تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


علي الجندي...عامــان علــى الرحيـــــل

ثقافة
الأثنين 8-8-2011
منذ عامين طويت صفحة ثقافية فكرية برحيل الشاعر السوري الكبير علي الجندي تاركاً إرثاً من الأوراق التي كلما أمعن القارئ فيها اكتشف مزيداً من المعاني والرسائل والقيم التي عمل الراحل على تكريسها وتقديمها

ليكون من خلالها قامة شعرية أدبية تركت بصمة لاتمحوها وطأة الأيام وتراكم الكتب.‏

أشارت سانا في تقرير لها بهذه المناسبة إلى أن غياب الجندي عن الوسط الثقافي العربي كان هزة كبيرة وخاصة أنه شاعر ربطته علاقات وصلات إنسانية وفكرية مع كبار شعراء الأمة، فمن افتقده لم يفتقد فقط النص والصوت والصورة بل افتقد ذلك الإنسان الذي كان يراقب رحيل زملائه بصمت مفتقداً فيهم صوت من يرثيه ومن بقي أيضاً افتقد قصيدة رثائه بقلم علي الجندي وها هو شوقي بغدادي يقول.. لم يتبق أحد يا علي سواي ليرثيك.. من سيرثيني بعدك.‏

من سلمية التي ولد فيها عام 1928 انطلق الشاعر بعدة الأمل والإبداع إلى دمشق حيث درس الفلسفة وعمل في مجال الصحافة والترجمة عن اللغة الفرنسية بين بيروت ودمشق ثم أسهم بشكل أساسي في تأسيس اتحاد الكتاب العرب 1969.‏

كان الشعر أيقونة روحه والمجال الأوسع الذي يعبر عن ذاته أكثر من كل المجالات الثقافية والفكرية التي خاض فيها من الصحافة إلى الترجمة فكانت دواوينه المتتالية تعبيراً حقيقياً عن ذلك.‏

كان الشاعر الراحل بعيداً عن ضوضاء المحافل والمنتديات والمهرجانات حتى إن أشعاره زارت أغلب البلدان العربية قبل أن يزورها هو بل وأقيمت جلسات تناقش دواوينه دون أن يحضرها ما جعله بعيداً عن الأضواء والإعلام ومنكفئاً على الكتابة وتخليص النفس من أثقالها عن طريق الإبداع.‏

ان ابتعاد الجندي عن الوسط الرسمي والإعلامي جعل شعره أقرب إلى الناس حتى إن النقاد وجدوا فيه الشاعر المتصعلك أو الضليل الذي يرمي كل شيء خلفه ويسعى نحو النص الحقيقي ما جعل لشعره عشاقاً وجعل تعامله مع الحياة أسهل من تعامل غيره فبمجرد أن اضجرته دمشق بغياب رفاقه غادرها ليقيم في اللاذقية في زقاق ضيق بعيداً عن صخب المدينة.‏

خلال إقامته في اللاذقية ابتعد الشاعر تماماً عن الأوساط الثقافية في دمشق أو حتى في مدينته سلمية إلا أن حضوره كان طاغياً من خلال ذكراه لدى أصدقائه أو من خلال مآثره الأدبية حتى عام 2007 حيث تم تكريم الشاعر في مسقط رأسه بحضور حشد كبير من محبيه وأصدقائه ومتابعي تجربته الشعرية وكان حضور الشاعر حفل التكريم هذا بمثابة حفل وداع أو زيارة أخيرة لمدينته التي عاد إليها بعد عامين ليدفن في التربة التي دفن فيها قبله محمد الماغوط.‏

أصدر علي الجندي اثنتي عشرة مجموعة شعرية (في البدء كان الصمت 1964 - الراية المنكسة 1969 - الشمس وأصابع الموتى- طرفة في مدار السرطان 1971- النزف تحت الجلد 1973- قصائد موقوتة 1978 - بعيداً في الصمت قريباً في النسيان 1982- الرباعيات 1980- صار رقاداً 1987- سنونوة الضياء الأخير 1992) وغيرها.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية