وفسحة التغيير أكثر فأكثر أمام جميع السوريين بمستقبل أكثر فضاء وأوسع رحابة يحتضن كل أبنائه المخلصين الذين بادلوه الحب نفسه والامل ذاته ،كما أنها تأتي في الوقت ذاته لتضيق من بقعة الظلمة تلك التي عكست سوداويتها بعضا مما يحمله أولئك من أفكار ومشاريع ظلامية لمسنا بعضا منها في عدد من المحافظات .
كما أن إقرار قانوني الاحزاب والانتخابات يعكس من إحدى زواياه صدق وجدية الدولة في المضي قدما بمسيرة الاصلاح وبناء سورية حديثة وجديدة تواكب طموحات كل السوريين كما انه يجب الانتباه عند قراءة الحدث من هذه الزاوية أن هذا الحراك الاصلاحي المتسارع هو سيرورة طبيعية لم تفرضه بالضرورة مقتضيات المرحلة وبالتالي لايخضع لأي ضغوطات ولايستجيب لأي من تلك الاصوات المتعالية القادمة من الخارج .
وكما كان متوقعا سارع المثقلون بأحلامهم الاستعمارية والسلطوية الى رفض القانونين حتى قبل قراءة مضمونهما، في دلالة جديدة على تلك العقلية المعلبة التي تفيض بالأفكار والآراء والردود الجاهزة والمعدة لرفض أي قرار أو أي خطوة اصلاحية جديدة ،وهو ما يعيد الى السطح مجددا تداول تلك الاسئلة التي اغتيلت أجوبتها في البدء .. ماذا يريد هؤلاء ؟ ..وهل حقا يريدون الاصلاح والحرية والديمقراطية ؟ .. لعل المقابر الجماعية التي اكتشفها الشعب السوري لألاف الاجوبة التي اغتالوها لإخفاء الحقيقة كما يظنون .. كشفت ماوراء الاقنعة وخلف الكواليس بعد أن اشكلت تلك الوجوه على طيف واسع من السوريين .
المشهد بات اكثر من واضح ولاتحتاج قراءة الحدث للتحليق عاليا الى خارج الدائرة فما يدور على الارض ليس إلا حربا حقيقية تدور رحاها بين طرفين غير متعادلين في القوة من حيث الذاكرة والتاريخ الاول ويتمثله الوطن بكل أبنائه ، والاخر ويمثله كل المتآمرين والمستعمرين الجدد الذين يتهيؤون لهزيمة جديدة بدأت بوادرها بالظهور .