لكن محللين سياسيين اسرائيليين يقولون ان شهر العسل الذي تشهده العلاقات الاسرائيلية - الفرنسية سيكون مؤقتا, مرجحين ان تعود الخلافات بين البلدين الى سابق عهدها من التوتر بعد تنفيذ فك الارتباط.
لقد ساهمت وسائل الاعلام الاسرائيلية في كسب شارون للرأي العام من خلال التشديد على ان خطتة لفك الارتباط ادت الى انهاء عزلة اسرائيل في المحافل الدولية وفي اوروبا, ومن ضمنها فرنسا التي منعت شارون من زيارتها خلال السنوات الاربع الماضية, وهو ما عكسته الصحف الاسرائيلية الصادرة صباح الخميس الماضي .
من جهتها وصفت صحيفة معاريف استقبال شيراك لشارون ب¯ شهر العسل فيما وصفت يديعوت احرونوت ذلك ب¯ بداية صداقة رائعة , أما هآرتس فقالت ان شارون حظي باحترام بالغ, حتى ان استقبال الرئيس الامريكي جورج بوش لشارون في مزرعته الخاصة هذا العام لم يصل الى تلك الحفاوة . وتظهر التقارير المنشورة في الصحف الاسرائيلية الصادرة ان مراسليها تلقوا ارشادات ومعلومات حول المباحثات بين شارون وشيراك من مسؤولين مقربين من شارون, ولذلك تضمنت جميع هذه التقارير معلومات شبه موحدة. وطالب شارون الرئيس الفرنسي بممارسة نفوذه في لبنان وايران من اجل الضغط على حزب الله ومنعه من تسخين الحدود اللبنانية- الاسرائيلية اثناء تنفيذ فك الارتباط. ونقلت الصحف الاسرائيلية عن شيراك رده على شارون بان حزب الله هو عامل يدفع نحو الاستقرار في لبنان , وان المشكلة تكمن في سورية . واضاف شيراك بحسب المصادر المقربة من شارون ان ايران منشغلة الآن في اجراء محادثات مع المجتمع الدولي حول برنامجها النووي وهي ليست معنية في فتح جبهة اخرى, بينما ترزح سورية الان تحت ضغوط كبيرة وقد تطلق النار في جميع الاتجاهات حسب زعمه.
وتطرق الرئيس الفرنسي ورئيس الوزراء الاسرائيلي بشكل مقتضب الى العلاقات الفلسطينية- الاسرائيلية.
ونقلت الصحف الاسرائيلية عن شيراك قوله ان الادارة الامريكية توجهت اليه طالبة منه طرح موضوع تعزيز قوة الاجهزة الامنية الفلسطينية التي تفتقر الى وسائل دفاعية امام شارون, وان تسمح اسرائيل بتزويد اجهزة الامن الفلسطينية بالذخيرة. يذكر ان شارون كان قد رفض طلبا مماثلا تقدمت به وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس خلال لقائهما في مزرعة شارون الخاصة . ورفض شارون امس ايضا طلب الرئيس الفرنسي في هذا الصدد, قائلا يوم السبت الماضي قتل زوجان اسرائيليان (في عملية اطلاق نار في قطاع غزة) وكان احد مطلقي النار عنصرا في الشرطة الفلسطينية يرتدي زي الشرطة . واضاف لماذ نعطيه (لمحمود عباس) ذخيرة?
اضاف لديهم ما يكفي من الاسلحة, ربما ليست بايدي (وزير الداخلية الفلسطيني) نصر يوسف, لكن ليجمعوا (الاسلحة) من اماكن اخرى في اشارة الى الفصائل الفلسطينية المسلحة. ووصف شيراك خطة فك الارتباط بانها فرصة تاريخية وفي الوقت ذاته لفت الى وجوب قيام دولة فلسطينية .