وعلى مدى ستة عقود بقي الجيش العربي السوري يمارس مهامه بحرفية واقتدار ومسؤولية عالية مستمدا قوته من الحالة الشعبية التي منحته ثقتها في جميع ايامه ووقفت خلفه تسانده وتمده بالابناء ليبقى قادرا على مواجهة الاعداء ودرء الاطماع التي لا تنقطع على سورية والامة العربية.
وأعطى النهج القومي لسورية منذ فجر الاستقلال بعداً قومياً للجيش العربي السوري فقضية فلسطين هي قضيته الاولى لانها قضية العرب الاولى وكان له في لبنان ايام خالدة في البطولة حتى بات شوكة في حلق المتآمرين على الامة والطامعين بثرواتها.
ولان سورية في قلب الامة فقد كان على جيشها كما على جميع مؤسساتها تحمل تبعات هذا الموقع الحساس فكل من يرد النيل من الامة عليه ان يستهدف سورية التي وضعت نصب عينها حرمة الارض العربية وجعلها عصية على الاعداء.
شارك بالتصدي للعدوان الثلاثي على مصر
ودفعت عقيدة الجيش العربي السوري القومية به إلى المشاركة في حرب الانقاذ عام 1948 بقيادة فوزي القاوقجي ووجد نفسه حاضرا في التصدي للعدوان الثلاثي على مصر عام 1956 وكان للطالب الضابط جول جمال بصمة كبرى عندما واجه بطراده الصغير اعتى البوارج الحربية الفرنسية انذاك والى عام 1967 ينقلنا مشهد البطولة فرغم التامر عليه وحجب السلاح عنه.
كبد العدو الإسرائيلي خسائر فادحة
إلا ان هذا الجيش العربي كبد العدو الاسرائيلي خسائر فادحة وخاض معه بعدها حرب استنزاف طويلة توجت بانجاز حرب تشرين التحريرية عام 1973 بالتنسيق مع الجيش المصري العريق والتي اجتاز خلالها ابطال جيشنا خط الون العسكري الذي كان يوصف بأقوى دشمة عسكرية برية في وقته وبنفس الوقت كان ابطال الجيش المصري ينجزون العبور المائي الاعظم في التاريخ ويخترقون خط بارليف.
وعندما يئست اسرائيل من اختراق الجبهة السورية عبر جبهة الجولان السوري المحتل حاولت الالتفاف عليها عبر لبنان الشقيق وسعت لجعل الاراضي اللبنانية نقطة ارتكاز توجه منها الطعنات للجسد السوري وتؤلمه وتكررت الاجتياحات الاسرائيلية بدءا من عام 1976 إلى عام 1982 وتحول لبنان إلى ساحة تستغلها اسرائيل لتنفيذ مخططاتها في المنطقة بعد ان نجحت باشعال الحرب الاهلية فيها لياتي دور الجيش العربي السوري الذي دخل لبنان بطلب مباشر من الدولة اللبنانية.
أنقذ لبنان من الحرب الأهلية
ونجح الجيش العربي السوري في انقاذ لبنان من الوقوع في هاوية الحرب الاهلية واستطاع خلق نواة حقيقية للممانعة في لبنان قامت على ثلاث ركائز هي الجيش والشعب والمقاومة اثبتت قدرتها لاحقا على التصدي للاطماع الاسرائيلية ومواجهة جيش العدو ومشاريعه.
وبقي الجيش العربي السوري مؤمنا بقيمه العربية ووضع نصب عينه تحرير الجولان السوري المحتل كمنطلق لتحرير بقية الاراضي العربية المحتلة ولم يتخل الجندي السوري يوما عن حلم تحرير القدس ليكرس بذلك مقولة ان جيش سورية هو جيش العرب.
وعندما ادرك المتآمرون على سورية قوتها ومنعتها وايمانها المطلق بهويتها العربية سعوا للتآمر عليها من الداخل وبث التفرقة بين ابنائها لاشغالها عن اهدافها القومية ومجددا اثبت الجيش العربي السوري وطنيته واستطاع ان يجمع السوريين حوله ويطمئنهم مجددا بانه متماسك وقادر على تحصين الوطن وحمايته من المتآمرين الذين يعملون باجندات خارجية.
تصدى للمؤامرة التي
تتعرض لها سورية بأقل الخسائر
وعززت الاحداث الاخيرة التي شهدتها سورية ثقة السوريين بجيشهم العقائدي الذي بادر لحماية المواطنين والمؤسسات العامة والخاصة وبسط سيطرته على الارض بجدارة معتمدا سياسة الاقتراب من الشعب والتواصل معه ومكافحة الجريمة والتصدي للمؤامرة باقل الخسائر وقدم في سبيل ذلك التضحيات الجسام من دماء ضباطه وصف ضباطه وأفراده.
وعلى امتداد ساحة الوطن آمن السوريون بقدرة جيشهم على صون الامن والاستقرار وتوفير الحماية لجميع ابناء الوطن ورحبوا به في بلداتهم وقراهم وسهلوا مهماته وتعاونوا معه.
وأجمعت اراء مختلف الفعاليات الشعبية والاهلية في محافظة حلب على أهمية الدور الوطني للجيش العربي السوري والتزامه بالمهام المنوطة به في الحفاظ على مصالح الوطن والمواطن.
إجماع وطني على دور الجيش
كأحد أهم مرتكزات الوحدة الوطنية
وأوضح معن الحسن الباحث في مجال العلاقات الدولية والسياسية ان هناك اجماعا وطنيا على دور الجيش العربي السوري كاحد اهم مرتكزات الوحدة الوطنية وقدرته على الخروج الامن من الازمة والاستمرار في مواجهة المخاطر الخارجية المحدقة بالبلاد تحت شعار الشعب والجيش للدفاع عن كرامة الوطن والمواطن.
ولفت الحسن إلى التاريخ العريق للجيش السوري الذي عاصر مآثرة الشهيد يوسف العظمة مع جماهيرنا الابية في مواجهة قوى الطغيان والغطرسة وخاض معركة ميسلون المشرفة وتبين أن الجيش بنظر الشعب عنوان للكرامة الوطنية وموضع الامل والثقة بتحرير الارض وحماية الاستقلال الوطني من كل المؤامرات الخارجية.
واعتبرت الدكتورة سالبي تلاتين ان الجيش وجد لحماية الوطن والمواطنين لاسيما في هذه الاحداث فعندما يشعر المواطن بالخوف يلجأ اليه لكونه يتحمل المسؤولية الوطنية والاخلاقية والمجتمعية في الدفاع عن أفراد الامة مضيفة انه مؤسسة تضم افرادا من كافة شرائح الشعب السوري لذلك يتوجب الوقوف إلى جانبه ودعمه ومساندته.
سياج الوطن وحاميه
بدوره أكد محمد زعزوع رئيس فرع معاهد حلب للاتحاد الوطني لطلبة سورية ان الجيش العربي السوري يشكل سياجا للوطن وحاميا له ولارضه ولافراد شعبه وهو جيش عقائدي تنتمي اليه كل الشرائح والفئات في المجتمع السوري موضحا ان الاعتداء عليه هو اعتداء على كامل الوطن كونه يمس احدى المؤسسات الوطنية التي يقع على عاتقها واجب الدفاع عن أمنه واستقراره والسهر على حماية حدوده وممتلكاته العامة والخاصة.
دخول الجيش إلى
المدن لحمايتها مطلب شعبي
وعبرت الفعاليات الرسمية والشعبية بحمص عن شعورها بالامن والامان لوجود الجيش وانتشاره في بعض الاحياء التي شهدت اعمالا ارهابية وعمليات خطف للمدنيين والعسكريين على حد سواء والتنكيل بالجثث من قبل بعض المجموعات المسلحة مؤكدة ان دخول الجيش اصبح مطلبا شعبيا هدفه ارساء الامن والسلم في المحافظة.
ويقول سليمان الرضوان نقيب المحامين بحمص انه وفقا لاحكام المادة 19 من قانون اصول المحاكمات الجزائية يحق للنائب العام وسائر موظفي الضابطة العدلية ان يطلبوا مباشرة معاونة القوات المسلحة لمساعدتهم مشيرا إلى ان سورية تتعرض اليوم لمؤامرة واحداث خطيرة نتجت عنها جرائم كبيرة سواء بقتل المواطنين والتنكيل بجثثهم او تخريب الاملاك العامة والخاصة والحاق الضرر بالاقتصاد الوطني عبر تعطيل الفعاليات الاقتصادية وسائر الاعمال ما استدعى تدخل القوات المسلحة لمؤازرة باقي القوي العامة بهدف ضبط الامن وردع المجرمين.
ولفت نقيب المحامين إلى ان الجيش هو جيشنا جيش الشعب والوطن ومهمته الاساسية حمايتهما وتدخله حصل لغاية وطنية نبيلة.
واكد المحامي اسامة الرجب ان المهام التي يقوم بها الجيش العربي السوري حاليا اعادت إلى المواطنين الشعور بالاطمئنان والراحة وهو عندما يقوم بذلك يؤدي دوره الوطني بكل اخلاص داعيا إلى الالتفاف حول الجيش الذي يشكل رمز الوحدة الوطنية.
واشار الرجب إلى التضحيات الكبيرة التي قدمها الجيش من ضباط وافراد في سبيل الوحدة الوطنية والحفاظ على كرامة المواطن السوري مستنكرا الادعاءات التي تبثها قنوات الفتنة حول هذه المؤسسة الوطنية والتي تدخل في سياق حملاتها ضد الشعب السوري.