منهم لإسكات جمرة الغضب التي تتوهج إصراراً على متابعة السير على طريق النضال حتى التخلص من النير الإسرائيلي البغيض، هذه الجمرة التي توهجت في صدر كل شاب وفتاة، رجل وامرأة من أبناء الجولان، وستورق هذه الجمرة شمس حرية يمتد شعاعها الدافىء فوق كل شبر من تراب جولاننا الحبيب.
وبات مشهداً يكاد يكون مكرراً بصورة يومية أن ترى جنود الاحتلال الإسرائيلي يقومون بحملات دهم يعتقلون فيها الكثير من أبناء الجولان, ناسبين إليهم تهم مقاومة هذا الاحتلال نعلقها نحن السوريين أوسمة فخر على صدورنا ونراها تيجان عزة وكرامة، ومرحباً بظلام السجون والمعتقلات عندما يكون السبب الذي ساقهم إليه هو إصرارهم على مقاومة الاحتلال الإسرائيلي بكل الوسائل المتاحة، هذه الوسائل التي أقرتها الشرائع الدولية.
يفعل الساسة والقادة العسكريون الصهاينة فعلتهم النكراء ويفاخرون بها، ولا نستغرب أن نراهم قريباً وقد اندفعوا يطالبون (صحف العالم بنشر صورهم محاطين بأشجار الزيتون الكثيفة والحمائم البيضاء باعتبارهم من رموز السلام والحرص على المستقبل المشرق لبني الإنسان في هذا العالم البائس الشقي!)
ولم لا يقدم هؤلاء المجرمون العريقون في الاجرام على مثل هذه المطالبة وهم الذين يعتقدون في قرارة أنفسهم أنهم محبون للسلام حريصون على تحقيقه، وحذار أن تصيب العالم الدهشة عندما يدعي هؤلاء أنهم متألمون أشد الألم لكل قطرة دم جولانية تسيل على الأرض بحراب جندي إسرائيلي يفعل فعلته على مبدأ (مكره أخاك لا بطل)؟!
هم يريدون إذاً إقناع بني الانسان كافة وفي كل زمان ومكان بأن أيديهم بريئة من دماء أهلنا في الجولان الغالي، وأنهم رغم تصويرهم حلقات متتابعة من مسلسل القتل يفعلون ذلك ليس استجابة لغريزة القتل المتأصلة في نفوسهم بل ليمارسوا حقهم المشروع في الدفاع عن النفس!.
يستيقظ العالم على أكذوبة كبيرة تتضخم .. تضخم كرة الثلج صنعها هؤلاء المجرمون العتاة ليجلعوا صفحاتهم بيضاء نظيفة في عيون العالم الذي يعرف أنهم سليلو الجريمة وإرهاب الدولة المنظم، وهذا العالم يشهد اليوم على أيادي أهلنا في الجولان مكبراً فيهم هذا التمسك بالجذور وإصرارهم على التشبث بانتمائهم إلى وطنهم الأم سورية.
إن الحقيقة التي بات العالم مقتنعاً بها ولم يعد مستعداً لمناقشتها هي أن كلّ سياسي أو قائد عسكري يمارس القتل في الجولان، ويعتدي على الأرض والعرض هو في خاتمة المطاف مصنف في قائمة المجرمين، ونحن نصر على أنه ليس مجرماً عادياً بل هو طاغية من أكبر طغاة العصر وقد لايتفوق عليه بحمل هذه الصفة إلا رجال سجل التاريخ اسمهم في صفحات الخزي والعار.
والحقيقة التي لايجادل العالم في صحتها هي أن الجولان أرض عربية سورية وكلّ القرارات التي صدرت عن الكنيست لسلخه عن سورية هي قرارات ولدت ميتة، وأن أبناء الجولان أصحاب حق لن يموت، حق! سيتوهج في سماء سورية العربية انتصاراً قريباً تصنعه بطولة أهلنا الصامدين في الجولان الصامد.
Ferasart72@hotmail.com