ورغم أنها لم تطبع مجموعتها الشعرية الجديدة، بل مازالت مسوّدة في طريقها إلى الطباعة، لكن شوقها إلى جمهورها دفعها للإعلان عن هذا اللقاء، فربما يعيد إليها ألقها وروحها العطشى إلى لقاء الأحبة.
-- تقول في حديثها للثورة: إن سنوات الغربة وقسوتها، وطبيعة الحياة الاجتماعية في البلاد البعيدة، تشدني دائماً إلى بلادي، وهي بما تحمل من مميزات لاشك أنها تضيف إلى حياتنا قيماً جديدة، فاحترام الوقت والإخلاص بالعمل، عندما تجتمع هذه القيم مع مانحمله من مخزون الحياة في بلادنا، من الثقافات والعادات، والحميمية، يخلق توازناً جميلاً بين الحياتين الغربية والعربية، وهذا بحد ذاته يشكل غنى لحياتنا، ويحد من العوائق بيننا.
- تحرصين على توقيع مجموعاتك الشعرية في بلدك، هل هو الوفاء، أم إن الوطن هو الأول دائماً؟.
-- إن لغة الاغتراب ليست لغة إحساسنا، وإحساسنا أولاً وأخيراً يعبر عن لغتنا كذلك العاطفة، وبديهي أن نتواصل مع من يفهم مشاعرنا ويتفاعل معنا، لأننا بذلك نعزف على وتر قلوبهم.
وأفخر بأني أوقع مجموعتي في بلدي، وانطلاقتي تكون من هنا، من دمشق.
- هل تفكرين بترجمة أعمالك؟
-- من الصعوبة أن نجد إنساناً يملك ذاك الإحساس بالنص، فينقله ليس لغة فحسب، بل روح ومشاعر فترجمة الشعر لايمكن أن تكون حرفية، بل يجب أن تتضمن المعنى والروح معاً، وثمة محاولة بسيطة قمت بها بترجمة نصوص قليلة، ولكن أتمنى أن أقوم بهذه التجربة إذا سمحت الفرصة لذلك، فجميل أن ننقل إحساسنا إلى الآخر من ثقافات مختلفة.
- ماذا عن مجموعتك الجديدة؟
-- لاتزال مسوّدة، ولم تطبع بعد ولم أعثر لها على عنوان، فما أصعب تسمية المولود الجديد، وسأسعى إلى طباعتها في أسرع وقت..
- هل من قواسم مشتركة تجمع نتاجاتك الشعرية؟
-- إصداراتي السابقة «همسات جريئة، امرأة فوق الوهم، وصوت في المدى، وهكذا أصير أجمل» جميعها يسبح في الفلك نفسه من الهموم والتجليات والمواضيع الإنسانية والعلاقات المتشعبة بين المرأة والرجل، وأنطلق في ذلك من إحساسي كأنثى لها تجاربها ونظرتها الخاصة للحياة.
والنصوص جميعها تأتي تلقائية، دون تحضر مسبق أسعى من خلالها أن أخلق حياة أجمل، وكيف يمكن أن تكون الحياة أجمل.
- كيف استطاع الرجل أن يكون حاضراً في حياتك؟
-- لايمكن أن ألغي دور الرجل في حياتي، فوالدي كان دائماً يشجعني ويهتم بما أكتب، والشيء نفسه يفعله زوجي ورغم أنه ليس قارئاً لي، لكنه متذوق ويملك من الذهنية المتحضرة مايشجعني على حرية التعبير، فهو لايصادر رأيي بل على العكس هو أكثر من يصفق لي..
- أي رسالة تهديها لقرائك عبر مجموعتك الأخيرة؟
-- إنها دعوة للإيمان بالحب، حب الإنسان للإنسان، فنحن لانعيش بسعادة ورقي إلا إذا استطعنا توسيع نظرتنا ومداركنا نحو الآخر، والخروج من المظاهر والقشور إلى جوهر الأشياء.
أؤمن بالكلمة الصادقة التي تخرج من القلب حتى لو كانت لاتملك الجزالة والقوة، وأي شخص يتكلم بالصدق، لابد أن كلمته ستؤثر، حتى لو لم تكن على المدى القريب.. فالكلمة الصادقة مهمة جداً.
مختارات.. من مجموعاتها الشعرية
قبلني بشوق وعنف
لاتكن حالماً كالطيف
حطم على فمي أبجدية الحرف
ثم إن ملت قليلاً بطرفي
وقلت دلالاً «أرجوك يكفي»
قبلني حينها رغم أنفي
شيء من قوتي تلقاه في ضعفي
ومن مجموعتها «هكذا أصير أجمل» تقول:
وحدها المسافة تنقضّ على خطوتي
فيتعذر الوصول إليك
وكنت قد تركت مفتاح صوتي
في عينيك.. فكيف أردد القصيدة
حين تبعثرنا الريح
عند اندلاع القمة؟؟!!
ولبوحها صدى
يقول الأديب محمد مروان مراد: إنها حديقة تهدي عطرها، وصوت جديد يمتلك أدوات البوح الرقيق والتعبير السليم، ومن يتابع خطواتها الجريئة، يدرك تماماً مدى قدرة الشاعرة على التقاط الصور المتألقة من وقائع حياتها وتجربتها وأحاسيسها لتعرضها في إطار أنيق من الإبداع والابتكار..
أما الشاعر أحمد مفتي فيقول: كثيرات هنّ الشاعرات اللواتي تحدثن عن الحب، وعن التجربة مع الزوج، وقليلات هن اللواتي وصفن وصورن هذا الواقع، وما أخال شاعرتنا هذه إلا مجموعة إحساس مرهف، تدخل مجتمع الشعر والفن والنقد من أوسع الأبواب، تحمل أدواتها المملوءة الغنية بالصور والأخيلة لتؤكد أنها واحدة من القلة اللواتي تفجر في نفوسهن الشعرية دون استئذان.