تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


هل تعرقل واشنطن قرار إعلان الدولة الفلسطينية؟

شؤون سياسية
الخميس 4-8-2011
غالب حسن محمد

أسابيع قليلة تفصلنا عن السفر إلى الأمم المتحدة من أجل الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة على حدود/1967/ هذا الخيار الذي جاء رداً على التعنت الإسرائيلي،

وعلى استمرار الاستيطان داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، في مواجهة هذا الطلب تتواصل الضغوط والتحركات العالمية لمنع القيادة الفلسطينية من الاستمرار في هذا التوجه، ودفعها مجدداً إلى المفاوضات العبثية مع الكيان الصهيوني المتغطرس.‏

وفق التصريحات العالمية الرسمية والمعلنة، نلاحظ تأييداً دولياً متزايداً لخيار طلب الاعتراف بالدولة الفلسطينية، ولكن يجب عدم الذهاب بعيداً في التفاؤل، لأن الانحياز من قبل كثير من الدول الفاعلة على الأرض لـ« اسرائيل» قد يؤثر في المنظمة الدولية، وقد يفرغ القرار من مضمونه ويجعله حبراً على ورق كما العديد من القرارات الدولية المتعلقة بالقضية الفلسطينية.‏

في المقدمة يأتي الدور الأميركي في قضية الانحياز السافر لدولة العدوان، وقد ظهر هذا الموقف جلياً في تراجع زعيم البيت الأبيض الرئيس أوباما عن مواقفه منذ أن دخل البيت الأبيض منذ عام /2009/‏

وكماكل أسلاف أوباما من الجمهوريين والديمقراطيين جاء موقفه المنحاز للكيان الصهيوني خلال اجتماع الرباعية الدولية الخاصة بالقضية الفلسطينية قبل نحو أسبوعين، حيث أخفق هذا الاجتماع في تحريك عملية التسوية السياسية في المنطقة، رغم كل الجهود التي بذلت من قبل أعضاء الرباعية.‏

لقد كان الصمت سيد الموقف من قبل اللجنة الرباعية، في مقابل الصلف والغطرسة والتجبر الصهيوني المتمثل في موقف رئيس وزراء الكيان الصهيوني وأركان حكومته من الأحزاب اليمنية المتعجرفة. وبدا الأمر وكأن هذه اللجنة عاجزة ويائسة من تحريك عملية التسوية السياسية.‏

أمام هذا المشهد نلاحظ المزيد من الظلم والقهر الذي يمارس على الشعب العربي الفلسطيني.‏

كل العالم يعرف، وربما لا يختلف أحد حول غياب العدالة الدولية في التعاطي العالمي مع قضية فلسطين، وتغييب المواطن في دول الغرب وتضليله عبر سيل من المعلومات الخطأ التي يبثها الإعلام الغربي الجائر والمنحاز لمصلحة دولة الاحتلال الإسرائيلي لدرجة أن بعض شعوب الغرب يظنون بأن إسرائيل هي الدولة المعتدى عليها وهي التي تتعرض للاحتلال من قبل الفلسطينيين وممن يصفونهم بـ «الإرهابيين» أليس هذا ما يثير الضحك إلى حد البكاء، والتحسر على الإعلام العربي والإسلامي العاجز والقاصر في الدفاع عن أشرف وأعدل قضية في التاريخ.‏

في ظل هذا الانحياز والغياب وتغييب العدالة الدولية رسمياً وشعبياً، يأتي التحرك الفلسطيني / الرسمي/ نحو الأمم المتحدة، وربما لن يكون أفضل الخيارات للرد على المفاوضات العقيمة، ولكنه خيار أساسي متاح أمام الفريق الفلسطيني المؤمن بالنهج السلمي.‏

من جهتها تدرك« إسرائيل» تماماً بأن خيار الأمم المتحدة بالنسبة للدولة الفلسطينية لن يسفر عن شيء على أرض الواقع، ومع ذلك فقد جندت كل قواها الدبلوماسية وعلى كافة الجبهات العالمية والدولية من أجل إفشال هذا الخيار الفلسطيني، وهي تسعى جاهدة للعودة إلى طريق المفاوضات طويل الأمد وتحت الرعاية الأميركية المنحازة علناً ودون تدخل أي طرف دولي آخر. الأمر الذي يضمن لدولة العدوان تنفيذ سياساتها القائمة على المماطلة والتسويف.‏

إن موقف « إسرائيل» المتعنت والرافض لقيام دولة فلسطينية سيبقى على حاله مادام موقف الرباعية المتخاذل على حاله، ومادام موقف الرئيس أوباما أسير الخوف من خسارة الانتخابات القادمة، وهو غير قادر على اغضاب اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة.‏

الرئيس أوباما يعرف بأنه يناقض نفسه عندما يوجه الدعوة لنتنياهو بالتفاوض، وهو يعرف بأنه لا يريد التفاوض إلا حسب شروطه وإذعان الفلسطينيين لهذه الشروط.‏

لذلك قال نتنياهو : لا لأطروحات أوباما وهو واثق بأن ذلك لا يؤثر في العلاقات مع أميركا.‏

استناداً لأكثر من عشرين عاماً من المفاوضات، نرى بأن نتنياهو يحاول الاستفادة من لعبة المفاوضات كوسيلة لكسب الوقت والتوسع في الاستيطان. ومحاولة جادة للضغط على الجانب الفلسطيني للاعتراف بيهودية الدولة الصهيونية.‏

في قراءة بسيطة على الأرض يتبادر إلي الذهن مجموعة من الأسئلة: هل يمكن للمفاوضات أن تستمر في ظل استمرار الاستيطان؟ خاصة في القدس والضفة الغربية؟‏

وهل هناك إمكانية لعودة المفاوضات أمام لاءات رئيس وزراء الكيان الصهيوني؟ وعلى ماذا يتم التفاوض؟ وكيف سيتم التفاوض؟‏

إن الاعتراف بشروط نتنياهو ويهودية إسرائيل يعني أن هناك مليوناً ونصف المليون من الفلسطينيين معرضون للتهجير مجدداً. كما يعني تدمير حق العودة للاجئين الفلسطينيين والبالغ عددهم حوالي ستة ملايين لاجىء.‏

الخلاصة أن نتنياهو لا يؤمن بحق الفلسطينيين في الحياة ضمن حدود دولة مستقلة متصلة جغرافياً وقابلة للحياة. إضافة إلى أنه يصر على عدم المساس بالمستوطنات «الإسرائيلية» وعدم الانسحاب من بعض مناطق الضفة الغربية.‏

فهل يدرك الفريق الفلسطيني المفاوض، عدم جدوى المفاوضات وأهمية البحث في خيارات بديلة..؟‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية