إبراز مالديهم من هواجس ورؤى وأفكار وتصورات.. كفاءات شابة التقيناها في المسابقة الوطنية لتمكين اللغة العربية التي أقامها اتحاد شبيبة الثورة بالتعاون مع وزارة التربية في مجمع صحارى بدمشق شارك فيها الطلاب المتميزون من مختلف المحافظات السورية.
-----------------------------------------
لغة الأجداد
يارا فؤاد يونس فرع حمص قالت: إن هذه المسابقة هي فرصة كبيرة بالنسبة لي لتفريغ محبتي وعشقي للغة العربية لأنها لغة الأجداد وهي عنوان الوحدة العربية ومن أهم مقوماتها ، هذه المسابقة فرصة لتطوير الموهبة التي منحني إياها الخالق سبحانه وتعالى، والأجواء كانت مريحة جداً وتحديداً معاملة الكادر التدريسي
والفرصة التي منحوها لنا في الحوارات والنقاشات فيما بيننا وبينهم، الطالب السوري بأمس الحاجة إلى مساحة من الحوار بين أقرانه ومع من هم أكبر منه سناً لتقارب المعارف وتوسيع دائرة الثقافة، وأضافت يارا أن نتائج المسابقة لاتهمنا.. الناجح نهنئه والراسب فيها لايقف عند هذا الحد بل يطمح إلى ترميم مافقده من معلومات ويثابر إلى فيها لايقف عند هذا الحد بل يطمح إلى ترميم مافقده من معلومات ويثابر إلى الأمام.
---------------------------------------
أقوى باللغة وأفيدها
أما علاء محمد إبراهيم فرع طرطوس فيقول: هذه المسابقة هي المسابقة الرائدة على مستوى سورية، إن كنا نحن نطمح الآن لأن نكون رواداً فيها فهي المسابقة الأولى للرائد، على مستوى المسابقات وعلى مستوى الوطن العربي في مجال تمكين اللغة العربية والحفاظ عليها من الاندثار بالتالي المسابقة تضيف كنزاً إلى معلوماتنا، فالحقيقة الأساتذة أحاطونا بالرعاية والحب وعاملونا كما يعاملون أولادهم لابل أكثر، وأضافوا إلى معلوماتنا الكثير، وعززوا لغة الحوار الذي جرى بيننا وبينهم وأيضاً قوى الشخصية القابلة للحوار المعززة بالمعلومات والمحصنة بثقافة اللغة العربية، وإن الجو التنافسي للغة يزيد من حالة الاهتمام بالثقافة، فمثلاً عندما أجد نفسي بين هؤلاء الأشبال الحقيقيين أنا أطمح إلى المزيد من المثابرة أكثر فأكثر بالنهاية أستطيع أن أقول: أنا استفيد من اللغة العربية وأقوى فيها وأيضاً أفيد اللغة العربية بخبرتي التي اكتسبتها.
--------------------------------------
انتماء وتاريخ
وبدورها أمل غانم سحلول فرع حمص قالت: اشتراكنا في المسابقة الوطنية لتمكين اللغة العربية يشرفنا لأنها لغة انتمائنا ولغة تاريخنا وحضارتنا.. فإذا رجعنا إلى التاريخ فإننا نرى أن الاحتلال العثماني عندما احتل بلادنا أول عمل قام به محاولة القضاء على اللغة العربية و هذا دليل قاطع على أهميتها.
إن هذه المسابقة قوت لغة الحوار وساعدت على زيادة معرفتنا وتكوين ثقافة متنوعة بعلوم مختلفة لأن الثقافة لاتأتي بالقراءة فقط وإنما بالحوار وتبادل الأفكار مع الآخرين، مادة اللغة العربية كمادة دراسية هي مادة متعددة الأبعاد مثلاً نحن يمكن أن نضيف في درس لغة عربية معلومة علمية، فالثقافة جامعة ولاتقتصر على قراءة الأدب والشعر لأن العديد من الأطباء هم شعراء لذلك المثقف يجب أن يفهم في كل شيء، في التاريخ والجغرافيا والحاسوب...
------------------------------------------------
العربية لؤلؤة مكنونة
والطالبة نور الأفندي فرع حلب ترى أن هذه المسابقة دفعت بنا إلى التميز وشجعت روح المنافسة والتحلي بالعزيمة والتعرف على أصدقاء من مختلف المحافظات ونبهتنا إلى أهمية المحافظة على اللغة العربية وإلى المخاطر التي تهددها عبر المصطلحات الدخيلة إليها، العربية رحمة ربانية لأنها لغة القرآن الكريم وكفانا فخراً أن اللغة العربية هي لغة أهل الجنة، فالعربية هي اللؤلؤة المكنونة في متحف مسطور في هذا العالم فإذا حافظنا عليها وصناها حافظت علينا وصانتنا، وكاقتراح لتطوير اللغة العربية علينا أن نعلم أولادنا منذ الصغر على التحدث باللغة الفصحى والنطق الصحيح سواء في كلام الأم والأب مع الطفل في البيت أو في المدرسة لأن الأسرة والمدرسة هي الأساس في تعلم العربية بالشكل السليم والصحيح ونحن نريد من كافة الأسر وكافة الطلاب في المدارس أن يقلعوا عن مفردات هاي باي.. نريد للغتنا أن تكون عامل قوة ووحدة للعرب جميعاً.
----------------------------------------
المسابقة مكنتنا من إقامة صداقات
بينما محمود الخليل رأى أن المسابقة الوطنية لتمكين اللغة العربية تكتنفها أجواء التفاعل الكبير بين الطلاب، أجمل مافيها تبادل الآراء والنقد والحوار. فمثلاً قالت زميلتي رأياً ثم قمت أنا بالتعقيب على رأيها ونقدته وهي بدورها أعادت النقد على الكلام المطروح بحق ماقالت، الشيء الممتع هو استماعنا إلى بعضنا البعض بكل رحابة صدر بحيث يمكن لي الاستفادة من رأيها وبالمقابل هي تستفيد من رأيي، الحقيقة هناك جو تفاعلي بين الطلاب يدعم التواصل الاجتماعي فيما بينهم وأيضاً هذه المسابقة مكنتنا من إقامة صداقات مع طلاب من مختلف المحافظات السورية.
-----------------------------------------
معاصرة وقابلة للحياة
والأستاذ حسام السعدي موجه لغة عربية يرى أن الفكرة من المسابقة هي التمكين للغة العربية وإيلاء اللغة اهتماماً كبيراً وفي هذه المسابقة أخذنا مسائل إجرائية كي لانبقى في مجال الشعار منها نريد أن نمكن لمهارات الطالب الكتابية ولمهاراته الشفوية بمعنى نريد إبداع طالب يتمكن من استخدام لغته استخداماً رائعاً والتعبير عن نفسه تعبيراً سليماً، لذلك المهارات الشفهية ركزنا عليها كثيراً في هذه المسابقة، خصوصاً في مسألة المقابلة الشفهية التي تقام بعد الاختبار الكتابي وقصدنا بالمهارات الكتابية كيفية التعامل مع النص وكيفية فهمه وأيضاً كيفية الدخول إلى بنيته الفكرية وإلى المشاعر العاطفية فيه، وإضافة إلى ذلك كيفية التعامل مع النص في ماوراء سطوره، والنظرة النقدية له وكيف يستطيع الطالب أن يتعامل مع هذه النظرة النقدية وأيضاً موضوعات كتابية، كل هذا نريد منه أن يرسخ شيئاً وينمي إبداع الطالب لكي يصبح ليس فقط يجيد لغته ويجيد استخدامها إنما أيضاً قادراً على إبداع شيء في لغته قد تكون شعراً أو مسرحاً أو رواية أو قصة أو...إن المفاجأة التي فوجئنا بها هي أنك عندما تعطي الطالب مساحة تعبير عن نفسه ستكتشف أنه يملك أعماقاً ثرية وهم يشكلون مفاجأة حقيقية في طريقة فهمهم للحياة ،للأشياء، وأيضاً للغتهم، أحد الطلاب يقول: إن الرواية العربية مقصرة عن الرواية الأوروبية (علاء إبراهيم) نحن نريد أن نرسخ في أذهان طلابنا هذه الرؤية النقدية نريد أن نحفظ لغتنا من الاندثار وبما يجعلها لغة معاصرة وقابلة للحياة.
--------------------------------------------
تعزيزها وتمكينها
أما عضو اللجنة العلمية معتز العلواني أشار: منذ عام 2007 أصدر السيد الرئيس بشار الأسد مرسوماً بتكوين لجنة لتمكين اللغة العربية ، هذه اللجنة لها لجان فرعية في أكثر من مؤسسة تعليمية على مستوى وزارة التربية ثم على مستوى المديريات وبدأت المسابقة برعاية اتحاد شبيبة الثورة وهذه المسابقة الثانية(المسابقة الوطنية لتمكين اللغة العربية) وفق ثلاثة مستويات المستوى الأول : على مستوى الرابطة ثم الفرع ثم على مستوى سورية ووصل المتسابقون إلى المرحلة النهائية ، وفي هذه المرحلة هناك برنامج يسمى التحفيز أي تحفيز القدرات وتعزيزها ، كل المتسابقين لديهم هذه القدرة ونحن نخضعهم للتسابق وليس للاختيار كما هو معروف ، الجميع لديه الكثير الذي يعطيه ويقدمه ، وإنما لابدّ من وجود فروق فردية أو تمايز بين فرد وآخر هذه الفروق ستظهر في مرحلتين المرحلة الأولى كتابية ثم الانتقال إلى المرحلة الشفهية ، تكمن أهمية هذه المسابقة الوطنية في تعزيز اللغة وتمكينها لدى المتعلمين والحفاظ على مابقي منها وترميم مابلي نتيجة الضغوط التي تواجهها من عولمة ولغات دخيلة ومن المعلوم أن هناك مليونين وتسعمئة ألف كلمة في اللغة العربية فهي ليست قاصرة على أن تستوعب شتى العلوم وعلى الرغم من ذلك نرى أن الكثيرين يميلون إلى استعمال لغات أخرى ، وهذا جانب خطير لكن الأخطر من ذلك هو سيطرة اللهجات العامية ولاسيما في مدارسنا.. المدارس التي لها دور كبير في تعزيز هذا الجانب وفي دعم هذه اللجنة لجنة تمكين اللغة العربية ، إذاً على مدرس اللغة العربية أن يتحدث بالفصحى ويكون قدوة .
---------------------------------------------
رؤية مبدع
يسرى ناصر شحود فرع درعا : تقول استفدت كثيراً من المعلومات التي قدمها الكادر التدريسي وتفاجأت بالثراء والغنى بالمعلومات عند زملائي الطلاب رأيت أنهم متفوقون في مجال معين وأنا بتواضع أقول حتى هذا التاريخ لم أستطع الوصول إلى هذا المستوى الذي لمسته عند البعض من زملائي الطلاب تحديداً فن الخطابة ومهارة إلقاء الشعر هناك تفاوت بين الطلاب ورغم ذلك هناك تفاعل وتناغم بين الطلاب ، بشكل عام أتيت إلى المسابقة ولم يكن هدفي الفوز بل كان ولايزال قطف ثمار العلم وأنا أؤكد أنني لا أستطيع الوصول إلى ماوصل إليه البعض من زملائي مهما فعلت، أنا افتخر بهم وحققت الهدف الذي أتيت من أجله .
د. سهيل الملاذي: جاءت هذه المسابقة استجابة لتوصية من اللجنة العليا للتمكين للغة العربية، حيث أوصت بالاهتمام بهذه الشريحة من الشباب وتمكينهم من لغتهم، اللغة بحد ذاتها متمكنة لكننا نحتاج أن تحتل دورها في حياتنا المعاصرة باعتبارها رمز هويتنا الوطنية ومن هنا جاءت المسابقة الأولى في العام الماضي حيث أفرزت تلك المسابقة مجموعة من المواهب والإمكانيات والكفاءات وخصوصاً في الفنون المتنوعة كالقصة والمقالة والشعر، في العام الماضي أقام الشباب بأنفسهم حوارات فكرية .
واستمعنا إلى آراء يمكن أن نقول إنها ناضجة جداً وتدل على أن هذا الجيل يستوعب العصر ويستوعب الثقافة ويحتاج إلى من يمكن له من أن يقوم بدوره في هذه الحياة وهذا المجتمع.
المسابقة الماضية تم على هامشها لقاء فكري ضم جميع الناجحين في المحافظات على مستوى الفروع وأقيم ذلك اللقاء في كلية العلوم السياسية وقد استمتعنا بما طرحه هؤلاء الشباب من آراء وأفكار ومن إنتاج أدبي متميز في تلك الفنون الأدبية ونحن نأمل لهؤلاء الشباب الذين فازوا في العام الماضي وفي هذا العام أن يحتلوا دورهم في مستقبل هذا الوطن، هذا اللقاء الذي يعقد الآن في دمشق دليل على أن وطننا بخير ولا يزال بخير.