المجموعة للكاتبة والشاعرة «نهلة كامل» وهي من إصدارات «الهيئة العامة السورية للكتاب» عام «2019». أما الغلاف، فمن تصميم الفنان «بديع جحجاح» وقد قرأنا عليه، ما قالت الكاتبة فيه: «شعر لم يكتب للنشر..
أنشر الآن شعراً لم يكتب للنشر، بعد أن كنت منسجمة مع قناعة أن الكتابة بحد ذاتها غاية تجوهر النفس وتتجوهر بالممارسة، وأن اللامنشور جنس أدبي أيضاً، له شخصيته وقراؤه، وحريته.
لكن هذا الجنس يتمرد على كاتبه كلما خرج من خصوصيته الفردية إلى الحياة الإنسانية العامة، ويرفض البقاء في ذاكرة الشاعر وهو يصبح جزءاً من ذاكرة الحياة كما حصل في هذه التجربة.
ففي عام 2003 ذهبت للعمل مديرة لمكتب الوكالة العربية السورية للأنباء في بيروت، مباشرة بعد غزو العراق، وهجوم استراتيجية الفوضى، والحرب الصهيونية على لبنان، والحرب المؤلمة على وطني سورية.. وهكذا أصبحت على مكتبي صفحتان، الأولى لكتابة الخبر والتقرير والدراسة، والثانية لرصد ارتدادات الروح على الأولى، حيث أصبحت القصيدة عملاً يومياً تضع المعاناة في فضائها الواسع، وتمنعني من اليأس والكآبة والتسطح والاختناق.
هكذا تراكمت قصائدي المرادفة للخبر والحدث والحياة، هذا التراكم الذي سيعذب ذاكرة الشاعر وهو يصبح أوسع منها، لهذا عملت بنصيحة الشاعر السويدي العظيم «توماس ترانسترومر» الحائز على جائزة نوبل للآداب عام 2011 الذي حررته الكتابة ثم النشر من كونه أخرس.. حيث قال: اطبعوا وانسوا.
عشرات الأوراق تحت عنوان:»الشرق الغارق المتوسط» اجتمعت لتسجيل مكانها في الحياة، لا أقدم لها بغرض الشرح، فالشعر لا يُشرح، لكنني حاولت وضعها في ظروفها الحقيقية، وكل ما أتمناه أن يبقى ما أقدمه: شعراً لم يكتب للنشر وفاءً لأجيالٍ من كتّاب رأيت أوراقهم التالفة، ودفاترهم الصفراء بعد وفاتهم مع أنها كانت إرثاً إبداعياً وإنسانياً مهماً، وأن بعضها لا يزال جديراً بالنشر».