أقمار العم سام تلتقط دبيب النملة لو أرادت ومع ذلك تطل علينا اليوم وكأنها أقمار صناعية بدائية لا حول لها ولا قوة بل لعل الأنكى من ذلك أن أكثر من 1700غارة جوية على مدى قرابة الشهرين دوزنها السيد الأميركي وطبل وزمر لها حلفاؤه وأتباعه لم تفض إلا إلى حماية «الدواعش» وتوفير الغطاء الجوي اللازم لهم لكي يزحفوا من مكان إلى آخر وصولاً إلى تحقيق الغاية الأوبامية المنشودة للمنطقة.
ساكن البيت الأبيض يعرب عن «قلقه» حيناً وخوفه حيناً آخر من مجازر قد ترتكبها أدواته الداعشية التي تتلقى التعليمات منه شخصياً وهو في ذلك يتحدث من موقع العارف بالشيء بل والمشرف عليه والمسير له،لا يجد غضاضة أو تناقضاً عندما يحارب الإرهاب بيده اليسرى ويشرعنه ويقوننه ويطلق أجنحته في السماء بيده اليمنى فيما دسائس ومؤامرات الوهابي والإخواني تطبخ وتغلى على نار هادئة في أروقة المكتب البيضاوي ودهاليز السي أي إيه وعلى طاولة اللقاءات العلنية والسرية لتعلب في عبوات جديدة وتصدر إلى السوريين وتختم بماركة «المعارضة المعتدلة» وتقدم عند الضرورة وأي ضرورة حيث يكون الإخفاق الغربي أمام الصمود السوري الأسطوري هو سيد المشهد وحيث لطم إرهابيي الارتزاق و«ولاويلهم» تعم الأرجاء.
ما بين ضربات «المحب» الأميركي لمحبوبته الداعشية بالزبيب واستعراضاته في إطار «تدخل بري» وهلوسات سلطان الباب العالي بـ«المنطقة العازلة»وصفارات إنذاره التي تدوي لتحذر فزاعاته الداعشية من غارات وشيكة وبازارات ملوك وأمراء الرمال المتحركة واستنفارهم حتى آخر ريال على هذا الإرهابي أو ذاك يتكشف السيناريو أكثر وأكثر ويفتضح أمر من يقدم الحرية والديمقراطية على طبق مشبع بالدم والسم.
ليحيكوا ما شاؤوا وليزجوا بمن أرادوا من إرهابيين في الميدان فشمس الانتصار السوري محال أن تُحجب بغربال الأميركي وأذنابه.