-فهي أولاً ترفض الحوارالوطني
-وهي ثانياً مسلحة وليست سلمية.
- وهي ثالثاً انقلابية تستهدف قلب نظام الحكم عبر أساليب التخريب بكل أشكالها.
-وهي رابعاً تستقوي بالخارج الامبريالي متمثلاً بأميركا وحلفائها الأطلسيين.
-وهي خامساً مستعدة للتعامل المكشوف مع «إسرائيل» والصهاينة مثلما ثبت من خلال مؤتمر سان جيرمان بباريس ومثلما ثبت من ظهور بعض رموزها في مقابلات خاصة للتلفزيون الإسرائيلي.
وإزاء هذه المعطيات تكون كل أوراق التوت قد تساقطت عن عورة هذه المعارضة وتكون المسافة قد تحددت بشكل واضح بين معارضة وطنية فتحت أمامها أبواب الحوار والمشاركة في صنع المستقبل على مصاريعها وبين معارضة لاوطنية يجب أن تواجه بكل القوة والعزم والحسم وألا يسمح لها بمواصلة العبث تحت أي ذريعة كانت.
إن الاستنتاجات المنطقية التي يفترضها الموقف الآن هي التالية:
أولاً - الاستمرار في تنفيذ برنامج الإصلاح كخيار وطني ذاتي بعيداً عن أي تأثير خارجي على هذا البرنامج، فأهل البيت أدرى باحتياجاتهم وليست أميركا ولا عملاؤها هم من يحددون لنا صورة المستقبل الذي يريده شعبنا، وليس لأي قوة خارجية أن تفرض إرادتها على الشعب السوري الذي هو صاحب الحق الأول والأخير في تحديد خياراته الوطنية عبرالممارسة الديمقراطية.
ثانياً - المحافظة على مكتسبات الشعب السوري وتطويرها.
ثالثاً - استخدام كل الوسائل الممكنة لاجتثاث مابقي من بؤر الفتنة والتخريب لايمكن أن يواجه إلا بالعنف المضاد، وأن حماية أمن الوطن والمواطن هي الأولوية التي يجب إعطاؤها ماتستحق من اهتمام في اللحظات الراهنة.
رابعاً - التشدد في تطبيق القوانين المعمول بها في مواجهة كل من يخرق القانون وإحالة كل من يتجاوز القانون بأي شكل من الأشكال على القضاء ويجب أن يكون واضحاً أن تطبيق القانون ليس استبداداً ولامغالاة في السلوك بل هو السبيل الأسلم لحماية جميع المواطنين من المخاطر التي تترتب على خرق القوانين وهذا هو المبدأ المعمول به في كل بلدان الأرض.
خامساً - اعتبار جملة الأنشطة التي مثلتها مؤتمرات أنطاليا وبروكسل وسان جيرمان واسطنبول محاولة لقلب نظام الحكم بالقوة ومعاملة جميع من انخرطوا فيها ومن تعاونوا معهم على هذا الأساس فالذين أسهموا في تلك المؤتمرات ألقوا بقفاز التحدي في وجه السلطة الشرعية ومن الطبيعي أن يتحملوا النتيجة تلك.
ولو أن أصحاب هذه المؤتمرات تبنوا الدعوة إلى الحوار، وتوجهوا إلى دمشق للانخراط في هذا الحوار لكان أسلوب التعامل معهم مختلفاً جذرياً عن الأسلوب الذي اختاروه هم وفرضوه على أنفسهم، مع العلم أن قواهم الفعلية المستمدة مما هيأتها لهم القوات الأميركية في المنطقة من عناصر فتنوية لاتؤهلهم لبلوغ أهدافهم دون أن تنوب واشنطن وحلفاؤها عنهم في محاولة تحقيق تلك الأهداف بأسلوب الغزو المسلح كما حدث في ليبيا.
سادساً - يجب أن يكون واضحاً أن لتطبيق سياسة اليد الرحيمة حدوداً تقف عندها ومن الواضح الآن أنها بلغت أوجها، وأن أصحاب المعارضة الخارجية وبعض امتداداتهم الممولة في الداخل،لم تفهم الرسالة التي انطوت عليها هذه السياسة فظنوا الحلم ضعفاً، والعفو هواناً أوتهاوناً،والإصلاح انصياعاً وإذعاناً، فأرادوا أن يوغلوا في الابتزاز معتقدين أن لعبة الكراسي الموسيقية الدامية التي طبقوها في المناطق الحدودية استناداً إلى التسلل من الخارج يمكن أن توصلهم إلى غاياتهم، ولم يقدروا عواقب هذا السلوك وعواقب جرائم القتل والترويع التي ارتكبوها ضد المواطنين.
سابعاً- لقد كشف بعض المشاركين في مؤتمر اسطنبول في تبريرهم لفشل المؤتمر كيف أن المؤتمرين اختلفوا على الكراسي، فكل واحد منهم ظن أنه يحجز لنفسه كرسياً من خلال اللحاق بسفينة المؤامرة التي تديرها وتمولها واشنطن وعملاؤها.
ولكن يبدو أن الحجوزات لم تتناسب مع الرغبات فاختلفوا، ومن المؤكدأن أي واحد منهم لم يسأل نفسه السؤال المنطقي الديمقراطي عن عدد الأصوات التي يمكن أن يحصل عليها في الانتخابات إذا هو عاد إلى أرض الوطن ورشح نفسه،ذلك أنهم يعلمون مسبقاً أن سفينة الديمقراطية لايمكن أن تكفل لهم الفوز، ولهذا السبب بالذات اختاروا شعار لاحوار على أن هناك شيئاً آخر واكب المؤتمر وثبط من همتهم وخيب آمالهم،وهوتصريح وزيرة الخارجية الأميركية الذي قالت فيه :إنه لايمكن التأثير على سورية من الخارج.
تصريح قد يفهمه البعض بأنه يأس أميركي من احتمالات نجاح المؤامرة، ولكن قد يفهمه المجتمعون في اسطنبول بأنه اعتراف أميركي بأنه لن تكون لهم ولا لمؤتمرهم قيمة في التأثير على الوضع السوري وبالتالي فإن المسألة تصير عندئذ نوجه كل واحد للآخر لسؤاله:كم عدد رجالك في الداخل؟ وأين هم يوجدون؟ وماذا فعلوا أويفعلون ؟ ولأن حبل الكذب قصير، ولأن التنافس على الكراسي كبير، ولأن تصريح كلينتون مثير كان لابد لجمعهم من أن يتفرق على خلاف.