المختصون يؤكدون أن أكثر الناس سعادة هم من تتراوح أعمارهم بين 60 عاماً و80 عاماً، أي من تخلصوا من هموم العمل ومتاعب الأبناء.
السعادة لا تقتصر على مرحلة الشباب
بين المختصون أن تغير وجهة نظر من كان يعتقد أن السعادة تكمن في سن الشباب والنضج، وتوصلوا إلى أن الأكبر سناً عادة ما يكونون قادرين على التأقلم والتصالح مع بيئتهم.. وأن المشاعر السلبية تتراجع مع تقدم العمر، لتظهر المشاعر الإيجابية تجاه المحيطين من الأبناء والأحفاد، بما فيها من ضبط للعواطف بشكل إنساني إيجابي.. إن مرحلة الشيخوخة فيها الكثير من المتناقضات، فرغم السن الكبيرة، إلا أن سماتها أشبه بعلامات سن المراهقة.. حيث نجد الكبير في العمر يغضب سريعاً، ويفرح سريعاً، إلى جانب بعض الاضطربات التي تصادفه مثل النسيان، وصعوبة في الرؤية، والسمع والنوم.. بشكل عام لا تشكل هذه الشريحة من الناس رجالاً أو نساء أي متاعب بين المجتمع.
الحياة الهادئة
إن الرجال والنساء في هذه الفترة العمرية بين 60 و80 عاماً يعيشون حياتهم بسعادة وهدوء في معظم الأحوال، فهم يشعرون أنهم أنهوا رسالتهم في رعاية الأبناء وتعليمهم، حتى أصبحوا مسؤولين عن أسرهم، وكل ما يسعدهم هو رؤية الأحفاد، ومتابعة نموهم وتحركاتهم، فيسرون كثيراً لنجاحهم، وينشغلون بأحوالهم.. فالحياة هادئة.. فالمرأة تشعر بتصالح مع نفسها، بعد حالة الصخب التي كانت تعيشها من قبل.. ويقل معها الإحساس بالمشاعر السلبية، والرجل يشعر بإتمام دوره ويرغب في الإحساس بهدوء حقيقي بانتظار الوصول إلى المحطة الأخيرة من قطار الحياة، وحتى في حالة انشغالهم ببعض الأمور والمشكلات سواء بسبب الأبناء أو المحيطين، فهذا يكون له التأثير الإيجابي، فالانشغال ببعض الأمور المهمة يكون له فائدة، يشعر معها الشخص أن دوره لم ينته، حتى وإن كانت مثل هذه المشكلات هي مصدر ألم لأي من المحيطين، فهو يجد من خلالها الفرصة للمساعدة وتخفيف الألم عن الجميع.
تفاوت في الصراعات النفسية الداخلية
بدوران الزمن تتغير الكيمياء الإنسانية بداخلهم، فمنهم من يتقبل هذا التغير بسهولة، ومنهم من يرفض تلك التغيرات بشدة، ومن هنا تتولد الصراعات الداخلية.. فنجد المرأة تتحايل على عمرها بوضع المزيد من المساحيق التجميلية.. أو ارتداء ملابس لا تتناسب مع عمرها الفعلي.. وكل ذلك يزيد من سخط من حولها وتفعل أشياء سيئة وتدعي سوء الحظ.. وهذا ينطبق أيضاً على الرجال فنرى الرجل يرفض مشاركة أبنائه وأحفاده ويشعر أنه منفصل عنهم بشبابه الوهمي الذي يحاول أن يتخيله.