وكان للسؤال اجابات أخرى أثارت الكثير من الشجون في أمور النقل السوري, في ندوة كانت الأكثر أهمية من جملة الندوات التي أقيمت في المنتدى باعتبارها وضعت الاصبع على الجرح كما يقال, واستخلص لنا الدكتور عصام الزعيم هذه الندوة بالقول:
تميزت هذه الندوة بمداخلات هامة ويدل على أهميتها حضور المهندس مكرم عبيد وزير النقل شخصياً. وتداولت مواضيع هامة وحساسة لا تتعلق بمستقبل النقل في سورية فقط, وإنما بمستقبل منطقتنا العربية, وخاصة آفاقه على المستوى العربي, والفضاء الأوروبي.
وأضاف أعتقد أن محاضرات الزملاء السوريين ومناقشاتهم كانت واسعة الأفق حيث تناولت العلاقة مع أوروبا وآسيا الوسطى وتركيا, وهذه ظاهرة مهمة لأن التعاون مع تركيا وثيق, ونحتاج الى توسيعها لتشمل آسيا الوسطى والجمهوريات السوفييتية السابقة, وتعزيز الاهتمام باليونان وأوروبا الجنوبية, والاهتمام بعلاقة الوطن العربي بآسيا.
وبشكل خاص الدور الوسيط لسورية, لتطوير التجارة السلعية في آسيا عبر الخليج وأوروبا ومن أوروبا الى آسيا عبر سورية والخليج, وتطوير التجارة النفطية والغاز, وامدادات النفط والغاز ,وأكد الزعيم أن الآفاق تبدو واعدة جداً بالنسبة الى تدفق الغاز الطبيعي من ايران الى الخليج العربي حيث الطلب على الغاز يضاهي الطلب على النفط, لا سيما أن استهلاكه ينمو باستمرار.
وأشار د. الزعيم الى عرض المسؤول عن مشروع دعم الخطة العاشرة لقطاع النقل الى مسألة الخيارات للمفاضلة بين النمو الاقتصادي ومضاعفة وظائف فرص العمل, والموقع الاستراتيجي, حيث وجهت اقتراحات من قبل المتداخلين بمن فيهم السيد وزير النقل ونرى أنه من الضرورة النظر الى هذه العوامل كمتغيرات مترابطة, وليست مفاضلة منفصلة بين النمو الاقتصادي وفرص العمل وبين تعزيز الموقع الاستراتيجي. فهذه المفاضلات المتوازنة يجب أن توضع في اطار منظومي بحيث ينظر إليها كمشهد مستقبلي تدخل فيه عملية التوفيق بين ايجاد فرص عمل وهذا أساسي في سورية, وبين تعزيز النمو الاقتصادي وموقع سورية الجغرافي التجاري, وهي علاقة متبادلة ومهمة.وقال: كشفت الندوة أن المشروع الأوروبي المتوسطي هو مشروع يمتلكه الاتحاد الأوروبي وتساهم فيه 70 بالمئة حكومات الاتحاد الأوروبي مباشرة, ويجب علينا أن ننظر الى مستقبل التجارة العربية والى ما هو أبعد من العلاقة الثقافية.
وعن سبب تجاهل الاتحاد الأوروبي لموقع سورية وطرطوس قال د.الزعيم:(نعم هناك تجاهل حقيقي, ونعلم أن مرفأ طرطوس متميز كبوابة مفتوحة بالنسبة الى الخليج.. سلسلة لبنان الجبلية تمتد على امتداد الساحل السوري وتجعل اختراقه صعباً, ويجب أن تعطى الأولوية لهذا لفتنا النظر في الندوة إليها وذلك حين قيل بأن لبنان تربط بيروت ببوابة طرطوس-حمص وهو طبيعي ومستحب ومفيد للتكامل السوري اللبناني,ويؤكد مرة أخرى أن طرطوس بوابة طبيعية للتجارة شرقاً وغرباً الى أوروبا والى الخليج العربي.
وختم د. الزعيم حديثه للثورة بضرورة المشاركة السورية الفعالة والمباشرة للوزارات المختصة والمعنية في اعداد الدراسات والاتصالات مع الجهات العربية والأوروبية.ويجب ألا تنوب عنا جهة أخرى, ومن جهة أخرى تحدث الدكتور محمود عبد اللات أمين عام الاتحاد العربي للنقل البري معرفاً الاتحاد قائلاً: هو هيئة عربية مشتركة تقوم بتنفيذ استراتيجية النقل البري التي يضعها مجلس الوزراء,النقل العربي في جامعة الدول العربية ومقره عمان- الأردن-ولدينا 55 عضواً من كبرى شركات النقل البري من مختلف أرجاء الوطن العربي. وذكر عبد اللات أن أهمية المنتدى والمعرض أتيا ليسدا الفراغ الموجود حالياً بين العاملين في قطاع النقل العربي, لا سيما أن التنسيق بين المالكين والمستعملين لوسائط النقل بين الدول العربية شبه معدوم, وضعف التواصل بين العاملين في القطاع والمهتمين به في مختلف الدول العربية يؤدي الى ضعف في القطاع على مستوى الوطن العربي, وفي الدولة العربية, وفي أحيان كثيرة يؤدي الى ازدواجية وأحياناً أخرى الى عدم التنسيق وضعف التكامل في أساطيل النقل البري, كاختلاف التعرفة في تركيبة قطاع النقل والتكلفة وفسح المنتدى الطريق لفئات هذا القطاع لكي يتحادثوا ويتبادلوا الرأي ويستفيدوا من أوراق العمل المقدمة ويستخلصوا واقع النقل وأهم مشكلاته من أجل الخروج بحلول ممكنة التحقيق.
وأكد د.عبد اللات أن اتحاد النقل العربي هو همزة وصل ما بين الدول العربية والمشرفة على قطاع النقل وهيئات العمل البري المشترك وعلى رأسها جامعة الدول العربية ومن ثم مجلس الوحدة القطاعية العربية والمشاركين الفعليين في قطاع النقل الذين يشعرون ويعايشون مشكلات قطاعهم ونقوم بنقل آراء الحكومات.
وبين الدكتور محمود عبد اللات في ختام حديثه أنه تم مؤخراً تحديث اتفاقية عبور النقل بالترانزيت, وصياغة اتفاقية هي الأولى من نوعها في العالم العربي- اتفاقية نقل الركاب المنتظم بين الدول العربية- وكذلك تمت دراسة معمقة لمشكلات وعقبات النقل البري بين الدول العربية بهدف إصدار ما أمكن من قرارات لحلها.