تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


حضـــارات العالـــم علـــى صخــــرة بازلـــــت

ثقافة
الخميس 28-7-2011
لم يكن كبر حجمها أو ثقل وزنها سببا جعل نحاتها يختارها ولكن حبه الكبير للسلام ورسالته السامية التي تعبر من خلال البازلت

عن حضارات تعاقبت على العالم وقدمت عبر آلاف السنين إنجازات أسست لحاضر جديد ومستقبل أفضل انطلاقاً من الأخلاق والقيم التي أورثتها للعالم كله.‏

وفي تقرير لسانا أشارت إلى أن ابراهيم أبا زيد نحات بالفطرة أكثر منه بالتدريب عرف منذ نعومة اظفاره النحت بأدواته البسيطة من ازاميل ومطرقة وجعل من علمي التاريخ والآثار ملهما له فكانت صخرة حب وسلام للعالم تتويجاً لحب كبير حمله بالفعل.‏

يقول أبا زيد إن الصخرة البازلتية التي وجدها في وادي الزيدي بدرعا قبل خمسة أعوام بوزن ضخم وصل إلى 117 طناً كانت الضالة التي يبحث عنها ليبدأ منها مشروعه الحضاري الطويل الذي قد يستغرق ربما خمسة أعوام أخرى لإتمامه كونه يستهدف إنجاز فكرة غريبة نوعاً ما لكنها ليست ببعيدة عن سوري عشق الحضارات كلها بلا استثناء ورأى من بعد إنساني أنها تشكل كلاً متكاملاً لا ينفصل مهما حاول علماء التاريخ وغيرهم من مبتكري النظريات أن يؤسسوا لما سموه صراع الحضارات.‏

 إلا أن النحات العاشق دفعه أصله العربي السوري ان يبدأ مشروعه من قارات العالم القديم وأولها قارة آسيا، هذه القارة التي احتضنت في كل شبر منها حضارات متنوعة اغنت التراث الإنساني العالمي وها هو اليوم بعد جهد استمر 5 سنوات شارف على الانتهاء من هذه القارة محاولاً عبر اختيار ابرز ما يميز حضاراتها المتعاقبة ان يلخص المشهد الآسيوي وان كانت حجارة العالم لا تكفيه ليفي آسيا حقها كما يقول.‏

ويوضح أبا زيد أنه الآن يعمل على الحضارة اليابانية في الشرق الأدنى من القارة، مشيراً إلى أنه اختار نحت معبد خشبي يعتبر الاقدم والاشهر في العالم وهو جزء من حضارة ياماتو مبيناً أن إنجاز هذه اللوحة يستغرق مابين 3 إلى 4 أشهر تقريباً.‏

وأضاف أنه أكمل نصف منحوتته الجديدة بجهد متواصل حيث أنجز لوحة الكعبة المشرفة ومدينة سبأ والمسلة الفرعونية والسفينة الفينيقية وأقدم مدينة كنعانية بأريحا الفلسطينية وأبراج بابل ومشهداً من قلعة جمشيد وأحد جسور مدينة أصفهان، إضافة لإنجازه تجسيد قصر تاج محل في الهند والحضارة الكونفوشوسية في الصين من خلال أحد المعابد وسور الصين العظيم ومعبد آنجاكور في كمبوديا.‏

ويضيف ابازيد انه سيواصل العمل في بقية أجزاء المشهد الذي سيضم حضارة البيزنطيين والرومان والمايا والانكا والأزتك بأميركا الجنوبية وصولاً إلى مشاهد من الحضارة الأندلسية في إسبانيا لينهي عمله برسالة لأقدم أبجديات العالم من خلال تدوين بعض النصوص بدءاً من المسمارية والهيروغليفية وصولاً للأبجديات الأخرى، مشيراً إلى أنه يأمل من خلال هذا العمل أن يدخل موسوعة غينيس للأرقام القياسية عبر اضخم كتاب في العالم نحت من الصخر.‏

يشار إلى أن النحات أبازيد ولد عام 1974 في مدينة درعا وشارك في عام 2009 بملتقى النحت الاول في محافظة درعا بعمل فني اطلق عليه كسوف الشمس عن فلسطين، اضافة إلى أكثر من 200 منحوتة معظمها من البازلت و قد استخدم خامات اخرى كالحجر الكلسي الابيض و الخشب و صمم منحوتة تعد الاصغر بين اعماله تتراوح أبعادها بين 10 سم و 15 سم.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية