بهذه الكلمات استهلت الباحثة التربوية رهف النحلاوي الاختصاصية في الإرشادالأسري والتنميةالبشرية محاضرتها في المركز الثقافي في كفرسوسة والتي حملت عنوان "الاحلام تتحقق"
نشاط عقلي..
نحلاوي أوضحت بداية أن الأحلام هي نوع من النشاط العقلي لتبليغ المعلومات الحيوية من القسم الفطري من الذهن البشري إلى قسمه العقلاني الواعي،مضيفة ان الرؤياهي صورة ذهنية أو تصور عقلاني لأهداف مستقبلية بوعي مسبق سلاحها الصبر والإيمان والثبات والعلم.
وبينت نحلاوي أن هناك مجموعة قوانين لتحقيق الأحلام هي قانون الجذب وقانون الانعكاسات والمراسلات وقانون التوقع وقانون التكرار وقانون العودة وقانون نشاطات العقل الباطن.
وأوضحت نحلاوي أن للأحلام أهمية كبيرة في حياتنا فدون الحلم لا نستطيع الوصول إلى أي شيءمضيفة إن أفضل طريقة لإيجاد المستقبل هوأن نخترعه فعندما يعرف الانسان أهدافه يكون فاعلاً غير منفعل ومبادراً لامتعلقاً ومتمرداً غير مساير وهذا ليس بالضرورة يعني إرضاء الآخرين من حولنا.
عوائق تحقيقها ..
وأشارت نحلاوي إلى أن هناك عوائق تقف في طريق تحقيق الأحلام وهي صعوبة الاستدلال على الموهبة التي فطر الله الشخص عليها وجعلها بصمته المميزة له عند كل البشر موضحة أنه يمكن تخطي هذه العوائق من خلال مساعدة الأهل وملاحظتهم ومراقبتهم سلوك طفلهم منذ الطفولة ومعرفة اهتمامه وميوله ومايشده ومعرفة مايبرع فيه وتسجيل الحوادث الغريبة التي حصلت لديه، إضافة إلى معالجة ذلك عن طريق مؤسسات تربوية مختصة ترعى المواهب وتستخرجها.
وأضافت نحلاوي إنه يجب الانتباه إلى أهمية علم الفراسة الذي يساعدنا على توجيه الطفل نحو مهام معينة ومراقبته والتأمل والتفكير ومراعاة الإمكانيات التي لديه مع مراعاة مايهوى وماهو متوافر وأيضاً الظروف المادية والصحية والاجتماعية والدراسية مضيفة إن التغلب عليهايكون من خلال التحرك والبدء بالخطوة الأولى والثبات والاستمرار وألا يستمع الانسان إلاللمشجعين.
كيف نحقق أحلامنا ..؟
وقالت نحلاوي: إن هناك خطوات عملية لتحقيق أحلامنا تبدأ بالتخطيط الجيد لأن كل ساعة من التخطيط توفر مئات الساعات من العمل، فبالتخطيط يتجاوز الإنسان العقبات والعراقيل ويرفع الإنسان من قدراته النفسية لأن لديه ما يعيش من أجله وأيضاً بالتخطيط نزيد من الإمكانيات العقلية الموجودة لدينا، وأيضاً يكون تحقيق الأحلام من خلال اختصارالوقت حيث يمكن للإنسان أن ينتج في وقت قصير مايحتاج غيره لأضعافه لفعله .
ومن الخطوات العملية أيضاً لتحقيق أكبر قدر ممكن من أحلامنا هي رسم الفرد لحلمه وكتابة العوائق التي من الممكن أن تواجه كما يمكنه أن يزج نفسه في امتحان معين وأن يقوم بكتابة رسالة تكون جملة مختصرة مؤلفة من 15الى 20كلمة كحد اقصى وسهلة الحفظ و تحدد عملا معينا محددا ويجب ان يكون العمل مميزا وليس تقليديا وان تكون الرسالة قيمها واضحة وتهتم ببناء الانسان والصحة والتغذية ويجب ان تشعرنا بالفخر كلما قرأناها وان نحدد الشريحة المستفيدة من رسالتنا.
نصائح وضرورات ..
وأكدت نحلاوي بعض النصائح التي يجب مراعاتها وأخذها بعين الاعتباراذا أراد الإنسان تحقيق أحلامه أهمها أنه عندما يرسم الفرد خطته لتحقيق مايصبو اليه او يحلم به يتوجب عليه أن يحدد ماهية الخسائر التي سيتكبدها وهل أحلامه التي يتطلع إلى تحقيقها تستحق هذه الخسارة ،وأن يقوم بوضع الايجابيات والسلبيات بجدول وأن يمضي في جرأة ويكسر حاجز الخوف وان يغير عاداته ويراعي مزاجه وان يرفع تفكيره أثناء التخطيط الى التفكير الأمثل الذي يسعى الى تعظيم امكانيات صاحبه الى اقصى حد وان يبتعد عن التفكير التقليدي والسلبي وحتى الايجابي المزيف وأن يحافظ الفرد على لياقته النفسية والذهنية بأفضل الطرق التي تحافظ بها على لياقته البدنية إضافة إلى التفكير هل مخططاته تنسجم مع قناعاته وإمكانياته .. مثلاً أنا إنسان مهني تجاري ولا أنفع أن أكون طبيبا وإذا لم يكن كذلك فلن أحقق الهدف المنشود بالوصول إلى السعادة التي هي مطلب البشر ،وأن يتخيل الفرد النتيجة ..هل أنا راض عما أنا عليه ؟ أو سأكون عليه بعد تحقيق الهدف ؟ ..هل هذا ما أردته حقاً ؟ حيث يجب مراعاة قوة الرغبة وهل هي متعلقة بهدفي بقوة ؟ ..وكلما زادت معلومات الإنسان الساعي الى تحقيق احلامه عن قيمة الاهداف قويت لديه الرغبة وازدادت حماسته في تحقيق احلامه وخاصة عند مصادقة اصحاب الاحلام والنجاحات المحققة والقراءة عن ظروفهم وحياتهم .
واختتمت نحلاوي محاضرتها بضرورات لتحديدوتخطيط الأهداف ابرزها تحديد الأمنيات وترتيبها حسب أهميتها وان يرسم الانسان صورة جميلة لهدفه وان يقوم بجمع المعلومات والخبرات التي تفيده فهو يبحث عن الأشخاص الذين يزيدون من علمه ويرفعون من معنوياته وقدراته وكذلك أن يخصص الفرد الطموح وقتاً يومياً للعمل على هدفه وبالتالي الخروج من دائرةالتمني إلى دائرةالتأثير.