قد يحدث تغييراً جذرياً في معنى الكلمة. لكن بعض الأجانب يجيدون اللغة العربية أكثر من أهلها أحياناً. وهذا ما أحدث إشكالاً عند المفكر العربي الكبير زكي الأرسوزي.
فالناقد التشكيلي طارق الشريف الذي تولى مهام مدير الفنون التشكيلية في وزارة الثقافة لسنوات طويلة، كان يحمل ملامح تشبه ملامح أهل الصين وخاصة في عينيه. وذات مرة جلس في مطلع الخمسينيات من القرن المنصرم إلى طاولة المفكر العربي زكي الأرسوزي في مقهى الهافانا، وحول الطاولة جلس عدد من مريدي الأرسوزي. ولم يكن زكي الأرسوزي قد رأى الشريف أو عرفه من قبل. وجلس طارق الشريف يشارك المتحلقين حول الطاولة الحديث.
وجاء دور الأرسوزي في الحديث، فخاطب جلساءه قائلاً:
- عجيب حال الصينيين، إنهم يتحلون بصفات مميزة - وأشار إلى طارق الشريف - فهذا الصيني يتقن اللغة العربية أحسن من أبنائها!!
وتوجه زكي الأرسوزي إلى طارق الشريف قائلاً:
- أسمعنا كيف تنطق لغتك الصينية من فضلك.
وأجاب طارق الشريف بسرعة بديهة:
- لفرط ما أتقنت العربية.. نسيت اللغة الصينية ياسيدي!
والصديق الكاتب حسن م.يوسف كانت له معاناة مماثلة في اللغة العربية مع الأجانب. ففي إحدى رحلاته خارج سورية التقى برجل أجنبي يلم باللغة العربية إلماماً معجمياً. وجلس الاثنان يتناولان الطعام في أحد المطاعم. وهذا الأجنبي تعلم معاني بعض الكلمات من المعاجم، ومنها كلمة (حقير) التي تعني في المعجم الشخص النحيف النحيل، وهذا المعنى للكلمة غير مستخدم الآن. ولاحظ الأجنبي أن حسن م.يوسف لم يتناول إلا قليلاً من الطعام، فقال له:
- كل يا أستاذ.. كل جيداً، فأنت حقير!!