تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الفضائح والهزائم حصاد سياسة أردوغان الداعمة للإرهاب

متابعات سياسية
الاثنين 20-10-2014
محرز العلي

السياسة الكارثية التي ينتهجها أردوغان وحكومته الإخوانية بدأت بالارتداد عليه فضائح وهزائم وفشلاً حيث كان من نتائج هذه السياسة فقدان المصداقية بالقيادة التركية الحالية وهذا ما تجلى بشكل واضح وصريح عبر فشل تركيا في الحصول على مقعد غير دائم في مجلس الأمن والانحياز الدولي إلى إسبانيا التي حصلت على 132 صوتاً مقابل 60 صوتاً لتركيا الأمر الذي يشير إلى استياء دولي من حكومة حزب العدالة والتنمية وسياستها الحمقاء التي ساهمت بشكل كبير في توتير الأجواء في منطقة مهمة من العالم وخلق حالة من الفوضى وعدم الاستقرار من شأنها التأثير السلبي على مجمل الأمن والسلم الدوليين.

لقد أفصح أردوغان غير مرة عن أوهامه بالعودة إلى عهد الاستعمار العثماني ليكون سلطان المنطقة مستخدماً الإسلام السياسي وأذرعه الإرهابية أداة لتحقيق هذه الأوهام، والمتابع لسياسة حكومة حزب العدالة والتنمية منذ أربع سنوات يلاحظ أن أعمالها لاتعكس أقوالها حيث تحولت العلاقات مع دول الجوار ولاسيما الدول العربية من صفر مشاكل إلى صفر أخلاق وعلاقات تعاون، بل إن غطرسة أردوغان سولت لأعضاء حكومته الإخوانية كي ينصبوا أنفسهم ناطقين باسم الشعوب دون وجه حق وأن يعمدوا إلى محاولة مصادرة إرادتها عندما لا تنسجم مع مصالحهم، وهذا ما أدركه كل ذي بصر وبصيرة من خلال التدخل التركي السافر في شؤون مصر ومحاولة مصادرة إرادة الشعب المصري الذي أصر على التخلص من حكم مرسي الإخواني الذي حاول العودة بمصر مئات السنين إلى الوراء، كما لوحظ عقم السياسة التركية وعداؤها للعرب عموماً وللشعب السوري على وجه الخصوص، حيث كان توجه الإخوان المسلمين في تركيا نحو تدمير الدولة السورية عبر دعم الإرهاب المنظم للمجموعات الإرهابية وجعل الجنوب التركي مركزاً آمناً للإرهابيين الذين تم استقدامهم من شتى أصقاع العالم، وفتح مراكز تدريب لهم ومدهم بالمال والسلاح ومن ثم تسهيل دخولهم إلى الأراضي السورية لارتكاب الجرائم والمجازر ضد السوريين الآمنين في محاولة لإضعاف الدولة السورية وتدمير اقتصادها ومنشآتها مايشكل خرقاً فاضحاً لقرارات الشرعية الدولية وتدخلاً سافراً في شؤون دولة ذات سيادة وعضو في الأمم المتحدة.‏

هذه السياسة الأردوغانية الاستعمارية تجاه دول المنطقة والتي أفرزت تداعيات خطيرة على أمن واستقرار المنطقة بسب دعمها اللامحدود للإرهاب المنظم في سورية والعراق بدأت ارتداداتها الكارثية على أمن الشعب التركي ولاسيما في المناطق التي سخرها أردوغان لتكون ملاذاً للإرهابيين حيث عبر حزب الشعب الجمهوري التركي عن امتعاضه ورفضه لسياسة أردوغان التي حولت الأراضي التركية إلى مركز للإرهابيين ما استدعى قلق وتوجس المواطنين الأتراك، الأمر الذي يشير إلى أن السياسة الإخوانية في تركيا لم تؤثر سلبا على علاقة تركيا مع دول الجوار الإقليمي وحسب بل إن تداعياتها الكارثية بدأت بالارتداد على الشعب التركي وهذا يؤكد حالة الإفلاس والتخبط التي تعيشها القيادة التركية.‏

ما حصل في مجلس الأمن مؤخراً من فضيحة سياسية طالت تركيا وأكدت رفض العالم لسياسات حكومة حزب العدالة والتنمية لايمكن فصله عن استهتار أردوغان بقرارات الشرعية الدولية ولاسيما القرارات التي تدعو إلى محاربة الإرهاب وتجفيف منابع التنظيمات الإرهابية التكفيرية وفي مقدمتها تنظيم مايسمى دولة الإسلام في العراق والشام «داعش» وأيضاً عدم احترام الحكومة التركية لحقوق الشعب التركي في التظاهر والتعبير عن استيائه من السياسة الرعناء والكارثية لأردوغان، الأمر الذي يشير إلى أن دول العالم باتت تقف على حقيقة السياسة التركية الداعمة للإرهاب وعدم احترامها لمبادئ حقوق الإنسان وتدخلها الفظ في شؤون الشعوب والدول الأخرى، بحيث تجيز لنفسها ما تحرمه على الآخرين وهذا مؤشر من مؤشرات عدم المصداقية والفشل في انتهاج سياسة مقنعة تجاه دول المنطقة الأمر الذي انعكس سلباً في مجلس الأمن من خلال فشل أنقرة في الحصول على مقعد غير دائم فيه.‏

الفشل والهزيمة اللتان منيتا بهما تركيا منذ بدء الأزمة المفتعلة في سورية حتى الآن ولاسيما لجهة إقامة منطقة عازلة وتدمير الدولة السورية عبر نهب ثروات سورية وتقوية المنظمات التكفيرية التي سرقت النفط السوري ومعامل حلب وآثارها وما تبع ذلك من فشل على الصعيدين الإقليمي والدولي هو نتيجة طبيعة للسياسة الخاطئة التي اتبعها أردوغان تجاه دول المنطقة، وهو نتيجة منطقية لانتصار إرادة الشعوب ولاسيما الشعب السوري الذي أعلن عزمه على التصدي لكل المخططات الاستعمارية ومحاربة الإرهاب الداعشي المدعوم أردوغانياً، ورفضه لأي تدخل في شؤون سورية الداخلية لتبقى سورية قوية كما كانت دائماً ولهذا استحق أردوغان وعصابته الفشل والفضيحة وكان النصر والعنفوان والكرامة من نصيب الشعب mohrzali@gmail.com‏

">السوري.‏

mohrzali@gmail.com‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية