أين تقع مملكة قطنا-المشرفة? ومتى بدأت التنقيبات في هذا الموقع?
تقع مملكة قطنا -المشرفة شرق مدينة حمص على بعد 17كم وتبلغ مساحة الموقع 100 هكتار, وقد بدأت التنقيبات الأثرية في هذا الموقع في عشرينيات القرن الماضي على يد الكونت ميبوي بويسون, وفي عام 1994 باشرت في هذا الموقع بعثات وطنية متتالية, وفي عام 1969 بدأت أعمال البعثة السورية الألمانية الايطالية في هذا الموقع, ومن أهم المكتشفات الأثرية منشآت سكنية تعود لمنتصف الألف الثالث قبل الميلاد والعصر البرونزي الحديث 1400-1300 قبل الميلاد, ثم منشآت عصر الحديد, ومن المكتشفات الهامة في هذا الموقع كنوز المدفن الملكي الذي عثرت عليه البعثة الألمانية بالتعاون مع الكادر الوطني السوري وعثرت بداخله على حوالى 2700 قطعة أثرية متنوعة منها الحلي الذهبية والفخار واللازورد والعقيق والعاج إضافة إلى التوابيت الفخارية التي كانت تضم بداخلها معازب الأسرة الملكية
كما ضم هذا المدفن تمثالين لملكين منحوتين من الحجر بوضعية الجلوس والمدفن مقسم من الداخل لمجموعة من الغرف وبعد دراسة وتصنيف لهذه القطع تم التحضير لإقامة هذا المعرض.
هل عرضت جميع القطع في هذا المعرض?
لقد شمل المعرض 100 قطعة أثرية فقط, عرضت بعض الرقائق الذهبية التي تشير إلى بعض الآلهة والحلي والأختام الاسطوانية وقطع مصنوعة من العقيق واللازورد وأهم المشاهد التي نقشت على هذه القطع صور ملوك وزخارف هندسية ونباتية إضافة إلى مجموعة من الميداليات الذهبية المصنوعة من رقائق الذهب على شكل دوائر كانت توضع على الثياب وأغطية ذهبية لصناديق صغيرة, إضافة إلى رأسي بطتين مصنوعتين من الذهب عليهما تأثيرات مصرية, مايدل على وجود علاقات حضارية كانت قائمة بين مملكة قطنا وممالك مصر, ومن المكتشفات الهامة المعروضة في هذا المعرض العقد الثلاثي المصنوع من الذهب واللازورد والعقيق وحجر الستياتيت وكان يوضع على الخصر, وآنية من العقيق تدل على فن نحتي متطور ومجموعة من اللقى العاجية وفي مقدمتها آلة موسيقية ربما الناي وهذه أول مرة تعرض قطع حية حقيقية في المتحف الوطني نفذتها أيادٍ وطنية قامت بتنسيق العرض المتحفي ووضع الشروحات باللغتين العربية والفرنسية, إذ شارك في تصميم العرض مجموعة من المتخصصين العاملين في المديرية العامة للآثار والمتاحف,و سيستمر المعرض لمدة شهر كامل وستتحول هذه القاعة إلى قاعة الذهب في المستقبل القريب.
ما أهمية هذه المكتشفات تاريخياً وسياحياً?
دلت هذه المكتشفات المعروضة التي تعود لفترة البرونز الحديث بأنها أضاءت على هذه الفترة وعلى الوضع السياسي والاقتصادي الذي كانت تتميز به مملكة قطنا وقد أعدت البعثة المشتركة دليلاً لهذا المعرض ببادرة الدكتور ميشيل مقدسي والألماني بيتر بنالنزر- والايطالي موراندي وسيكون هناك مهرجان دولي في مدينة حمص حول قطنا ¯ المشرفة وستضم الفعاليات محاضرات ومعرض صور واحتفالية افتتاح بارك أثري في الموقع بمشاركة أعضاء البعثة المشتركة, وهذا بالطبع يساهم في تشجيع الحركة السياحية خاصة أن المعرض مفتوح أمام الزائرين وبشكل مجاني, وقد أشاد الكثير من الأجانب والعرب بالأهمية التاريخية لهذا الكنز, ولدينا في شهر آب افتتاح كبير لقاعة المومياءات والأجهزة السمعية البصرية المتطورة في متحف تدمر حيث يستطيع الزائر الأجنبي أن يحدد اللغة التي يختارها لسماع الشرح المفصل عن الآثار بمتحف القطر.