فإتمامها للاتفاق المظلم مع التنظيم الارهابي «داعش» والذي أمن خروج «داعش» يدحض كل نية كانت قد تفوهت بها سابقاً، هذه الخطوات التي لاتخرج عن كونها مساعدة للولايات المتحدة كي تنفذ خططها التوسعية والعدوانية في الشرق السوري والذي يكمله العدوان التركي في ادلب، فيما يشكل الجيش العربي السوري بانتصاراته وتضحياته سدا منيعا في وجه كل عدوان سافر وانتهاك للقوانين الدولية.
«قسد» انهت اخراج معظم ارهابيي « داعش» مع اعلانها استمرار القتال ضد من تبقى منهم في المدينة الا أن العناصر الأجانب بقوا في الرقة بسبب رفض التحالف مغادرتهم عقب تأكيدات على لسان المتحدث باسمه رايان ديلون إن نحو 100 مقاتل من التنظيم استسلموا في الرقة خلال الساعات الماضية وخرجوا منها ، فيما تحدثت مصادر ميدانية عن مغادرة بعض «الدواعش» الاجانب متخذين المدنيين دروعا بشرية بعد خرقهم للاتفاق كونهم لم يلتزموا به ، حيث رفض الارهابيون إخلاء سبيل 400 مدني بعد مغادرة المدينة، كما كان متفقا عليه، بل رغبوا في أن يصطحبهم المدنيون كضمانة أمنية حتى الوصول إلى وجهتهم النهائية، كما لم يصدر أي تفاصيل عن « داعش» حول عملية خروجهم كما لم تعرف الجهة التي توجهوا إليها، إلا أن مراقبين توقعوا انتقالهم إلى ريف دير الزور.
ومع اتمام خروج « داعش» من الرقة قد تتجه «قسد» الى المواجهة مع الجيش العربي السوري حسب بعض الخبراء مرجحين ذلك الى عدة اسباب اهمها أن تحالف واشنطن لن يجد مبررا لوجوده في المنطقة بعد طرد « داعش»، لذلك تتوجه أمريكا الى استخدام الورقة الكردية، خاصة ان قوات « قسد» لا يزيد عددها عن 20 ألفا ، لكنها سيطرت على 50 ألف كم مربع، والذي تم بالمساعدة المباشرة من الاميركي.
وفي شمال سورية يشبه التوتر شرقه حيث يحاول الغزو التركي ايجاد موطئ قدم له، فبعد خطواته الاولى في التوغل ، ذهب العدو التركي وبحسب مصادر ميدانية من المنطقة الى قطع كامل طريق عفرين عسكريًا باتجاه محافظة إدلب من منطقة أطمة إلى دارة عزة وعزلها عن التنظيمات الارهابية التي عادت الى الاقتتال فيما بينها ومناطق تواجد « الاكراد» الموجودين في المنطقة، إلا أنه ما زال يعمل بين المنطقتين مدنيًا، فيما يرى مراقبون أن تركيا تسعى عبر هذه الخطوات لإنهاء انتشار «الوحدات الكردية»، في محيط حدودها مع سورية، ومنعها من الوصول إلى البحر، بالمقابل يتم الحديث عن احتمال حدوث مواجهات وصدام بين « الاكراد» والقوات التركية الغازية على الحدود، الا أن هناك تحليلات اخرى ترى ان الصدام بينهما غير وارد لأنهما يسيران وفق التوجهات الأمريكية، ولو كان هناك مجال للصدام لتم ذلك على الحدود السورية التركية، فتركيا لا تمانع في قيام «فدرلة كردية» وفقا لخطة واشنطن، وبحسب المصادر فالإستراتيجيات السياسية عادة ما تختبئ وراء مسميات أخلاقية، فعلى أرض الواقع تركيا تريد اقتطاع 12 ألف كم مربع من الأراضي السورية وهو أكبر من مساحة لبنان وضمها إلى تركيا .
هذا العدوان التركي الذي ترفضه الدولة السورية جاء رفضه بشكل رسمي فهو لا علاقة له بتفاهمات آستنة الذي توغلت بحجته ، لذا طالبت دمشق بخروج القوات التركية من الأراضي السورية فوراً ومن دون أي شروط، وتؤكد أن هذا التوغل عدوان صارخ لن يستطيع النظام التركي تبريره أو تسويغه بأي شكل كان.
توغل تركيا غير الشرعي عوضاً عن ادواتها التي اثبتت فشلها في اكثر من جهة على تحقيق المطامع التركية دفع بالفصائل الرئيسة المكونة لـ «درع الفرات « الذي شكلته تركيا بالأصل لهذه العملية، وقادها الى الاقتتال والاشتباك بينها في منطقة الحمران، وسط تخوف من قبل المدنيين في المنطقة من ازدياد حدة التوتر.
زيادة التوتر في جبهة ادلب قابله توجه الى تهدئته جنوب دمشق حيث أعلن المركز الروسي للمصالحة في سورية عن طلب ممثلي 3 فصائل تابعة للتنظيمات الارهابية بالانضمام إلى اتفاق وقف إطلاق النار، وتتمثل هذه الفصائل بـ ما يسمى «جيش الإسلام» و«أكناف بيت المقدس» و«جيش الأبابيل» في بلدات يلدا ببيلا وبيت سحم جنوب دمشق، وقعت على طلب الانضمام ، بالاضافة الى انضمام أربع بلدات ثلاثة منها في حماة، والرابعة في حمص.