تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


السنونوة الشهيدة

ملحق ثقافي
2018/11/13
محمد خالد الخضر

لم تقترب من بيتنا

حطت بعيدا واستراحت‏‏

تلك السنونوة الحزينة ..‏‏

ثم عادت في المساء .‏‏

سقطت على الشباك تائهة ..‏‏

تعثر جنحها‏‏

نظرت لتسأل عن صبا‏‏

نظرت وفي العينين أوجاع الرجاء .‏‏

جنح مليء بالأسى‏‏

دام يحاول من جديد‏‏

جنح تكسره المسافة‏‏

واستراح على الحديد‏‏

شباكنا قرب الطريق بهفتين بلا منافع‏‏

قد ضيعت تلك السنونوة الحزينة .‏‏

بعض آمال المواقع .‏‏

قالت هناك مرابضون ..‏‏

بلا نوافذ والبيوت يتيمة‏‏

لم يبق مكتبة هناك‏‏

ولا محاجر .‏‏

ليس في الجبل الأشم رسائل‏‏

أو مسامع .‏‏

حتى ولا فيه مدامع .‏‏

تلك السنونة الصغيرة .‏‏

حين حطت في المرابع .‏‏

كانت صبا طفلة .‏‏

قد أطعمتها حين جاعت .‏‏

بعد أن جاء الجراد وغادرت‏‏

تلك السنونوة الحزينة ..‏‏

عندما عطشت ..‏‏

تبرأ كل سكان المكان‏‏

فلا صبا كانت ولا في بيتها نهلة .‏‏

يا نهلة الظمآن ..‏‏

كان الأخل في البيت الكريم .‏‏

كم مرة حط الضيوف ..‏‏

فهل نعود ..‏‏

وعمرنا يمضي إلى العهد القديم .‏‏

كنا حماة الضيف والأطيار‏‏

آه يا سنونوتي الحزينة سامحيني .‏‏

سوف يقتلني حصاري .‏‏

ودعتها‏‏

ماتت ..‏‏

وضقت بجثة‏‏

كبرت وصارت مثل دنيا ..‏‏

مثل أحلام البيادر ..‏‏

والخريف ..‏‏

ومثل أحلام المدارس‏‏

حين تفرح بالصغار .‏‏

إلا أنا‏‏

قلبي تحول ثم طار إلى المدى‏‏

مثل السنونوة التي ماتت‏‏

لتسكن في الديار‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية