تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


لوحة للرسام الإنكليزي ميليه في المزاد العلني

عن: Paul Fraser Collectibles
ثقافة
الأثنين 1-8-2011
ترجمة: ريما الرفاعي

في إطار عزم مجلس بولتون للفنون بيع جزء من مجموعته الفنية الكبيرة في غضون الأشهر القليلة المقبلة، تعرض لوحة الفنان البريطاني ميليه «المسرنم» للبيع في بونهامز خلال أيام،

ويتوقع أن يصل سعر اللوحة إلى مئة الف جنيه استرليني.وكان المجلس قد اشترى هذه اللوحة بمبلغ 400 جنيه استرليني في صالة مزادات سوثبي في عام 1969.‏

وميليه (1829 1896) هو رسام إنكليزي ساعد في تأسيس جماعة قبل الرافيلية عام 1848. وتكونت هذه الجماعة من الشعراء والرسامين الذين كانوا ينادون بأن يقدم الفن رسالة أخلاقية من خلال الموضوعات الراقية. وتدور معظم رسوماته حول موضوعات أدبية أو دينية. وقد رسم صورا مفصلة وواقعية بأسلوب ما قبل الرافيلية حتى حوالي 1857، ثم اتجه لرسم صور عاطفية وشخصيات انكليزية بارزة في عصره، وأنجز رسومات للكتب والدوريات.‏

ولوحة المسرنم ستكون علامة بارزة في مزاد بونهامز للوحات القرن 19 في منتصف الشهر القادم في لندن.ويعتقد أن رواية «ويلكي كولينز» التي نشرت عام 1860 والتي كان لها شعبية كبيرة آنذاك، كانت الملهم لميليه في رسم لوحته «المسرنم» عن امراة تمشي أثناء نومها.‏

عند الانتهاء من اللوحة عام 1871، علقت عليها شبكة أخبار لندن للرسوم بالقول: «الخطر في اللوحة أن المرأة تمشي بعينين واسعتين مفتوحتين غافلة على حافة منحدر بحري».ويبدو أن ميليه في عمله هذا قد تأثر بالفنان الاميركي ويسلر.‏

ولد ميليه في في ساوثهامبتون في انكلترا عام 1829، من عائلة معروفة في جيرسي. وقد مكنته موهبته الفنية من حضور المحاضرات في الأكاديمية الملكية للفنون حين كان في الحادية عشرة من عمره، وانتخب رئيسا للأكاديمية الملكية عام 1896.وقد التقى حينذاك مع ويليام هولمان هانت ودانتي غابرييل روسيتي وكانوا ينادون بأن يقدم الفن رسالة أخلاقية من خلال الموضوعات الراقية، و أسسوا جماعة قبل الرافيلية في أيلول 1848 في منزل عائلته في شارع غاور، قبالة ساحة بيدفورد.‏

وكانت لوحة ميليه «المسيح في بيت والديه» (1850) مثيرة للجدل لما فيها من تصوير واقعي للطبقة العاملة الكادحة في ورشة نجارة. وأعماله اللاحقة كانت أيضا مثيرة للجدل. وقد حقق نجاحا شعبيا من خلال لوحته «هاجينوت» (1852) التي صورت زوجين شابين على وشك أن ينفصلا بسبب النزاعات الدينية. وتكرر هذا الموضوع في وقت لاحق في أعمال كثيرة. ورسم جميع أعماله الاولى مع الاهتمام الكبير بالتفاصيل، و التركيز على الجمال وتعقيد العالم الطبيعي. وفي لوحات مثل اوفيليا (1852) أنشا ميليه السطوح التصويرية الكثيفة والموضوعة على أساس التكامل بين العناصر الطبيعية.‏

وقد عمل الناقد جون روسكين على تطوير هذا النمط، ودافع عن جماعة قبل الرافيلية ضد منتقديهم. وقد أتيح لميليه من خلال صداقته مع روسكين أن يتعرف على إيفي زوجة روسكين. وبعد فترة وجيزة من لقائهما أصبحت ايفي «مودل» للوحته «أمر إطلاق سراح». وخلال رسم ميليه لإيفي وقعا في الحب. وعلى الرغم من أن ايفي كانت زوجة روسكين لعدة سنوات، إلا أنها كانت لا تزال عذراء. أدرك والداها ان هناك أمراً ما خاطئ في علاقتها مع زوجها فشجعاها على الانفصال عنه. وفي 1855، تزوج ميليه من إيفي بعد أن انفصلت بشكل رسمي عن روسكين. وكان لميليه في نهاية المطاف ثمانية أطفال من ايفي. وأصبح ابنهم الأصغر جون جيلي ميليه فنانا بارزاً متخصصا بالطبيعة و الحياة البرية.‏

بعد زواجه بدأ ميليه الرسم وفق إطار أوسع نطاقا،فما كان من روسكين الا ان ندد به واعتبره «كارثة». وقد قيل إن هذا التغيير في نمط ميليه نتج عن حاجته الى زيادة انتاجه لدعم مصاريف عائلته المتنامية. كما اتهمه بعض النقاد غير المتعاطفين معه مثل ويليام موريس بأنه يسعى لتحقيق الشهرة والثروة. ومن جانبه، كتب ميليه مقالة بعنوان «أفكار عن الفن اليوم» (1888) أوصى فيلاسكيز ورامبرانت باعتبارها دليل عمل للفنانين. وتظهر لوحات مثل «عشية سانت اجنيس» بوضوح حواراً بين الفنان وويسلر، الذي ايد ميليه عمله بقوة. و لوحات أخرى من أواخر خمسينيات وستينيات القرن الثامن عشر تظهر جوانب «الحركة الجمالية» من عام 1862.‏

انتخب جون ايفرت ميليه كعضو منتسب للأكاديمية الملكية للفنون في عام 1853، ثم انتخب عضوا كامل العضوية في الأكاديمية، التي كان فيها من أبرز وأنشط الأعضاء. وبعد وفاة اللورد لايتون عام 1896، انتخب ميليه رئيسا للأكاديمية الملكية، لكنه توفي لاحقا في العام نفسه جراء سرطان الحنجرة. ودفن في كاتدرائية القديس بولس.‏

بعد وفاة ميليه ترأس أمير ويلز (الذي أصبح في وقت لاحق الملك ادوارد السابع) لجنة النصب التذكاري، من أجل إقامة تمثال للفنان. وتم وضع هذا التمثال في واجهة المتحف الوطني للفن البريطاني.‏

في 1953، حاول مدير تيت نورمان ريد إزالة التمثال ووضع تمثال آخر لاوغست رودان، لكن جهوده أحبطت من الجهة المالكة للتمثال وزارة الأشغال. وفي عام 2000، تحت رئاسة ستيفن دوشر انتقل التمثال إلى الجزء الخلفي من المبنى.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية