في آخر ما بدا، أنه طرف فسحة مائلة إلى أسفل، كأول سفح، إلى اليد اليسار، تتقدم مدينة صيدنايا؟ مع مفارقات تختلف فيها هذه الكولبه، عما في شوارع المدينة! إنها تبدو كأنها جديدة، أقيمت هذا اليوم، أو هي نظيفة، مسحت أو غسلت ، هذه الظهيرة!
مسز ويست، على ما هي، في المقعد خلف السائق. تستند بكتفها اليسار، إلى زجاج النافذة. قد غبّش من الداخل، بنفث ما يقرب من خمسين أنفاً، رجالياً ونسوانياً، قد يبدو أكثرها مصطوماً بزكام حاد؟ أو سائلاً برشح سخيّ؟ ومن الخارج الزجاج ملطخاً، بما لحقه من وعثاء طريق، أكثر ما تسلكها شاحنات، خرج زيادة بالحمولة إلى نواح خليجية؟. أو ترجع فاضية. تخبط الطريق، كأنها لن تعود إليها ثانية!.
وحتى باص الرحلة الجامعية، لزيارة صيدنايا. كان يرشق جانباه: إما بماء سائب في عرض الطريق أو يخبص على غفلة في موحلة. مسز ويست كانت تزمر كتفها، كمستندة إلى زجاج النافذة، تحسب رشقة الوحل قد نفذت إليها!
وصحيح أنها كانت ، لخفة دمها، أو لعدم مبالاتها، كانت تضحك للرشقة، تلو الرشقة، أو لنقل للسفعة، أقوى من سفعة... تعني من بالداخل؟ أو السائق يقول في نفسه غصباً عنه؟ إذ ماذا بوسعه أن يفعل، في هكذا طريق حتى إلى صيدنايا!
وأيضاً، مسز ويست باعتبار مقعدها على اليسار، كانت تظن الوادي على اليمين بفرق المسافة داخل الباص بين أقصى اليسار إلى أقصى اليمين. الوادي العميق يبدو أنه يرتفع مستوياً، نوعاً ما.
بحيث يجيب باتساع عن سؤال: «من هون لأرض الدير. من هون لأرض الدير. وسر يللي بينا شو وصلو للغير! وبخاصة، لما أخذ الحارس، بلباسه المهيب. كما لو أنه ارتداه جديداً ذلك اليوم،أو نظف تلك الظهيرة. لما أخذ الحارس بشاربه الحليق. الخشوع أو التأدب بكل شعرة في رأسه. لما أخذ تحية من على جانب باب الباص، فتح على سعته. التحية جاءت في وجه المسز، من عبر وجه المستر ويست فرددا معاً«ثانكيو/ ثانكيو!» يحسبان الحارس، قد حضر لاستقبالهما أو أنه قد أوعز إليه بذلك. بين الدكتور ووكر، في الجانب الثاني، من مقعد الطالبات الهزجات، يصيح. لم يعرف منه الصدق إلا بصيحته« أوهيو» لما قرأها على ذراع طرومبة بئر الماء، في ناحية من مصيف بلودان!.. (سيلي).