لا بل ان أطماعها أكبر وأوسع من ذلك بكثير فهي تطمح في السيطرة على العالم العربي وفق منظومة حزب العدالة والتنمية الإخوانية الفكر والإرهابية في العقيدة ، وبالتالي فإن ما يجري اليوم في المنطقة لا يخرج عن كون أن تركيا هي رأس الحربة التي تقودها الولايات المتحدة من أجل السيطرة على العالم العربي بلبوس أخواني.
الأمريكي يريد الهيمنة على المنطقة من خلال الهوية الاخوانية التركية، والتركي ليس سوى حصان طروادة لدخول الأمريكي إلى المنطقة، والتركي يناور سياسياً وعسكرياً لكسب ود روسيا وإيران لأجل تمكين تركيا في الجغرافيا السورية، والذي كعادته فيما بعد يمكن بكل بساطة أن ينقلب على أي اتفاقات ومعاهدات يمكن أن يعقدها مع دول الجوار.
الدولة السورية التي راقبت التركي منذ اللحظات الاولى لتوغله في مدينة ادلب قد منحت الفرصة لتركيا ولو بشكل غير مباشر لتؤكد عدم التزامه بتعهداته التي ابرمها أمام روسيا وإيران ، فتركيا لا يمكن أن تكون إلا أمريكية الولاء وصهيونية الوفاء، وهي تزاحم السعودية اليوم على «قيادة « العالم العربي والسيطرة عليه وهي تتمسك بالهوية الاخوانية لخدمة المشروع الصهيوني.
وما يخفيه الاخواني اردوغان خلف عدوانه على ادلب ليس الا أضغاث الأحلام يتوهم ان يحققها التركي وسيده الأميركي.
الدولة السورية التي لم تثق يوماً بأردوغان والتي اتضحت لها كل نواياه الخبيثة في ادلب طالبت بخروج قوات النظام التركي من الأراضي السورية فوراً، وادانت بأشد العبارات توغل قوات أردوغان في محافظة إدلب الذي يشكل عدوانا سافرا على سيادة وسلامة الأراضي السورية وانتهاكا صارخا للقانون والأعراف الدولية.
مراقبون للمشهد رأوا مطالبة الدولة السورية الجانب التركي بسحب جميع قواته الغازية من محافظة إدلب، يعني أنها لن تقبل مطلقاً أي قوات اجنبية على أراضيها، وهذهِ المبادرة السورية ، تعكس تبلور ملامح سورية المستقبل ، سورية الجديدة ، التي ترتكز أُسس قِيامها على التعددية السياسية والعرقية في إطار مبدأ الشراكة والتعايش، واعتماد الحل السياسي والحوار كحل وحيد للأزمة المفتعلة في سورية .
ومطالبة الدولة السورية بانسحاب القوات التركية الغازية من محافظة إدلب يعني ودون ادنى شك وفقاً للمراقبين أن الدولة السورية تشعر بالثقة بالنفس وبقدراتها العسكرية أكثر من أي وقت مضى، ولن تقبل بوجود أي قوات اجنبية على أراضيها ودون إذن منها، وتعلم جيداً النّوايا الاستعمارية للنظام التركي ، خاصة أن قوات اردوغان دخلت بالتّفاهم والتّنسيق مع ارهابيي «هيئة تحرير الشام» «النصرة» سابقاً المصنفة على قائمة الإرهاب ودون إطلاق رصاصة واحدة.