تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الرئيس الأسد إلى قواتنا المسلحة في ذكرى تأسيس الجيش: جيشنا الحصن المنيع الذي حطم أحلام المعتدين ومشروعاتهم المشبوهة .. سنبقى أحراراً في قرارنا الوطني وأسياداً في علاقاتنا الدولية ونهجنا المقاوم .. تجسدون مواقف الشمم والكبرياء والإنتماء الخالص للوطن

دمشق - سانا
الصفحة الأولى
الاثنين 1-8-2011
وجه السيد الرئيس الفريق بشار الأسد القائد العام للجيش والقوات المسلحة كلمة عبر مجلة جيش الشعب الى ابناء قواتنا المسلحة بمناسبة الذكرى السادسة والستين لتأسيس الجيش العربي السوري جاء فيها:

إخواني رجال قواتنا المسلحة الباسلة ضباطاً وصف ضباط وافراداً وعاملين مدنيين..‏

أحييكم جميعا تحية المحبة والتقدير وانتم تجسدون مواقف الشمم والكبرياء والانتماء الخالص لبلدنا المفدى سورية العربية.. أم الابجدية الاولى ومهد الحضارة الانسانية.. ويسرني أن أشد على اياديكم فردا فردا.. وأقدم لكم أطيب الامنيات وأحر التهاني بمناسبة الذكرى السادسة والستين لتأسيس جيشنا العربي السوري الذي كان منذ اللحظات الاولى لولادته رمز الجيش الوطني الملتزم بقضايا الامة.. والمدافع عن حقوقها في مواجهة المخططات العدوانية التي تستهدف الحاضر والمستقبل.. وقد اثبت جيشنا العقائدي البطل عبر مراحل تاريخه النضالي انه الحصن المنيع.. والعرين الذي تتحطم على اقدام جنوده الميامين احلام المعتدين ومشروعاتهم المشبوهة.. لتبقى سورية بشعبها وجيشها انموذجا يحتذى في الوحدة الوطنية والمحبة والتآخي والعيش المشترك الذي نعتز به ونفتخر.. ونكمل الدرب معا نحو المستقبل المنشود.‏

وقال الرئيس الأسد:‏

اذا كان قدر سورية ان تكون في موقع القلب لهذه المنطقة الجيوستراتيجية من العالم فان ارادة ابنائها تأبى إلا أن تكون قلب الامة النابض بكل مقومات العزة والسيادة والكرامة والاباء.. واننا على يقين تام بأن تمسكنا بثوابتنا الوطنية والقومية يزيد حقد الاعداء علينا.. لكننا في الوقت ذاته على ثقة مطلقة بأننا قادرون بوعي شعبنا وبوحدتنا الوطنية ان نسقط هذا الفصل الجديد من المؤامرة التي نسجت خيوطها بدقة وإحكام بهدف تفتيت سورية تمهيدا لتفتيت المنطقة برمتها الى دويلات متناحرة تتسابق لكسب رضا من عملوا على تفتيتها.. وقد فات اولئك أن لسورية خصوصيتها الذاتية العصية على كل المؤامرات والمتآمرين.. وأضاف الرئيس الأسد:ان سورية العربية شعبا وجيشا وقيادة اعتادت ان تشيد الانتصارات.. وتلحق الهزائم بأعداء الوطن والامة.. ونحن اليوم اكثر تصميما على متابعة نهج الكرامة بخطا واثقة تستند الى القدرات الذاتية.. وتعرف كيف تفعلها لاضافة انتصار جديد.. وترك صناع الحروب وتجار الدم يجترون مرارة الهزيمة والخيبة والخذلان.‏

وتابع الرئيس الأسد: لقد أرادوها فتنة لا تبقي ولا تذر.. لكن الشعب العربي السوري كان اكبر من كل ما تم رسمه والتخطيط له.. واستطعنا معا أن نئد الفتنة.. وان نقف مع الذات وقفة جادة ومسؤولة تستكشف مواطن الخلل والوهن وتعمل على معالجتها.. وتفتح الآفاق الرحبة امام الاصلاح الشامل الذي انطلقت عربته ولن تتوقف رغم كل ما سخر ويسخر من طاقات مادية وتقنية ودبلوماسية واعلامية وعسكرية بهدف تمزيقنا والقضاء على المقاومة نهجا وثقافة وسلوكا.. ولن يكون مصير هذه الهجمة الشرسة افضل من مصير سابقاتها.. وجميع ابناء سورية الشرفاء على يقين بأننا سنخرج من الازمة أشد قوة واكثر حضورا وفاعلية اقليميا ودوليا.‏

وخاطب الرئيس الأسد القوات المسلحة بالقول: لقد أثبتم للعالم أجمع بأنكم الاوفياء لشعبكم ووطنكم وعقيدتكم العسكرية.. وما قدمتموه من جهد وتضحيات سيبقى موضع التقدير العالي والاعجاب الشديد بتماسككم وانضباطكم وحرصكم على تمثل القيم النبيلة للمؤسسة العسكرية التي لم تبخل يوما في تقديم الغالي والنفيس للحفاظ على امن الوطن والمواطن.. ويكفيكم فخرا ان دماءكم الطاهرة وجراحكم النازفة وصبركم وإقدامكم وتصميمكم على تنفيذ مهامكم المقدسة قد ازهر واثمر.. وقطع الطريق على اعداء الوطن.. واسقط الفتنة.. وحافظ على سورية وطناً أبياً عزيزاً يحتضن جميع ابنائه.. وقد عقدوا العزم على اكمال الدرب يداً بيد وكتفاً الى كتف في سبيل الحفاظ على الوطن وسيادية قراره الوطني الكفيل بتصدير نموذج سوري للحرية والديمقراطية والتعددية السياسية الكفيلة بإطلاق القدرات وتوفير الاجواء الملائمة لانطلاقة واثقة نحو مستقبل نصنعه بأيدينا.. ووفق قناعاتنا ومصالحنا.. لا وفق ما يريده اعداء الامة.‏

وأضاف الرئيس الأسد: يخطئ من يظن ان الضغوط وإن اشتدت.. والمؤامرات وإن تنوعت قادرة على ان تدفعنا للتنازل عن بعض حقوقنا ومبادئنا.. فايماننا بالسلام العادل والشامل.. وحرصنا على بلوغه وتحقيقه لا يعني قط التخلي عن ذرة تراب او قطرة ماء.. والجولان العربي السوري سيبقى عربياً سورياً.. وسيعود كاملا الى حضن الوطن الام سورية.. وسنبقى أحراراً في قرارنا الوطني.. وأسياداً في علاقاتنا الدولية ونهجنا المقاوم لاحلال السلام العادل والشامل وفق قرارات الشرعية الدولية التي تؤكد على الانسحاب الاسرائيلي من الاراضي العربية المحتلة حتى خطوط الرابع من حزيران 1967 .. ومن يراهن على غير ذلك يكن واهما.. فالشدائد تزيدنا صلابة.. والمؤامرات تزيدنا قوة.. والضغوط تدفعنا للتمسك اكثر بثوابتنا وحقوقنا العصية على التذويب او التهميش.. وابناء الرجال الذين صنعوا تشرين التحرير يعرفون كيف يشقون الطريق الى تشرين جديد.. وستبقى سورية رغم أنوف اعدائها رمزا للمحبة والسلام والامن والامان والاستقرار الذي يحافظ على هيبة الدولة وكرامة المواطن.‏

وقال الرئيس الأسد: أهنئكم ثانية بعيد جيشنا الباسل.. واقدر عاليا جهودكم وتضحياتكم وانضباطكم وحرصكم على تمثل الاخلاق النبيلة والمعاني السامية التي تجسدها المؤسسة العسكرية.. وهي تعيد البسمة للوطن والامل لابنائه.. وتتابع درب التضحية والفداء بهمة عالية وثقة مطلقة بالقدرة على اعادة الامن والطمأنينة الى ربوع وطننا الحبيب.‏

وختم الرئيس الأسد كلمته للقوات المسلحة بالقول:تحية الاكبار والاجلال لارواح شهدائنا الابرار الذين افتدوا سورية بدمائهم الطاهرة.‏

تحية لكل أم شهيد ولكل أسرة شهيد.‏

تحية لكم ولأسركم الكريمة التي اعتادت أن تتحمل كل الاعباء التي تفرزها طبيعة عملكم ومهامكم المقدسة.‏

تحية لشعبنا الأبي على امتداد ساحة الوطن الذي اثبت بوعيه الوطني انه الاقدر على الحفاظ على وحدتنا الوطنية وعيشنا المشترك.. واننا لعلى موعد مع نصر جديد.. ورسم معالم مستقبل باهر يتناسب مع طموحات شعبنا العربي السوري.‏

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.‏

الفريق بشار الأسد رئيس الجمهورية القائد العام للجيش والقوات المسلحة‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية