على نحو متوقع عبر منتخبنا إلى دور المجموعات في تصفيات المونديال , ووضعته القرعة في مجموعة حديدية , تبدو فيها الآمال مشوبة بالكثير من التوجس والحذر !! فالكلام النظري
يوحي أن منتخبنا هو الأضعف في مجموعته ! وأن الوصول إلى الدور الحاسم من التصفيات القارية مهمة محفوفة بالمخاطر والأهوال , وتحتاج إلى ما هو أبعد من التوفيق وحسن الطالع !
تحقق هدف مرحلي قصير الأجل , وعلى قائمة الانتظار مسؤوليات جسام , تتطلب ظروفاً و مناخات ومقومات وتحضيرات متباينة عن تلك التي حشدناها في أول طريق التصفيات , فملاقاة كبار القارة وعمالقتها يجعلنا أمام متطلبات متعددة , وإن بقي السؤال الملح: هل نمتلك إمكانات فنية مناسبة تتعلق بنوعية اللاعبين ومهاراتهم ومخزونهم البدني والتكتيكي ؟
ثمة من يعتقد أن التواجد في مونديال البرازيل , لا يعدو سراباً أو أضغاث أحلام , وربما بقي عقدة أو غصة لا تبارح الحلوق ,لظن يقيني أن كرتنا وإن لامست تضاريس النهوض والارتقاء , لكنها لم تبلغ سن الرشد والنضوج الذي يؤهلها للتطلع إلى هدف استراتيجي بهذا الحجم , يبدو نجمة في مجرة أخرى , ما استمرت كرتنا في سيرورتها المعهودة .
وعلى الطرف الثاني ينظر البعض بتفاؤل مفرط ورؤية طوباوية إلى إمكانية تجسد الحلم واقعاً ملموساً , بالنظر إلى انتفاء عنصر المستحيل في عالم المستديرة الساحرة ! وبين الفريقين من يشطح إلى تخوم الحلم الوردي الجميل , ثم لا يلبث أن يصحو على وقع الحاضر الذي تسير فيه الأمور وفق منحى الارتجال والعشوائية ؟!