تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


أول الكلام ..حوار مفتوح

ملحق ثقافي
2018/11/13
عقبة زيدان

تتوقف الكلمات عن فاعليتها عندما لا تجد من يستمع إليها أو يعمل بها أو تدخل في حوار جاد. ولا يجب أن يكون طرح الرأي الآخر يستدعي عزلاً أو هجوماً سافراً،

فمن الطبيعي والمنطقي أن أجد رأيي لا معنى له ويمكن تغييره في لحظة واحدة، وهذا انتصار حقيقي للعقل، وتتويج له، حتى وإن كنت المغلوب. مع أنه في الحقيقة، لا يمكن لأيّ منا أن يدفع الثمن في حال كان على خطأ، بل على العكس تماماً، سيكون من أكبر الرابحين والمستفيدين.‏

أفق المعرفة مفتوح، ولا يمكن للإنسان، مهما علا شأنه، أن يكتفي منها. وأفق العقل مفتوح، ولا يستطيع أعظم مفكر في التاريخ أن يستحوذ عليه.‏

التعريف البسيط للعقل هو أنه أعدل الأشياء توزعاً بين الناس. وقد عرفه أيضاً ديكارت بالحس السليم أو الصواب. فالعقل هو أداة إنسانية كونية للتفكير والبحث عن الحقيقة. ويفترض بهذا العقل أن يتسامح أثناء اتهامه بعطالته، لأن في هذا التسامح تكمن قدرته على التجاوز والتغيير.‏

في اليونانية يسمى العقل لوغوس، أي الربط والجمع بين الكلمات وبين الأفكار. وفي اللاتينية يعني العقل نسقاً من الأفكار المتماسكة غير المتناقضة، المرتبطة حسب استدلال منتظم.‏

يعلن هيدغر بحماس لا مثيل له تأييده للديكارتية قائلاً: (إن القنبلة الذرية انفجرت في الكوجيتو الديكارتي). ويوضع اعتراف هيدغر هنا في خانة الانتصار للعقل، وفي الوقت نفسه يمكن اعتباره مجرد حماس لا يقدم ولا يؤخر.‏

قليلون عندنا الذين يقبلون انتقاد مؤلفاتهم، أو الإشارة إليها من دون تبجيل كبير، وهم أيضاً يطالبون على الدوام بالحوار والانفتاح على الآخر. وهذا – وإن كان شبه هجوم – يعدّ تهميشاً للعقل وهدراً له وإقصاء لأصحابه. والواقع يدلنا أنه لا توجد أعمال كاملة أو نهائية، بل هي مجرد نصوص قابلة للإضافة أو الحذف المستمرين.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية