حين علمت أنها تأخذني إلى عالم حتى أنا أخشى اختلاس النظر إليه...
أخشى عيون الصدفة...
في لحظة ضياع أبعدتني عن حبر المنطق المنسوج بكذبة القدر
شعرت كأنني أكسر مرايا ذاتي بغير قصد
أراها تجزئني
توقظ شعوراً لم يكن موجوداً في صفحات الماضي، بل هو حاضري الآن هو صفحاتي...
حاولت التخلص من قضبان وهمية قد طوّقت شيئاً أعجز عن تفسيره.
شيء ينقص من شخصيتي يكسر منطقها...
يسمعني أصواتاً شاحبة الصدى، بلا تفسير...
صباح بانعكاسات مشوهة...
أخاف مني حين أرى لنفسي عيوناً كثيرة
لم أسمح لمخيلتي أن تتصور أن الناس في الشارع لهم عيون كثيرة ووجوه أكثر.
كانت تشدني إلى أعماقها.... تحبسني في عالم ضيق أعجز فيه عن التنفس.
أعجز أن أحيا كما أريد، أن أغفل الواقع المشوه الذي طالما صنعته في تلك المرآة.
ألواناً... ألحاناً.. صوراً..
شظاياها تكاد تشعرني بالتفكك، بالعجز عن فهمها..
حين سمعت طرقة الباب ركضت. شعرت أنها منقذي. عدت إلى المنطق.
رأيت أخي يدخل وقد بدت ملامح الانزعاج على وجهه، كان يلوم نفسه على كسر هذه المرآة..
قلت له: أحمد الله أن لي عينين فقط.
فعلاً تلك المرآة جعلتني أفهم كل شيء إلا ملامحي.