بالمقابل .فإن المقدمات الصحيحة لا يمكن إلا أن تقود إلى النتائج السليمة والصحيحة ، حتى وإن كانت الدروب وعرة والمسالك محفوفة بالمخاطر ومزروعة بالأشواك والألغام والمؤامرة.
اليوم وفي وقت أخذت فيه أحلام الادارة الاميركية تتبدد ، وعادت الأسطورة إلى حجمها ومفهومها ، بدأت تنهار البنى الكرتونية التي حاولوا تصويرها على أنها صروح من الفولاذ ، ، إن كان في السياسات والنظريات التخريبية المرتكزة على فوضى سموها «خلاقة» وعلى حروب استباقية ولاحقة ومستقبلية في الأرض والفضاء وفي أعماق المحيطات.
كلام ربما ردده متابعون وساسة وإعلاميون ومؤرخون ومع ذلك ، فإن العودة إليه تبدو اليوم مع هذه الانهيارات الاقتصادية والسياسية وحتى العسكرية أكثر من ضرورية . ففي جردة حساب بسيطة لعشرة أعوام من عنف وإرهاب على مساحة كوكب الأرض ، نجد أن الشعوب خاصة الشعب العربي ، خسرت كثيراً، وعاشت على فراش من نار ، وعانت من تسونامي أميركي جامح كاد يقتلع كل مقومات النظام العالمي ليحل محله نظام أميركي جديد بلون واحد .
إلا أن الحصاد المر كان لهذه الادارة الأميركية أكثر من سواها ، وقد أصبحت بادية للعيان ، فالخسائر لا تحسب بالمليارات التي وظفوها في حروبهم العالمية في محاولة صنع الحلم الاميركي، بل تحسب من رصيد الشعب الاميركي الذي يشعر بأغلبيته الساحقة إن هذه الادارة لم تجلب له إلا الكوارث والعار .
المشروع الأميركي العالمي يتراجع ، ويترنح في كل مكان ، بدأ من أفغانستان وجبهة «محاربة الإرهاب » وصولا إلى الاقتصاد ولأن فشل طرف يقاس بنجاح طرف آخر ، فإننا نستطيع هنا القول : إن ما حققته القيادة السورية خلال الأشهر الأربعة الماضية والتي كان لصمودها وصبرها وقدرتها على تحمل الضغوط والتهديدات والاتهامات والأكاذيب الفضل الأكبر في هزيمة المؤامرة ، وأحد الأدلة الدامغة على سقوط المشروع الصهيوني الأميركي الذي أعد لسورية.
يجب أن نقرأ ما جرى لأنه كبير جدا ، ولأن سورية أثبتت أنها كانت على صواب منذ البداية واختارت المقدمات الصائبة وها هي تحصد النتائج الصحيحة ، على عكس الذي اعتمدوا الخطأ والخطيئة وسياسة الكذب والتدجيل والعنف .