ياتينا الجواب عبر العرض لنرى ان الحلول تتداخل ما بين الواقع المعاش ,الحياة و حالاتها المتعددة و علاقاتها و ظروفها جنبا إلى جنب مع النظريات الأكاديمية و المدارس المسرحية العريقة و هنا تتكامل الفكرة و يتبلور الحل الصحيح لنكتشف تلازم الجانب العملي مع النظري..
فذاك المثقف الذي يمتلك لغة خاصة منتقاة و ثقافة في هذا المجال يمكنه أن يفعل شيئاً و هو جالس في عزلته مدججا بثقافته الاختصاصية فقط دون الحياة بينما بائع الدخان الذي يلتصق بالناس يتعامل و يتفاعل مع النماذج المختلفة و الكثيرة فانه يتعامل مع الواقع بسلاسة مدهشة و تلقائية تدعو للإعجاب و قد دعمته الخبرة الحياتية و التجارب الواسعة فيتأطر هنا في العرض المسرحي حالة تجمع الاثنين معا بالضرورة و تؤكد لنا كمتلقين أن المشهد المسرحي يشبه الحياة و يحتاج إلى النظريات المجردة والخبرة الحياتية معا ...
هيأ النص المسرحي بنية درامية متميزة ظهرت خلال حوار أوضح تناقض الشخصيات وعوالمها الداخلية... وحضرت الكوميديا نتيجة التباين الكبير بينهما على كافة الصعد الشخصية و الفكرية و الاجتماعية ...
و قد نجح العرض في خلق مشهدية متميزة تمكنت من التنقل بين حرفيات الأزمة المسرحية بأسلوب فيه الكثير من الغنى الدرامي و الطرح لإشكالية تتعلق بأزمات ثقافية أخرى أيضا و قد قدمت عبر منجز فني يطرح مقترحاته بجوانب مختلفة كما عالج قضية ثقافية هامة فتمكنت الشخصيتان بحوارهما المكتنز بالأفكار و الحالات المتعددة الاتجاهات شد المتلقي ...
كما لم يشعر المتلقي بفقر فضاء العرض إلى ديكورات و إكسسوارات مسرحية تدعمها ،أما جمالية العرض أنه تصدى لمعالجة أزمة يتم تداولها و طرحها دوما في كل المناسبات و الفعاليات... حيث يراها البعض في الإدارة و آخر في المالية و آخرون في النص المسرحي .. ويجيب العرض بمحوريه الأهم عن عمق تلك الأزمة و توصيفها معتبرا أن تجاوزها يكون من خلال الالتصاق بالواقع الحياتي و التجارب اليومية و معايشة الناس التي برزت من خلال شخصية أبي الوفا صاحب البسطة...كما أظهر العرض حاجته لمفردات الإبداع المسرحي الضرورية التي تجسدت في شخصية المثقف فهو قادر من خلالها على ترجمة الواقع لأنه في النهاية تقصد العرض اتفاق الاثنين و في اتفاقهما يمكن تقديم مسرح جاد يجمع طرفين متكاملين ...
/ موقف الأزبكية من الأزمة المسرحية /عرض قدم على صالة المعهد العالي للفنون المسرحية هو من تأليف و إخراج علي وجيه و سعيد محمود أما التمثيل من أداء : حسام جليلاتي,وئام إسماعيل