|
|
العطلة الصيفية... بين رغبة الأبناء وقلق الأهل مجتمع بينما الأهل يقررون تمضيتها في المنزل الريفي ليتمتعوا بالهواء النقي... ورغم أن البيئة الاجتماعية والقدرة المادية تتحكمان في قرار الإجازة العائلية الصيفية، فإنه في إمكان الأهل جعلها إجازة هادئة وممتعة. هذا الصيف يحلم قصي ( 16عاماً) بتمضية إجازته مع الأصدقاء، وهذا طبيعي لمن يمر بمرحلة المراهقة، فمن المعلوم في هذه السن ميل المراهق إلى الاستقلالية والابتعاد عن كل ما يرمز إلى تبعية الأهل، والتخطيط للعطلة الصيفية أحد مظاهر هذه الاستقلالية، فهو يرغب في تمضية الإجازة في منزل العائلة، أو يمتنع عن مرافقة أهله خلال عطلة الأسبوع لأنه قرر تمضيتها مع أصحابه. ويقلق الأهل من محاولة المراهق الانفلات من رقابتهم المباشرة. فليس سهلاً عليهم تقبل هذا الأمر، إذ كيف يريد الذهاب وحده وهو الذي كان قبل سنوات قليلة ينتظر العطلة الصيفية حتى يرافقهم، لذلك يرى التربويون أنه على الأهل تفهم رغبة ابنهم المراهق في الاستقلالية ودعمها لأن قلقهم وتوترهم يشعرانه بعدم الأمان وبعدم الثقة بنفسه وبأنه قادر على تحمل المسؤولية في غياتهم ، ويعود هذا إلى سن المراهق وشخصيته . قد يظن الأهل أن ابنهم خجول وأنه غير قادر على مواجهة الصعاب، ولكن عليهم الأخذ في الاعتبار تصديق ما يقوله الآخرون، كأساتذة المدرسة أو أهالي أصدقائه، أن ابنهم يتمتع بشخصية حاذقة ولبقة حين لا يكون معهم، وقد يكون العكس. إذ ربما يتصرف هذا المراهق بلباقة وذكاء أمام أهله، في حين أنه يشعر بالتوتر حين يخرج من قمقم العائلة الآمن. وفي كلتا الحالتين ورغم أن الابن قد لا يعطي انطباعاً بأنه قادر على مواجهة الآخرين خارج إطار العائلة، فإن في إمكانه الخروج من هذا الخجل إذا ما وضع في موقف يتطلب منه المواجهة. بمعنى آخر لا يجوز للأهل الانتظار حتى يصير لديهم اقتناع تام وثقة به ليسمحوا لابنهم بمواجهة أمور تساعد في نمو شخصيته وتطورها. أن يكون الأهل عمليين عندما يقرر المراهق تمضية الإجازة مع أصدقائه بعيداً عن أهله، على الأهل بدورهم أن يكونوا عمليين.. وقد يتمنى الأهل تأجيل هذه التجربة، ولكن عليهم السيطرة على مشاعر التوتر والقلق التي تنتابهم حين يقبلون ببعد ابنهم. فبعد الأبناء المراهقين وحدهم من دون أهلهم، يعني أنها تجربتهم الأولى في الحياة خارج إطار العائلة والمحيط الاجتماعي، وفي كل الأحوال من الضروري أن يكرر الأهل على مسامع ابنهم الإرشادات الأساسية التي عليه التزامها.. وهي الانتباه، والحذر.. تمضية العطلة ليست امتيازاً قد تكون تمضية العطلة الصيفية بالنسبة إلى المراهق من الأمور العادية، ولا يجد فيها امتيازاً لذا يمكن للأهل الاقتراح عليه وعلى أصدقائه أن يقضوا العطلة بأمكنة يحددها الأهل.. شرط أن يقوم بذلك مع أصدقاء يعرفهم الأهل جيداً وأن يتحمل المسؤولية ويحترم بنود الاتفاق مع أهله، وأن يدرك بأنه سوف يحرم من خوض هذه التجربة بمجرد ارتكابه خطأ. نشاطات صيفية يحتاج المراهق إلى أشخاص يقومونه كي يشعر بأنه شخص فعال. لذا يمكن للأهل أن يقترحوا على ابنهم التسجيل في نشاط رياضي يرتكز على روح الفريق مثل : كرة القدم والطائرة والسلة.. ونشاطات تسمح له ببناء صداقات . إيجاد عمل يمكن للمراهق في السادسة عشرة أن يعمل خلال العطلة الصيفية، ويمكن الاقتراح عليه أن يزاول الأعمال الخفيفة ، فهذا يجعله يشعر بأهمية العمل ويبعد عنه الملل. فأحياناً يمل المراهق تمضية كل وقته مع أصدقائه طوال الإجازة الصيفية . تخصيص وقت له رغم أن المراهقين يبدون رغبتهم في الاستقلال عن أهلهم، فإن لدى 90٪ منهم تكون تمضية بعض الوقت مع أهلهم أمراً رائعاً، لذا يمكن للوالد أن يفاجئ ابنه برغبته في أن يلعب معه.. ولكن في الوقت نفسه ليس من الضروري أن يتعمد فتح حوار جدي أثناء ذلك ، فالمراهق في حاجة إلى أن يشعر بأن والده قريب منه، وهادئ للاستماع إليه أكثر من أنه مراقب لتصرفاته. السن يتحكم في إجازة المراهق قبل الثالثة عشرة يرفض الأهل السماح لابنهم بالسفر مثلاً مع رفاقه خارج المدينة إذا لم يكن برفقة راشد، أو ممن يثق الأهل برفقتهم . - بين الثالثة عشرة والسادسة عشرة من العمر.. هذه المرحلة دقيقة، ولكن إذا استطاع الأهل التحكم فيها بشكل عقلاني يتخطون الكثير من المشكلات التي يمكن مواجهتها مع ابنهم المراهق ، فإذا أراد تمضية جزء من الإجازة مع صديقه يمكن الموافقة على ذلك شرط ألا يكون منزل هذا الصديق بعيداً، وألا تتعدى المدة ثلاثة أيام، والمتابعة مع أهل هذا الصديق ليستعلموا دائماً عن ابنهم . - بعد السادسة عشرة يمكن السماح للمراهق في هذه السن بتجربة السفر وحده، وقضاء العطلة بعيداً عن أهله.. ضمن حدود البقعة الجغرافية الواحدة وعليه أن يعرف أنه مسؤول أمام أهله عن الأخطاء التي يرتكبها .
|
||||||||||||||||||||||||||||
