عندما حاول البعض منذ سنوات إدراج هذا التقليد، لكن طبعاً أخذنا القشور منه دون الغوص في أعماق الآليات التي تتبعها تلك الدول والتي لا يمكن تطبيقها عندنا، لأسباب كثيرة أولها غياب الاستراتيجيات، وفي بعض الأحيان غياب المؤسسات.
من هذا المنطلق هل نستطيع إطلاق أحكام على حكومة الدكتور عادل سفر بأنها أصابت هنا وأخفقت هناك، بغض النظر عن الأوضاع التي تمر فيها سورية والمنطقة وتعمل في ظلها هذه الحكومة؟.
طبعاً بالتأكيد، لا، والسبب ببساطة أننا تعودنا على الحكم من خلال الأدوات النظرية فقط وأغفلنا الشيء الأساسي وهو التنفيذ ولهذا فإن إطلاق الأحكام بإيجابياتها وسلبياتها سيكون نوعاً من السفسطة.
حكومة المهندس عطري استقالت منذ حوالى مائة يوم بعد أكثر من سبع سنوات من ممارسة مهامها تغير خلالها حوالى مائة وزير ومحافظ ومثلهم أو أكثر من المدراء، وطبعاً تلقت تلك الحكومة الكثير من الانتقادات خلال فترة وجودها، ولكن الانتقادات الأكبر تأتي عليها هذه الفترة بعد انتهاء مهامها لتحميلها الكثير من وزر ما يجري حالياً.
هذه الأخلاق التي باتت تسود مجتمعنا أو بعض أفراده تتمثل بالحديث بالسوء عن الراحل والتمجيد بالآتي، ونرى دائماً أن أى مسؤول يفكر مجرد تفكير بشيء جديد، حتى يبدأ المطبلون والمزمرون بالهتاف والتمجيد لهذه الإبداعات الخلاقة التي غابت عن ذهن عباقرة الماضي وقد لا يستطيع أعتى الأذكياء مستقبلاً اكتشافها، وأن هذه الأفكار ستغير مجرى التاريخ وتقذف بسورية أميالاً ضوئية إلى الأمام..
للأسف هذا ما نسمعه ونقرؤه في إعلامنا واجتماعاتنا الرسمية وغيرها وحتى المؤسسات الرقابية المكلفة بمتابعة وتنفيذ الوعود تتحدث بهذه الطريقة.
إذا هل يمكن الحكم فعلاً على أداء حكومة أو مسؤول خلال هذه الفترة القصيرة؟..
بالتأكيد هناك مؤشرات يمكن تتبعها عن الأداء من خلال اقتراب المسؤول من هموم المواطنين والبحث عن أفضل السبل لتلبية مطالبهم وتحسين مستوى معيشتهم، طبعاً بالفعل وليس بالكلام والتنظير، فإذا نفذ هذا المسؤول بعض الوعود التي أطلقها، يمكن الحكم عليه أنه يسير على الطريق الصحيح، وليس أنه يمارس مهامه وواجباته بالشكل الأمثل..
وحتى نطلق أحكاماً صحيحة علينا الانتظار زمناً أطول لما بعد بعد المائة حتى نقول إن فلاناً يعمل بشكل جيد والآخر يقصر في عمله، ضمن بوصلة المواطن..
لكن إن تبين أن الأداء سلبي من خلال المائة يوم الأولى فمن الأولى إنهاء مهمة هذا الشخص حتى لا يستفحل تقصيره، على مبدأ المكتوب يظهر من عنوانه.. وهناك أمثلة ينطبق عليها ذلك في حكومة سفر..