تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


منتدى حلب يستضيف الفنان يوسف عقيل... لوحتي غير مسيَّسة ..لكنها تقول : لا للتخريب

ثقافـــــــة
الجمعة 29-7-2011
منى البكور

تعلم أن يكون عاشقاً منذ نعومة اظفاره ورضعه مع حليب غير مغشوش ... غايتي من العمل الفني الجمال والأخلاق الحميدة والوجدان وكل هذا هو جمال ...وقيمة ...وقيم ...إذا كان كل هذا يسمى ارستقراطية ...فأنا مع هذه الارستقراطية - كما يتهمني البعض – وأنا ضد كل شيء دونها ...سميت بالفنون الجميلة أي ليست القبيحة أو المهزوزة ...التي تعكس كل ما هو جميل ...

« الجمال من صفات البرجوازية » إذاً كان هذا الكلام صحيحاً فأنا معه ...!!!...‏‏

لا بل سأحارب من اجلها وعملي إذا ارستقراطي...‏‏

هي إجابة عن سؤال طرحه منتدى حلب الشهري الذي استضاف الفنان العالمي يوسف عقيل ...ليلقي مزيدا من الضوء على لوحات عقيل بحضور نخبة من المثقفين والأدباء والفنانين ...‏‏

وعبر حوار أضاف عقيل:‏‏

الفن تجربة جمالية، لوحة يوسف عقيل تفرض نفسها على المتلقي جماليا وتسوق نفسها بنفسها والذي يقتني لوحاتي هو من الطبقة الارستقراطية مع أنني تربيت في حي شعبي وبيئة شعبية ...‏‏

وعن سؤاله بان احد النقاد كتب عن لوحاته ...فوصفها بأنها لا تحول إلى موضوعات بل إلى أشكال أجاب...‏‏

الموضوع ليس مهماً على الإطلاق ...أن ارسم مواضيع تجارية لا ترى فيها الزمن متبديا في ملامحها ...لكن ترى فيها الجمال والتجليات ...تراها حالة مصالحة بينك وبين نفسك هي تعني انك تجاوزت الواقع ...الذي هو عندي نقطة ارتكاز للانطلاق إلى الحرية والخير ...وكيف يمكن للفنان أن يسوق لوحته ...؟...‏‏

هذا السؤال لا يسأل لي ...كأنك تسأل احداً آخر ...غير يوسف عقيل الجالس أمامك ...‏‏

الفنان لؤي بلال ...أضاف إلى جواب فنان المنتدى الكبير ...‏‏

ما يفسر لوحات يوسف عقيل ..أنه بث مع اللوحة الصراع المرير الذي يخوضه خلال رسم أي لوحة هي عملية مخاض حقيقية وأنا حضرت أكثر من مرة يوسف وهو يرسم ورأيت بنفسي انه يحذف أكثر مما يضيف للوحته قوة يوسف عقيل بالحذف وليس بالإضافة لأنه يعمل بروحه وهذه العملية معقدة جدا ولا ينفك ينتهي بينه وبين ذاته وبين الفن وهما على تماس مباشر مع الإنسان من هنا تخرج لوحاته إلى النور ...‏‏

الفنان طلال ابو دان شرح لوحة عقيل...فقال :...لوحته لبانها استعادة خاصة جدا للرومانسية ببعدها المأساوي فهو يتناول موضوعات جدا بسيطة ويدخل من خلالها ويتناولها بروح المحاور ...هو نوع من الحوار النفسي يلتقط جوانب هامة جدا لهذا الشيء وهو نفسه يخرج منه أعمالاً أخرى في لوحته , فيكتشف لوحة جمالية مختلفة وهذا يتطلب خصوصية متميزة وهو نوع من أنواع المأساوية يلجأ إلى العالم الداخلي والأشياء الصامتة وإقامة صلات عميقة جدا ويحولها إلى ضوء ونور ...لوحته تأتي ضمن هذا السياق ،سياق الرؤية وليس سياق التصوير لمشهد طبيعي ... مشهد روحي يعبر عنه من خلال التناغم الدائم ويؤكد على الصخب الموجود والصراع بين الضوء والظل ...طبيعة رومانسية وحالة مفتوحة أسميها مأساوية بيرونية تصل إلى حد الجريمة ببعدها المأساوي , بهذا التصنيف المدرسي أصنف لوحة يوسف عقيل أكثر من التصنيف الشاعري ...‏‏

عدنان الدروبي ...سأل ..لمن ترسم... للفنانين أم للناس وهل وصلت إلى كل الناس ؟...‏‏

فأجاب عقيل :أنا ارسم لنفسي وعملية الرسم أنفذها عندما يكون عندي شعور بالحزن أحاوره لكن أنا من يقرر في هذا الحوار وتظل عملية الحوار قائمة حتى أقتنع وأخرج كل هذا الاغتراب من داخلي ...‏‏

نعم أنا ارسم لأرى لوحتي وأنظر إليها وبعد انتهاء اللوحة يبدأ الكلام حولها ...‏‏

أرسم حالة جمالية ، حالة تثور على القبح لخلق الجمال ،لا ارسم السياسة لكن تخرج السياسة من لوحتي فكر دفين يجب أن تبحث عنه لتدركه ...ومن يطلب مني مفاتيح للوحتي لا أعطيه إياه ...فيفسرها ويعيد قراءتها ...إذا لبئس المشاهد ...‏‏

الشاعر سلوم زينو سلوم اضاف...المرأة عندك رسمتها من خلال علاقتك مع الطبيعة دائما هي عنصر يتناغم مع الكون والطبيعة متناغمة مع المرأة هذا الشيء الخاص جدا بيوسف عقيل لأنه لا يفكر بالتسويق انت ترى الجمال للجمال ...نعم أشكرك لان لوحاتك تضيف إلى أبجديتي الشعرية شيئا آخر ورؤية أخرى ...‏‏

رد يوسف عقيل ...أنا ارسم المرأة كذلك لأنها أهم من كل شيء هي كانت آلهة في التاريخ وعلى المتلقي أن يتخيل ما يشاء وكيفما يشاء‏‏

الأديب طاهر البني ...الأحاسيس الجميلة التي تخرج من نطاق إشكالية ثقافية بصرية مهمة للنخبة هذه النخبة مقصرة في تعاطيها مع الفن لكن عقيل من الفنانين الطليعيين في سورية وحلب لأنه تناول مجموعة من الموضوعات الإنسانية المأساوية وبأسلوب تعبيري ولكن فجأة ينقلب إلى موضوع آخر مغاير ليس في الموضوع لكن أيضا في التناغم رغم انه أصبح أكثر تحررا بوسائله التعبيرية ويوسف عقيل شاعر اللون هو يتناول موضوعات بسيطة لكن هي مادة غنية ومساحة كبيرة للقيم الجمالية فيها ...رسم موضوع حلب في مرحلة رسم كل فنانيها بطريقة معتادة لكن لوحة يوسف عقيل أتت بصورة جديدة فلفتت الأنظار إليها ولفتت نظر الطبقة الارستقراطية أيضا ودخلت متحف حلب الذي لم تدخله لوحة منذ عقود من الزمن والذي لم يحو غير لوحات من عصور غابرة ...هذه هي لوحة يوسف عقيل ...المعتمة لتفاجئنا بضوء يركز على ما يريد قوله ...بألوان مالت إلى الزهد ينهل من مناخات حالمة ...هو ابن البيئة الشعبية لكن ترفع بلوحاته إلى قيم جمالية تجريدية خلاقة لأنها ترفعت عن المادة وهذا بغض النظر عن تجربة لؤي كيالي التي كانت قبله اللوحة مبتذلة فادخلها الى بيوتنا لتكتسب القيمة المادية والمعنوية ...‏‏

عمران شحرور ...سأل كيف لفنان من حلب أن يحقق هذا التوازن في الحرية الذي لم يستطع احد أن يحققه في مرحلة يوسف عقيل ...؟....‏‏

أجابه الفنان يوسف عقيل ...‏‏

هناك أخلاقيات ابن الحي الشعبي في المشارقة هذا الحي الحلبي الذي رضعت فيه الحليب الصح ورضعت الحرية الصح وتعلمت منه أن حجم الحرية كبير جدا لدرجة انه لا يمكن إلا أن أزيد من جمال شوارع بلدي وأضيف إلى مفرداتها مفردات جمالية أخرى على عكس ما يقوم به البعض هذه الأيام من تخريب باسم الحرية لا أريد أن ادخل في السياسة ولكن ...‏‏

أنا عاشق للجمال وتعلمت أن أكون عاشقا لبلدي الجميل فلم استطع الرحيل عنه يوما ....‏‏

بطاقة تعريف‏‏

هو فنان تشكيلي إنساني في عمله متنسك في فنه وسلوكه جاء من حي المشارقة عام 1953في بيئة شعبية نهل من جدرانها وأزقتها ومشاربها الشئ الكثير فتركت بصمتها على ذاكرته البصرية وروح تجربته الفنية جاءت من الحي الذي تربى فيه بدأت تجربته الأولى مثل أي طفل تعلق باللون الموجود في داره كما تحدث في كتاب العلوم فشدت الفنان فبدأ يحاكيها وبدأ يتعلق بالأشكال من حوله فدرس الفنون الجميلة قسم التصميم ثم وجد نفسه في قسم التصوير وبقي مخلصاً لنداء روحه كموهبة وحياة أكثر من اختياره كدراسة ...‏‏

أقام معرضه الأول ليكون كل عام وله مشاركات عديدة وكثيرة طيلة حياته الفنية سافر إلى ايطالية لكنه لم يستطع تحمل عذاب الغربة فعاد إلى معشوقته الشهباء لكن توزعت لوحاته في دول اوروبية وعربية عديدة ليكون فنانا عالميا من الطراز الرفيع ...‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية