وتتابعت الندوة على مدى يومين أقيمت فيهما جلستان علميتان وحضرهما حشد من المهتمين والمختصين والشباب وإليكم الوقائع:
حتر: أعداؤنا الرأسماليون والصهاينة
قال الدكتور علي حتر - الأردن: إنه في عام 1991 قال بوش الأب المزهو بنصره على العراق إن الولايات المتحدة الأميركية هي الدولة الوحيدة التي تملك ما يؤهلها لإقامة نظام عالمي جديد.
لكن هذه التفاؤلات الأميركية اصطدمت بقوى المقاومة والممانعة في العراق وفي لبنان وكانت سورية العمق الاستراتيجي للمقاومتين المذكورتين، وهكذا لم تستطع أميركا أن تحقق ما تريده عسكرياً بل لقد انهزمت هزيمة نكراء كما انهزمت حليفتها إسرائيل وبدا هذا الدرب مكلفا تكلفة باهظة من الناحيتين المادية والمعنوية، ولهذا لجأت إلى أساليب أخرى أقل تكلفة وأكثر ضمانة تتمثل بلعبة الديمقراطية وفي الصراع الإعلامي.
لو تتبعنا المنطق لقادنا إلى الأجوبة الحقيقية، هذا ما يقوله الأستاذ علي الحتر الأردني وهو يسأل سؤالاً بسيطاً ينطلق منه لمعرفة ماذا نريد من سورية وماذا يريدون منها؟ وهل الحق فيما نريد أم فيما يريدون؟ أو هل يتطابق ما نريده أم يتنافر مع ما يريدونه؟
ويجيب الكاتب نريد وطناً عادياً بحدود غير مهددة وهذا حق طبيعي لكل سورية بل لكل مواطن في وطنه إلا أنهم لا يريدون أن ننعم بوطن طبيعي أي أنهم لا يريدون الحق ولا يتطابق مشروعهم مع مشروعنا..!
ثم يؤكد الحتر قائلاً: إن مصير سورية هو مصير المنطقة والهجمة لا تستهدف الحالة السورية فقط وإنما العربية، والحالة السورية هي سفينة نوح في هذا الفيضان الجامح الرافض للخضوع.
البيومي: أيهما أفضل الديكتاتوريات أم الديمقراطيات؟
الدكتور أشرف البيومي من مصر قال: بالرغم من وجود فئات وشرائح كثيرة تشارك فيما يحدث الآن في المنطقة فإن الشباب هم الأكثر عدداً والأميز فعلاً.
وأضاف: الأحداث التي تعصف بالإقليم العربي في تونس ومصر واليمن وسورية والمغرب وليبيا ليست مصادفة فقد تنبأ بها مستشار الأمن القومي الأميركي آنذاك (بريجنسكي) وكتب عن (اليقظة السياسية الكونية) وتساءل ماذا نصنع لحماية المصالح الأميركية؟ وكيف ندير هذه الحوادث القادمة؟
منذ ذلك الوقت حرص الأميركيون على دراسة الأسلوب الذي يجب استخدامه للحصول على مصالحهم علما أن بينها مصالح مشروعة وأخرى غير مشروعة بل هي جرائم مثل الاحتلال (فلسطين والعراق)؟
وتساءلوا أيهما أفضل لحكم الشعوب الديكتاتوريات أم الديمقراطيات؟
وأجابوا قائلين: الشعوب تتذمر ومخاطر الديكتاتوريات تزداد والأفضل الديمقراطيات التي نتحكم فيها فهي التي تحمي مصالحنا المشروعة وغير المشروعة فلتحيا الديمقراطية وهذا هو الشعار المطروح الآن للهيمنة على الأمة العربية.
البدري: سورية حاضنة للمقاومة
السيد البدري - مصر قال: إن التغيرات في المنطقة العربية وخاصة في سورية هي الشغل الشاغل لكل مواطن عربي ونحن منهم.
وتحدث الكاتب عن الوضع العربي منذ اتفاقية كامب ديفيد فهذه الاتفاقية أخرجت مصر من المواجهة وكانت مصر وسورية والعراق هي التي تشكل العمق الاستراتيجي لبعضها بعضاً وبخروج مصر من المعادلة تم تحطيم العراق وبقيت سورية وحدها فحملت عبء الممانعة ودعم المقاومة في فلسطين والعراق ولبنان.
وأضاف إن سورية ليست مصر أو تونس لأنها لم تخضع لشروط البنك الدولي ولم تلجأ للانفتاح الاقتصادي وظلت أحد أهم مرتكزات المقاومة في لبنان وفلسطين والعراق ولم تتمكن أميركا من تصفية ظهر المقاومة الممثل بسورية بالرغم من أنها مارست ضغوطاً هائلة عليها بل إن المقاومة الوطنية اللبنانية تمكنت من تحقيق انتصارين على الكيان الصهيوني في عام 2000 وفي عام 2006 بفضل الدعم السوري الذي أصبح أكثر من دعم وتحول إلى معايشة، كما تمكنت المقاومة العراقية من تحقيق الانتصار على محتليها بفضل الدعم السوري وتمكنت المقاومة في فلسطين من الصمود بفضل هذا الدعم.
المقداد: دور الإعلام في التضليل
من ناحيته قال الزميل مصطفى المقداد نائب رئيس اتحاد الصحفيين: سيكون المحور الذي أتحدث فيه هو العنوان الثاني للندوة أي حملة التضليل الإعلامي على سورية، ويخطىء من يعتقد أن هذه الحملة بدأت مع احتجاجات تونس ومصر بل هي أبعد من ذلك بكثير، وهناك مخططات يتم فيها رسم الخطوط التنفيذية لما سيتم تطبيقه في سورية تحديداً.
ويضيف: إنني أشاطر السيد البدري إلى ما ذهب إليه من انعدام التشابه بين ما يحدث في مصر وتونس وما يحدث في سورية لأسباب تتعلق في بنية هذه الأنظمة.
وتحدث عن أن التعاطي الإعلامي في المحطات الفضائية برز بشكل جديد ومختلف وحقق الإعلام التضليلي هدفه الرئيسي بمهنية مدروسة كاذبة في المحتوى وصل إلى الشعب ذلك أن ما يبث على الشاشات السورية لا يلقى قبولاً من الشعب، مع أن أغلبه صادق، في حين يلقى البث على الشاشات التضليلية قبولاً مع أن أغلبه كاذب وقال المقداد: لماذا لا يصدق الشعب إعلامنا ونحن صادقون ويصدق إعلامهم وهم كاذبون وقد اعتمدت وسائل الإعلام على شهود عيان وليس على مراسلين أو مندوبين.
المفتاح: راهنوا على الأجنبي ففشلوا
المدير العام لمؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر خلف المفتاح قال: لنعرف المشهد العربي علينا أن نقرأ المشهد الدولي ومتغيراته، ذلك أن عالمنا هو أسير السياسات التي تقودها أميركا وأوروبا والهند والصين وغيرها.. السياسة الأميركية تسير وفق عدة ثوابت أهمها:
1- الاستئثار بالثروات الباطنية وغير الباطنية وخاصة النفطية منها.
2- أن تجعل العالم سوقاً لمنتجاتها.
3- الحفاظ على أمن الكيان الصهيوني.
ثم يتحدث عن نقاط الضعف التي ينفذ منها الغربي إلينا ويضع في رأسها الحساسيات الدينية التي يستغلها للتفريق والصراع، وهذا يعني أن الإسلام ينتقل من حالة جامعة إلى حالة تفتيت على حوامل ما تحت وطنية بحيث يصبح آخر طائفي وآخر مذهبي وآخر في الأنا أيضاً..!
ويتساءل الباحث عن مبررات قيام ثورة ما في بلد ما؟ ويسأل عن الأسباب التي تجعل قيام الثورة ضرورة معرفية مجيباً بأن الثورة تقوم عندما يصبح النموذج السياسي القائم عاجزاً عن استيعاب التطورات الحاصلة فهل جف حوض السياسة عن استيعاب المطالب..؟
ثم يتحدث عن المعارضة مفصلاً في ذلك قائلاً :تنقسم المعارضة إلى مايلي:
- معارضة تطالب بالإصلاح ونحن معها.
- معارضة ترتبط بالأجنبي بحيث تكون وسيلة لا لتغيير السلطة وإنما لتغيير سياستها.
- معارضة تطالب بإسقاط النظام وهي لا تريد الإصلاح لأنه يجردها من أسلحتها.
ويضيف: وهذه المعارضة الأخيرة لا تملك القوة لإسقاط النظام, فالساحات ظلت فارغة ولم تتمكن من حشد الأعداد القادرة على إسقاط النظام, والدولة أو السلطة بقيت متماسكة وقد راهنت على خيار أخير وهو التدخل الأجنبي إلا أن هذا فشل أيضاً لأن الخارج لا يمكن أن يتدخل في سورية.