري مورك وأبو الظهور في ريف إدلب لعبور المدنيين حيث توقعت الجماعات الارهابية التي تحتل إدلب أن هذا القرار بداية لاستكمال معركة الحسم التي بدأت قبل أكثر من شهر.
وبحسب مصادر اعلامية في ريف حماة، منعت الجماعات الارهابية المدنيين، كعادتها، من الاقتراب من المعبر.
وأكدت المصادر عدم تسجيل أي حالة عبور في معبر أبو الظهور، وقيام االارهابيين بكسر هويات عدد من الأهالي الراغبين بالعودة، إضافة إلى تحذيرهم من وجود ألغام على المعبر، وفي حال عدم رضوخهم يقومون بتهديدهم بالسلاح.
في المقابل شهد معبر صوران في ريف حماة الشمالي عودة مئات العائلات الى منازلهم في منطقتي خان شيخون ومورك بعد تحريرهما من الجماعات الإرهابية، حيث وفرت السلطات السورية مستلزمات انسانية وطبية لعودة الأهالي ، وذلك بالتوازي مع انطلاق القمة الثلاثية التي تجمع رؤساءَ تركيا وايران وروسيا لبحث الملف السوري.