تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


القطة التي تنزهت على هواها... تجسيد لطبائع الإنسان وذاته

السويداء - طلعت الحسين
ثقافة
الأثنين 8-8-2011
بنص يحتمل أكثر من قراءة تقدم مسرحية «القطة التي تنزهت على هواها» التي تعرض حالياً على مسرح مديرية الثقافة بالسويداء موضوعاً يحاكي الكثير من إيحاءات الصراع الإنساني‏

مع الطبيعة ومحاولة الأول السيطرة على مكونات هذه الطبيعة عبر اكتشافه لمفاهيم الحياة والمعنى المراد منها،‏

فتدور الأحداث في عالم الغابة الذي يحتوي كل المفاهيم السابقة عبر عملية إسقاط ناجحة على شخصيات تعيش في الغابة المجتمعية، متخذة من خصال الحيوانات محوراً تدور حوله الأحداث التي يتعامل معها الإنسان المفكر لكي يبني حياة أفضل، كاشفة بذلك عن مدى بعد وعمق الحلم الإنساني في الاكتشاف وطريقة ترجمته على الواقع، فمن اكتشاف الطفل عمران لوفاء الكلب الذي يستمتع بحراسة صاحبه إلى اكتشاف الأب معن لشموخ الحصان وخدماته في التنقل وصولاً إلى اكتشاف الأم دارين إلى فائدة الحليب الذي تعطيه البقرة وصولاً إلى اكتشاف الأسرة كلها للنمر الذي يشكل خطراً بقوته على الجميع نرى عملية الانتقال الدرامي تستعرض القدرات العقلية بوجوهها للوصول إلى المصطلحات التي تحدد مسار الحياة. فنرى الإنسان يتخذ بعض الحيوانات لحمايته وغذائه، ويتحرص بالسلاح ضد البعض الآخر، مع الاحتفاظ بلغز العرض في شخصية القطة التي تقبل التأقلم وترفض الخضوع إيماناً منها بدورها المتفرد، ليبدو هدف المسرحية في النهاية هو إيصال مفاهيم تطرح الصداقة والتعاون كطريق صحيح للحرية التي تعني أن يلعب كل دوره دون أن يطغى على دور الآخر.‏‏

مخرج العمل طلال الحجلي قال: فكرة العمل هي أن وجوه الحياة موجودة ولكن علينا أن نتعلم كيف نتعامل معها، ويراد من ذلك طرح المشكلات الاجتماعية التي تتضمن مجموعة من الصفات الأخلاقية التي يجب أن يتحلى بها المجتمع الإنساني ألا وهي الاحترام والصداقة والتعاون لأن هذه المفاهيم دائمة وتكرس صفات العقل البشري في القدرة على تسخير الطبيعة لحياته ومستقبله وسعادته، وتجسيد هذه الأدوار عبر استعراض علاقة الإنسان بالحيوانات إنما هو تجسيد للطبائع التي يحملها الإنسان ذاته.‏‏

بدوره الفنان جهاد الزغبي تحدث قائلاً: العمل موجه للناشئة وقد تميز عبر الاستخدام الجيد للديكور والإضاءة ومتانة النص الذي سار بشكل درامي غير متقطع وبلغ نهايته بشكل غير تقليدي عندما اكتشفنا أن المسرحية كلها مجرد حلم لطفل صغير ولكن هذا الحلم هو الحياة نفسها بأغلب ما فيها.‏‏

يذكر أن المسرحية من تأليف الكاتبة الروسية ناتاليا سليبكوفا وإعداد المخرج طلال الحجلي ودراماتورغ لطفي عزام ومن بطولة كل من الفنانين ثائر حديفي، ياسر القضماني، فراس حاتم، راميا الخطيب، عمران الخطيب، دارين عزام، معن دويعر، نزيه سراي الدين، اسمية الباروكي.‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية