لـ «ضرب» ليتنبه ويصبح على قدر المسؤولية.
وفي نفس الوقت نجد نفس الآباء يقولون نشعر بأنّ هذا الجيل «مسكين» لأن البكالوريا تشكل له «عقدة» ومن ثم الانتقال الى الجامعة واختيار الفرع الملائم، عدا عن اهتمامه بثقافة سطحية مصدرها التلفزيون والأغاني الخفيفة السريعة، ونجد أبناءنا يحبون على طريقة تلك الأغاني، وكأنهم يقولون كما أغاني هذه الأيام بلا لون، أو رائحة، أو طعم.. فبالضرورة حب هذه الأيام.. ومشاعر هذه الأيام بلا طعم.. أو رائحة.
ويضيف بعض الآباء أحيانا لاأميز ابني عن أصدقائه وكأنّهم «مستنسخون» بملابسهم وقصات شعرهم وأحاديثهم. واذا سألناهم يعتبرون ما يفعلونه في «أشكالهم» نوعاً من الفن.. ولكنه فن رديء لأن الفن ليس بشعاً إلى هذا الحد! ولايقف الأمر هنا فنجد الأهل يشتكون من الحب عند أبنائهم ويعتبرون أنه مجرد بضاعة، او حب سريع، مثل وجباتهم المفضّلة، والسريعة.
ويقولون ويقولون حتى يصلوا الى العطف على الجيل بأكمله وقول:»مسكين» هذا الجيل! لكن هل هذا صحيح؟ ومن هو المسكين الجيل أم الأهل ومن خلفهم المجتمع؟! ان الأبناء نتاج طبيعي للمجتمع، واذا كانت لدينا ملاحظاتنا الكثيرة على أبنائنا فنحن السبب وماعلينا الا الجلوس معهم طويلا والاستماع اليهم والنظر حولنا، فرغم الظروف الصعبة التي مررنا ولم نزل نمر بها؟ صدرت نتائج البكالوريا؟ وكانت أعداد المتفوقين تبعث على التفاؤل؟ والآن أعداد الذين يتقدمون للدورة الثانية تؤكد اصرارهم على النجاح والتفوق. كما أنهم لم يغيبوا عن أي مبادرة تؤيد الاصلاح وتؤكد على الوحدة الوطنية، وأينما نظرنا نجدهم في ورشات إما للعمل التطوعي، أو للتمكين والتدريب في مجال من المجالات المتعددة والمتنوعة.
قد يكون قلق الأهل مشروعاً، وبالمقابل تأثر الأبناء بمنتجات العصر ليس سيئا، لأنهم موجودون وفاعلون وما علينا الا اتاحة المزيد من الفرص لهم، لجيل الوجبات السريعة.
linadayoub@gmail.com