|
محاضرة... التربية الجمالية.. نحو مجتمع أفضل مجتمع تحظى التربية الجمالية باهتمام في الأوساط التربوية حيث أصبحت جزءا مهما من مناهج المؤسسات التعليمية نظرا لأهميتها في النمو المتكامل للشخصية بمختلف جوانبها العقلية والنفسية والجسدية والانفعالية ,وتعتبر التربية الجمالية العامل الأكثر تأثيرا في صقل التذوق الجمالي الموجود أصلا عند كل فرد والذي يملك القابلية التامة للنمو والتدريب والتهذيب, لذلك يمكن البداية مع الطفل منذ مراحله العمرية الأولى فرعاية النشء لتذوق الجمال او العيش في كنفه وخلق ظروفه بالوسائل الجمالية الطبيعية والفنية يجب التخطيط لها وإدراجها في سلم أولويات تعاملنا مع الطفل. أهمية التربية الجمالية يشير المحاضر إلى أهمية التربية الجمالية ولاسيما إلى جانب ازدياد أوقات الفراغ حيث علاقة الإنسان الجمالية بالواقع تفرض ضرورة استغلال وقت الفراغ في قراءة الكتب أو الذهاب إلى المسرح اوالسينما او زيارة المتاحف اوالمعارض الفنية, وذلك ترسيخا لمبدأ التربية الجمالية للاستيعاب الجمالي اولا والحصول على المتعة الجمالية ثانيا والجانب الاخر الأكثر إلحاحية في هذا الإطار هو الحاجة الماسة إلى تنمية المخيلة والحساسية وشن القوى الابداعية من خلال تطوير الكثير من صفات الإنسان الجمالية. ويؤكد الاستاذ خطار على مهمات التربية الجمالية قائلا: تعمل على تطوير قدرة الناشئة لتلقي كل ما هو رائع في الطبيعة والفن والبيئة كما تمنحه القدرة على التذوق وتربية الموقف الجمالي تجاه الواقع وهناك اكثر من وسيلة في هذا السياق منها الاسقاط لكل ما هو قبيح تمييزه ذلك الناشىء عبر مراقبتنا وإرشادنا ومتابعتنا لحياته اليومية وسلوكياته والوسيلة الأكثر فائدة ايضا هي التكرار في تعريضه الدائم لمؤثرات جمالية طبيعية وفنية من خلال الواقع, كزيارة الحدائق والمسرح والسينما وضروري ان نمنح للطفل بيئة جمالية يلمسها بنفسه لتكريس عوالمها لديه دون ان ننسى مسألة التثقيف الجمالي والاهتمام بالمدارس الفنية الجمالية وإطلاع اطفالنا على منهجيتها. أنشطة التربية الجمالية أما الانشطة الضرورية للناشىء أن يعيشها حتى تترسخ لديه القيم الجمالية وتتحول إلى سلوكيات يومية يمارسها في حياته العادية تحدث الاستاذ وائل خطار عنها: للتربية الجمالية مكانة لايستهان بها في خلق شخصية متوازنة ومتكاملة عند الإنسان وتنمية قدراته الكامنة, إما المجالات متعددة لتكريسها منها الموسيقا التي تؤثر بقوة انفعالية على أحاسيس الناشئة لتوجيهها في الإسهام لغرس مفاهيم ذات بعد أخلاقي وفكري وتنشيط دوافعهم وحيويتهم تجاه أنفسهم ووطنهم, أما الفنون التشكيلية فدورها فعال كمؤثر في تطوير وإنماء التفكير المرئي- المحسوس-الذي يساعد على أسس التفكير الإنشائي والإبداعي ويأتي المسرح من الفعاليات الجمالية الذي يقدم المعارف للطفل على أنواعها وبفضل العمل المسرحي تكتسب حياة الناشئة ونموهم الفكري أشكالاً حسية ابتكارية. أما المشاركة المباشرة فإنها تسهم في إيجاد الشروط المثلى لتكوين الشخصية المتنامية وأما السينما فلها تأثير كبير على تكوين الآراء والمعتقدات والموقف الجمالي من الفن والواقع الموضوعي والدروس المخصصة, لذلك تضع نصب أعينها تكوين العقائد الحياتية والذوق الفني السامي لدى الأطفال, فترعى فيهم الإحساس بما هو رائع والقدرة على التحليل المستقل, طبعاً التثقيف السينمائي الموجه وجميع الأنشطة اللاصفية الأخرى يمكن أن تبلغ شأناً كبيراً في التقدم التربوي والوصول إلى نتائج إيجابية تهدف إلى تكوين الشخصية بشكل متكامل, إذا ما مورست هذه الأنشطة ضمن جماعات تشكلها المدرسة فالجماعة هي أحد أهم شروط التكاملية في نمو الشخصية. مقترحات أما المقترحات أكدها المحاضر في أكثر من سياق بضرورة دراسة المؤثرات (الجمالية- الطبيعية والفنية) الموجودة في واقعنا.. تحديثها وتطويرها من حدائق ومسرح و دور سينما ومراكز ثقافية ومعارض فنية ومتاحف وأماكن تراث, حيث اعتبر السيد المحاضر إنشاء أكاديميات للتربية الجمالية والفنون والنقد الفني أمراً في غاية الأهمية في مجال الاهتمام بالتربية الجمالية مضافاً إلى وجود التخطيط الإعلامي للارتقاء بالتذوق الفني والتربوي الموجه للطفل. أخيراً إنسان العصر الحديث أحوج ما يكون إلى التربية الجمالية لأنه بحاجة إلى الوعي الجمالي الذي يوقظ فيه الإحساس بالقيم والحق حيث يتم حشو أذهان الطلاب بالمعارف والمعلومات, وقلما نحرص على تزويدهم بالقدرة على الدهشة والإعجاب و التفتح الوجداني, فالتربية عن طريق الفن الجمالي هي تربية على طريق الإبداع والتربية على طريق الإبداع سواء استخدم في الفن أو العلم فإنها تعني تربية من أجل المستقبل الأفضل لمجتمعنا
|