من الجولان إلى غزة بطولة في عيد ميلاد
شباب 2011/8/1 سالي الحسين ـ القنيطرة شموع مشتعلة فوق قالب مزين أطفأتها دموعي فرحاً لنجاح مهمتي فلا أدري كيف قادتني تلك النار المشتعلة في شموعي الثلاث عشرة إلى تذكر
النار التي تحرق غزة فوجدتني أمتطي هذا القالب الذي تراءى لي دبابة مدججة بالأسلحة وأقلعت بها لا يراني أحد وعبرت المسافات واجتزت الحدود حتى وصلت غزة... نعم وصلتها لأدافع مع إخوتي في فلسطين
وأنتقم لهم من هذا الظالم المحتل الصهيوني الغاشم الذي لا يرحم لذلك فهو لا يستحق منّا الرحمة وأخذت أطلق صواريخي الثلاثة عشر التي حملتها دبابتي صاروخاً تلو الآخر ليمزق قلب كلّ جندي إسرائيلي حرق بطائراته ودباباته الأطفال والشيوخ والنساء الفلسطينيات... لقد كنت بارعة في الإطلاق وغير خائفة إلى أن انتهت ذخيرتي بعدها نزلت إلى الأحياء المدمرّة لأبحث عن المصابين الذين يملؤون المكان وأساعد من أستطيع وكان المشهد مؤلماً فهذا طفل قد تفتت جسده بقنابل حاقدة وتلك أم ماتت وهي تحتضن طفلها وذاك شيخ محي وجهه وتقطعت أوصاله تحت ركام بيته المهدّم... وعندها سمعت استغاثة طفل فأسرعت ألتقط مصدر الصوت ومددت يدي تحت ركام أحد البيوت وأخرجته وكان يبكي ويصرخ والجروح تملأ جسده.... أوصلته الى المشفى فضمدوا جراحه فقدمت له دميتي التي أهداني إياها أبي في عيد ميلادي لتعوضه عن ألعابه المحروقة في بيته المدمّر، لقد فرح بها وشكرتني عيونه الصغيرة ثم وزعت باقي ألعابي والهدايا وقطع الحلوى على باقي المصابين، أليسوا أطفالاً مثلنا لهم الحق في الحياة واللعب في وطن آمن... فجأة أيقظني صوت أمي: هيا اطفئي شموعك يا سالي لأعود من مهمتي. بدموع في عيني أطفأت شموعي وكلي فخر بما قدمته كطفلة صغيرة من الجولان الصامد لإخوتها في غزة الحبيبة.. حتى ولو كان في الخيال.
|