وإذا كانت الحرية والتخريب نقيضين لا يلتقيان فعن أي حرية يتحدثون؟هل هي باستهداف القطارات الآمنة؟ أم حتى بتفجير خط نقل النفط بتلكلخ؟.
التخريب ورقة جديدة من أوراق المؤامرة يراهن عليها الأميركي والأوروبي والإسرائيلي في الخارج وعملاؤهم في الداخل،فهم لم يتعلموا الدروس من أخطائهم بعد ولم يقتنعوا حتى الآن أن سورية عصية على الغزاة مهما بلغ جبروتهم كما أنها منيعة على أجندتهم السوداوية مهما شُيطنت فصولها،نسوا أن العديد مروا من هنا،جاؤوا إلى سورية واهمين بأنها سترضخ لإمرتهم غير أنها أثبتت على مر العصور والأزمان أنها باقية وصامدة وشامخة وهم إلى زوال.
سورية اليوم تخوض معركة مصيرية بين قوى الحق وقوى الظلام، والسوريون الآن يطالبون بالحسم وباستئصال هذا الورم السرطاني الخبيث الذي يتغلغل ويتفشى في البنيان السوري وبات يستنزفه ويهدد بقاءه وذلك تحت ستار ما يسمى المعارضة والتي تنفذ مخططات إرهابية على الأرض بضوء أخضر وتمويل وسلاح أجنبي،بل إن الفرز لأولئك الذين يتلطون بستار الحرية بات واضحاً فهناك من غُرر به بالدولار،وهناك من غُيب بحجاب الدين،وهناك من صب جام فشله على بلده وحمّلها مسؤولية استهتاره وطيشه وما آلت إليه حاله،وهناك راكبو الأمواج،وفي الوقت ذاته هناك الشرفاء أولئك الذين يحرصون على البيت السوري وينادون بحل أزماته في الداخل.
أوليست سورية وطننا؟أوليس الاحتلال بكل أشكاله وجنسياته عدونا؟إسرائيل تقمع المتظاهرين المنددين بجدار الفصل العنصري بكل وحشية فيما الأمم المتحدة تبحث نهب أموال ليبيا ومنحها للمعارضة التي ترتهن للمصالح الأميركية والأوروبية، أما الناتو فيمعن في تدمير البنى التحتية الليبية في انتهاك فاضح لكل القيم والقوانين الدولية دون أن يحرك أحد ساكناً ليتحول الغرب ومنظماته الدولية إلى سلاح مهمته تمريغ كرامة الإنسان،والسؤال الآن هل هذا هو السيناريو الذي يريد البعض أن تصل إليه سورية بتسليمها لقمة سائغة إلى دول اعتادت أن تقتات من جثث الأبرياء ودمائهم، دول كانت ولا تزال تعزف على وتر المذهبية لتقسيمنا حتى نذعن وندخل إلى حظيرة الاستسلام؟ولكن خاب كل من توهم أن باستطاعته أن يكبل سورية ويضع الأغلال في أعناق أبنائها فهي كانت وستظل عنواناً للعنفوان والتحدي... إنها شمس لن تأفل أبداً.